الإثنين 17 تشرين الثاني / نوفمبر 2025
Close

أضرار صحية خلف نكهات مألوفة.. لماذا عليك الإقلاع عن تدخين الشيشة؟

أضرار صحية خلف نكهات مألوفة.. لماذا عليك الإقلاع عن تدخين الشيشة؟ محدث 04 أيلول 2025

شارك القصة

يحتوي دخان الشيشة على نفس المواد الكيميائية المسببة للسرطان الموجودة في السجائر- غيتي
يحتوي دخان الشيشة على نفس المواد الكيميائية المسببة للسرطان الموجودة في السجائر- غيتي
الخط
يتزايد انتشار تدخين الشيشة بين الشباب حول العالم وسط تجاهل لأضرارها الصحية التي تشمل رفع خطر الإصبة بالسطران وبإلتهاب الرئتين وأمراض القلب. 

يحظى تدخين الشيشة أو النرجيلة بشعبية كبيرة، خاصة في أجزاء من آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط؛ إذ يُقدَّر عدد الأشخاص الذين يدخنونها يوميًا بحوالي 100 مليون شخص، بحسب موسوعة "بريتانيكا".

والنرجيلة هي جهاز يُستخدم لتسخين وتبخير التبغ للاستنشاق. وكلمة "شيشة" مشتقة من كلمة "حقّة" الهندوستانية وكلمة "حقّة" العربية، وتعني "إناء".

وبحسب "بريتانيكا"، يُرجّح أن ممارسة تدخين التبغ باستخدام الشيشة نشأت في الهند أو الشرق الأوسط.

رحلة تطور الشيشة

في النصف الأخير من القرن السادس عشر، أُدخل التبغ والغليون الأوروبي لأول مرة من أوروبا إلى شمال غرب الهند المغولية. وتشير الروايات المبكرة إلى أن أكبر، الإمبراطور المغولي الثالث الذي حكم البلاد بين عامي 1556 و1605، كان أول من جرّب هذا التبغ. وقد ابتكر طبيب أكبر، الذي كان قلقًا بشأن الآثار الصحية للدخان المستنشق مباشرة، غليونًا يجبر الدخان على المرور عبر الماء قبل الاستنشاق لتنقيته.

ومع ذلك، تشير روايات تاريخية أخرى إلى أن الشيشة ربما استُخدمت في وقت سابق في الشرق الأوسط. وكانت الشيشة في الأصل ذات بناء بدائي، يتكون من أنبوب من القش أو الخيزران يُدرج في قشرة جوز الهند. وتطوّر شكل الغليون الحديث، برقبة ممتدة وقطعة فم، مع انتشار استخدام الشيشة في بلاد فارس والإمبراطورية العثمانية في القرن السابع عشر.

الشيشة الحديثة

اليوم باتت الشيشة أنبوبًا طويلًا مرنًا متصلًا بوعاء مركزي كبير، عادةً ما يكون من الزجاج أو الخزف، مملوء بالماء. يوضع وعاء تبغ مستدير أعلى الجهاز، مع منفضة سجائر أكبر أسفله مباشرة. ويخرج من وسط الجهاز أنبوب طويل.

يوضع الجمر الساخن فوق وعاء التبغ، فيستنشق المستخدم الدخان من خلال الأنبوب، مما يخلق فراغًا من الأكسجين في الأداة يدفع دخان التبغ المحترق إلى الأسفل ويمر عبر الماء.

الإمبراطور المغولي محمد شاه يدخن النرجيلة- موسوعة بريتانيكا
الإمبراطور المغولي محمد شاه يدخن النرجيلة- موسوعة بريتانيكا

وتوجد ثلاثة أنواع شائعة من التبغ تُدخَّن في الشيشة: المعسل، والجُبَّك، والتُمباك. يحتوي المعسل عادةً على العسل أو قصب السكر ونسبة ضئيلة نسبيًا من التبغ، وغالبًا ما يكون مُنكَّهًا. أما الجُبَّك فيحتوي على تبغ ممزوج بكمية أقل من قصب السكر مقارنةً بالمعسل، ويُضاف إليه فواكه مجففة وتوابل أخرى. أما التُمباك، فهو تبغ نقي.

نشاط "اجتماعي" يمارسه الشباب

كان تدخين الشيشة حكرًا على الأثرياء والنبلاء ورمزًا للمكانة الاجتماعية، لكنّه أصبح لاحقًا "نشاطًا اجتماعيًا" يُمارس في المقاهي وفي الاجتماعات العائلية في العديد من الثقافات، رغم مضار الشيشة الصحية.

ويتزايد انتشار تدخين الشيشة بين الشباب حول العالم، وفق مراجعة استطلاعية شملت 124 دراسة أُجريت في الولايات المتحدة الأميركية وفي دول مختلفة في الشرق الأوسط مثل إيران والعراق ولبنان وفلسطين والأردن والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى دراسات أُجريت في دول جنوب آسيا مثل باكستان والهند وجنوب إفريقيا، وفي دول أوروبية مختلفة منها بريطانيا.

