أضرت بالمحاصيل وقطعت التيار الكهربائي.. القردة تثير متاعب في سريلانكا

في ظل شكوى المزارعين من خسائر في المحاصيل، بدأت سريلانكا اليوم السبت إحصاء القرود والطواويس والسناجب العملاقة ضمن مشروع لتعداد الحياة البرية، يهدف إلى إدارة أعدادها.

وتأتي عملية الإحصاء بعدما تسبّب قرد في انقطاع التيار الكهربائي على مستوى البلاد، وكذلك بعمليات قطع للتيار دامت ثلاثة أيام خلال فبراير/ شباط الماضي.

قرود وطواويس وسناجب عملاقة

وقال مسؤول حكومي كبير: إن إنتاج جوز الهند وزراعة الخضراوات والفواكه تضرر بسبب تدمير القرود والطواويس والسناجب العملاقة للمحاصيل.

وقال نائب وزير الزراعة والثروة الحيوانية نامال كاروناراتني لوكالة رويترز: "تفاقمت المشكلة لدرجة أن الناس يتخلون عن الزراعة. نحن نخسر نحو 20% من إجمالي الإنتاج الزراعي. وتشير التقديرات إلى فقدان 90 مليون ثمرة جوز هند سنويًا".

وأضاف نائب الوزير أن الإحصاء هو الخطوة الأولى لفهم كثافة هذه الحيوانات في المناطق الزراعية، مضيفًا أن ذلك سيمكنهم من وضع سياسات مناسبة لإدارتها.

وتمكن المزارع إديريسينجه أراتشيلاج جناناسينا (72 عامًا) من إحصاء 45 قردًا، و6 سناجب عملاقة، و9 طواويس في الدقائق الخمس المخصصة للإحصاء.

وتعاني أرضه الزراعية، التي تبلغ مساحتها 8 أفدنة في مدينة دامبولا وسط سريلانكا، من خسائر في المحاصيل منذ سنوات.

ويقضي جناناسينا ساعات وهو يتفقد صفوف أشجار جوز الهند والمانغو والموز المرتبة بعناية، ممسكًا ببندقية هوائية على كتفه.

وقال جناناسينا: إن "قبائل القرود لا تزال تجرّد الأشجار من مئات ثمار جوز الهند وتقطف المانغو، بينما تبتلع الطواويس حبات الفاصولياء الطويلة كاملة".

وأضاف: "القرود معتادة على البنادق الهوائية، لذا أشعل الألعاب النارية لإخافتها. لكنها تعود دائمًا".

ويرجع المزارعون تزايد أعداد القرود والطواويس والقنافذ والخنازير البرية في المنطقة إلى فقدان موطنها الأصلي. لكن جناناسينا علّق على ذلك، قائلًا: "إنه ليس خطأ الحيوانات، بل خطأ البشر".

وتقول بيانات مجلس تنمية الصادرات إن سريلانكا رابع أكبر مصدر لمنتجات جوز الهند عالميًا، وتنتج نحو 3 مليارات حبة كاجو ومكسرات أخرى سنويًا.

ووفقًا لبيانات حكومية، تمثل الزراعة 8% من اقتصاد البلاد ويعمل 8.1 مليون شخص في مجال الزراعة.