الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

أسوأ من التدخين والإرهاب.. تلوّث الهواء يقصّر العمر

أسوأ من التدخين والإرهاب.. تلوّث الهواء يقصّر العمر

Changed

ناقش برنامج "شبابيك" ضرر تلوّث الهواء على حياة سكان الكرة الأرضية (الصورة: غيتي)
ذكر "مؤشر جودة الهواء" أن الأدلة على المخاطر الصحية المُرتبطة بالتلوث زادت، مضيفًا أن قادة العالم لا يبذلون الجهد الكافي لحل المشكلة.

حذر تقرير "مؤشر جودة الهواء" الصادر عن معهد سياسة الطاقة بجامعة شيكاغو من استنشاق الهواء الملوّث، مؤكدًا أنه أخطر من التدخين، وشرب الكحول، والصراع، والإرهاب.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن التقرير أن الهواء الملوّث يقلّل متوسط العمر المتوقع العالمي بمقدار 2.2 سنة.

وبالمقارنة، فإن تدخين السجائر يخفض متوسط العمر المتوقع بنحو 1.9 أعوام، بينما شرب الكحول يقلله بمقدار ثمانية أشهر.

كما تؤدي المياه والصرف الصحي غير المأمونة إلى انخفاض متوسط العمر المتوقّع لمدة سبعة أشهر، بينما يقلّل الصراع والإرهاب من متوسط العمر العالمي المتوقع تسعة أيام فقط.

وأضاف التقرير أن تلوّث الهواء بمزيج من جزيئات الدخان والأبخرة والغبار ظل مرتفعًا، حتى مع انتشار جائحة فيروس كوفيد-19 التي أدت إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي مما انعكس إيجابًا على صفاء السماء في بعض المناطق الأكثر تلوثًا في العالم.

في الوقت نفسه، ذكر "مؤشر جودة الهواء" أن الأدلة على المخاطر الصحية المُرتبطة بالتلوث زادت، مضيفًا أن قادة العالم لا يبذلون الجهد الكافي لحل المشكلة.

وأدى تلوّث الهواء إلى وفاة نحو 9 ملايين شخص عام 2019، وبخاصة التلوث الكيميائي.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن تلوّث الهواء يُمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسكتات الدماغية، وأمراض القلب والشرايين، وسرطان الرئة، وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

وعلى عكس السجائر أو الكحول، قال التقرير إن تلوث الهواء "يكاد يكون من المستحيل تجنّبه".

وبسبب المخاطر الصحية المتزايدة، حدّثت منظمة الصحة العالمية العام الماضي، ولأول مرة منذ عام 2005، إرشاداتها بشأن المستوى المقبول لتلوّث الهواء الذي يجب أن يتنفّسه الناس، من سقف موصى به يبلغ 10 ميكروغرام/ متر مكعب إلى 5 ميكروغرام/ متر مكعب.

جنوب آسيا هو الأكثر تلوثًا

وأشار تقرير "مؤشر جودة الهواء" إلى أن حوالي 97% من سكان العالم يعيشون في أماكن يتجاوز فيها تلوث الهواء المستوى الموصى به.

وأفاد التقرير بأن جنوب آسيا هو المنطقة الأكثر تلوثًا في العالم، ويكون تنفّس الهواء فيها أكثر فتكًا. ويأتي ارتفاع مستويات التلوّث مع تطوّر المنطقة وزيادة عدد السكان، مما يؤدي إلى زيادة استخدام الوقود الأحفوري.

وأشار إلى أن بنغلاديش هي الدولة الأكثر تلوثًا، في حين أن حوالي 44% من التلوث المتزايد في العالم منذ عام 2013، جاء من الهند. وإذا استمرت المستويات الحالية، فمن المتوقّع أن يفقد سكان جنوب آسيا حوالي خمس سنوات من العمر في المتوسط.

ووجد التقرير أن نيودلهي، عاصمة الهند، هي "أكثر المدن الضخمة تلوثًا في العالم"، حيث يصل متوسط مستويات التلوث السنوية إلى أكثر من 21 ضعفًا لمعايير منظمة الصحة العالمية.

ووفقًا لمعايير منظمة الصحة، تُسجّل المستويات غير الآمنة من التلوّث في أكثر من 97% من دول وسط وغرب إفريقيا. وبالمقارنة، تسجّل الولايات المتحدة 92.8% وأوروبا 95.5% جودة هواء أسوأ من الموصى بها.

الصين مثال ناجح في تنظيف الهواء

وسيؤدي الحدّ من تلوّث الهواء بشكل دائم إلى الوفاء بمبادئ منظمة الصحة العالمية، إلى إضافة 2.2 سنة إلى متوسط العمر المتوقع العالمي، مما يزيده من حوالي 72 إلى 74.2 عامًا.

وأضاف التقرير أن سكان العالم سوف يكسبون 17 مليار سنة من العمر إجمالًا.

وأشار الباحثون إلى الصين باعتبارها مثالًا للدولة التي نجحت في تنظيف هوائها. إذ بعد أن سجّلت بكين بعض أعلى مستويات التلوث عام 2013 ، أعلنت حكومتها "حربًا ضد التلوث"، حيث تمّ حظر إنشاء محطات طاقة جديدة تعمل بالفحم في مناطق معينة، وطلبت من المحطات القائمة تقليل الانبعاثات وفرضت على المدن الكبرى تقييد عدد السيارات على الطريق.

وساعدت هذه الإجراءات في تقليل التلوّث بالجسيمات في الصين بنحو 40%، على الرغم من استمرارها في تجاوز المستوى الموصى به من منظمة الصحة العالمية، وأضافت حوالي عامين إلى متوسط العمر المتوقع هناك.

وقال مايكل غرينستون، مدير معهد سياسة الطاقة في شيكاغو، إنه يتوقّع "زيادة متواضعة" في التلوث في السنوات المقبلة، حيث تضاعف المزيد من البلدان استخدام الفحم وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى استجابة لأزمة الطاقة العالمية.

وقال: "من بين أنواع الوقود الأحفوري، يعتبر الفحم الأساس من حيث إنتاج تلوث الهواء بالجسيمات التي تجعل الناس يعيشون حياة أقصر وأكثر مرضًا اليوم، وزيادة معدل تغير المناخ".

وأكد التقرير أن تلوّث الهواء "مرتبط بشدة" بتغير المناخ، لذا فإن معالجته سيسمح للناس بأن يعيشوا حياة أطول وأكثر صحة ويقلل من تكاليف تغير المناخ.

لكنّهم، في الوقت نفسه، شدّدوا على أن هذا يتطلّب مزيدًا من التمويل والإرادة السياسية.

وذكرت كريستا هاسينكوف، المسؤولة عن "مؤشر جودة الهواء"، أن جميع المنظمات الخيرية تنفق أقلّ من 45 مليون دولار على تلوث الهواء كل عام على مستوى العالم، وهو ما يمثل 0.1% من إجمالي المنح السنوية.

وأضافت: "يمكن أن يكون للزيادة الصغيرة نسبيًا في الدعم تأثير كبير، وملء الثغرات الأساسية في إدارة جودة الهواء مثل الوصول إلى بيانات مراقبة مستمرة وموثوقة لجودة الهواء".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close