وأظهرت المراجعة، التي نُشرت تفاصيلها في موقع "كوريوس"، أن العوامل الرئيسية التي تُنبئ بتعاطي الشيشة بين الشباب تشمل عوامل شخصية وتفاعلية متنوعة، مثل كونهم ذكورًا، ووجود أصدقاء أو أفراد من العائلة يدخنون الشيشة، بالإضافة إلى عوامل مُحددة على مستوى السياسات، بما في ذلك ضعف إنفاذ القوانين.

فرغم أن الشيشة تأتي بالعديد من النكهات المألوفة مثل التفاح والنعناع والبطيخ، إلا أن ذلك لا يجعلها أقل ضررًا بالصحة، بحسب موقع "كليفلاند كلينك".

أكثر سمية من السجائر

عادة ما تُروَّج خرافة تشير إلى الشيشة على أنها بديل أفضل من السجائر؛ إلا أن دخانها يحتوي على نفس المواد الكيميائية المسببة للسرطان الموجودة في السيجار والسجائر.

ووفقًا لدراسة أُجريت عام 2019 ونُشرت في مجلة "الصحة البيئية والطب الوقائي"، يتعرض مدخنو الشيشة لمستويات أعلى من السموم والمواد الثانوية الموجودة في السجائر.

وأوضحت دراسة أُجريت في دبي أن تدخين النرجيلة في المنازل يؤدي إلى انبعاث غاز أول أكسيد الكربون والذرات الدقيقة بمستويات توازي تلك التي يطلقها دخان السجائر، وفق موقع "صحتك".

وينقل موقع "كليفلاند كلينك" عن طبيبة الأطفال إلين روم قولها: "إن الشيشة ليست بديلاً آمنًا عن تدخين السجائر. فجلسة تدخين نموذجية لمدة ساعة تتضمن استنشاق ما بين 100 و200 ضعف كمية الدخان المستنشق من سيجارة واحدة".

وتُشير إلى أن "مدخني الشيشة عادةً ما يدخنون لفترة أطول وبمعدلات أعلى وبعمق أكبر، ويأخذون نفثات أكثر مقارنة بمدخني السجائر". وتلفت إلى أن مدخن الشيشة يأخذ كمية أكبر من النيكوتين بتركيزات أعلى بسبب الطريقة التي يتم بها تبريد الدخان.

أضرار الفحم المحترق

كذلك يستنشق مدخنو الشيشة أول أكسيد الكربون والمعادن الثقيلة والمركبات السامة الأخرى المنبعثة من الفحم المحترق.

ويمكن أن يُنتج الفحم المُستخدم لتسخين تبغ الشيشة مستويات عالية من أول أكسيد الكربون والمعادن والمواد الكيميائية المُسببة للسرطان. وهذا قد يُعرّض مُستخدمي الشيشة لمخاطر صحية إضافية، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأميركية.

يُنتج الفحم المُستخدم لتسخين تبغ الشيشة مستويات عالية من أول أكسيد الكربون والمعادن والمواد الكيميائية المُسببة للسرطان- غيتي
يُنتج الفحم المُستخدم لتسخين تبغ الشيشة مستويات عالية من أول أكسيد الكربون والمعادن والمواد الكيميائية المُسببة للسرطان- غيتي

فماء الشيشة لا يُصفّي الدخان. وحتى بعد مرور دخان الشيشة عبر الماء، يبقى محتويًا على مستويات عالية من المواد السامة.

كما يحتوي دخان الشيشة السلبي على دخان التبغ بالإضافة إلى دخان مصدر حرارة الشيشة (مثل الفحم). ويمكن أن تشكل المواد الكيميائية الموجودة في الدخان خطرًا على الصحة بالنسبة للأشخاص الذين لا يدخنون.

تبعات تدخين الشيشة الصحية

بالإضافة إلى التعرّض المعتاد للمواد المسرطنة الناتجة عن التدخين، تُسبّب نكهات الشيشة الزيتية التهابات شديدة وتُلحق الضرر بالمجاري الهوائية الصغيرة في الرئتين.

وتحتوي عناصر تسخين الشيشة على ملفات معدنية تُطلق أيونات معدنية ثقيلة تُسبب التهابًا وتلفًا كبيرًا في الرئتين. كما أن تدخين الشيشة يُضعف مناعة الرئتين، ما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي.

كما يرفع تدخين الشيشة من خطر الإصابة بأمراض الفم. فقد أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأميركية (CDC) أن سوائل التبغ الموجودة في الشيشة قد تُهيّج الفم وتزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم وأمراض اللثة.

ومن خلال مشاركة الشيشة مع آخرين، يُمكن أن ينتقل الهربس، الذي يُسبب تقرحات البرد في الشفاه أو الفم، وبكتيريا الملوية البوابية، وهي السبب الأكثر شيوعًا لقرحة المعدة.

إلى ذلك، يُؤثّر تدخين الشيشة سلبًا على القلب، إذ يرفع ضغط الدم ويزيد معدل ضربات القلب وقد يؤدي إلى الإصابة بمشاكل صحية طويلة الأمد. وتُظهر المراجعة التي أُجريت عام 2019 أن تدخين الشيشة بكثرة يرتبط بتطور حالات مثل مرض القلب الإقفاري أو قصور القلب.

تابع القراءة

المصادر

ترجمات

الدلالات