بينما يلجأ الناس إلى علاج التوتر بالتركيز على ممارسة الرياضة أو تخصيص وقت للأنشطة المفضلة أو حتى تجربة التأمل، أكد الأطباء أخيرًا أن بعض الأطعمة قد تكون فعالة أيضًا للتعامل مع الإجهاد والتوتر.
وقد أظهرت الدراسات أن تناول المزيد من الألياف والأطعمة المخمرة، أي الأغذية التي تحتوي على كمية من البكتيريا النافعة، يوميًا له تأثير كبير على خفض مستويات التوتر.
8 حصص يوميًا
وفي هذا الصدد، تناولت دراسة عينة مؤلفة من 45 شخصًا يتمتعون بصحة جيدة، ولديهم أنظمة غذائية منخفضة الألياف نسبيًا، تتراوح أعمارهم بين 18 و59 عامًا، وكان أكثر من نصفهم من النساء.
اتبع حوالي نصف العدد نظامًا غذائيًا قائمًا على الأطعمة، التي تحتوي على البريبايوتيك والأطعمة المخمّرة.
وتلقت هذه المجموعة جلسة تثقيفية فردية مع مختصي تغذية في بداية الدراسة، وفي منتصفها.
وتضمنت التوجيهات أن يتناول المشاركون في وجباتهم ما يصل إلى 8 حصص يوميًا من الفواكه والخضروات الغنية بألياف البريبايوتيك، وما يعادل 5 حصص من الحبوب والبقوليات في الأسبوع.
وأفاد أولئك الذين اتبعوا هذا النظام الغذائي بأنهم شعروا بتوتر أقل ونوم أفضل، على عكس الأشخاص الذين لم يتبعوه.
وعليه، ينصح الأطباء باستبدال الطعام الغني بالدهون والسكر التي تفتح هرمونات التوتر، بالأطعمة المخمّرة والغنية بالبريبايوتيك لتخفيف التوتر والحفاظ على الصحة أيضًا.
"أمعاء أكثر صحة"
وتوضح أخصائية التغذية العلاجية روى رفاعي، أن للأمعاء جهاز عصبي خاص مرتبط بالدماغ بشكل مباشر، لافتة إلى أن أمعاء أكثر صحة تجعل الدماغ بدوره أكثر صحة ويفرز هرمونات السعادة بشكل أكبر، ويخفف بالتالي من التوتر ويحسن المزاج.
وتشير في إطلالتها من إستديوهات "العربي" في لوسيل، إلى أن البكتيريا النافعة هي في منتجات الألبان وبعض الخضار والبقوليات مثل فول الصويا، وحتى في شاي الكمبوتشا أو الشاي المخمر.
وبينما تفيد بأن الأمعاء تحتوي على 40 تريليون نوع من البكتيريا النافعة؛ تقول إن الأغذية المخمرة تحتوي على البروبايوتيك والبريبايوتيك أي أنواع البكتيريا والغذاء المفيد لها.