يعرف عن الملكة إليزابيث الثانية، رأس العائلة الملكية البريطانية، أنها أطول عاهل بسدة الحكم في تاريخ بريطانيا، بعد أن تولت الملكة عرش المملكة المتحدة في 6 فبراير/ شباط 1952، وتحكمها منذ 70 عامًا وحتى يومنا هذا.
ومع احتفالها باليوبيل البلاتيني لتوليها الحكم، تكون إليزابيث الثانية قد تجاوزت فترة الحكم الطويلة لملك تايلاند السابق بوميبول أدولياديج، الذي حكم من عام 1946 حتى وفاته عام 2016.
لكن، هل باتت الملكة إليزابيث الثانية تتصدّر قائمة أطول الملوك حكمًا؟ اكتشفوا ذلك من خلال القائمة الآتية، التي تعتمد العدّ التنازلي وصولًا إلى المرتبة الأولى.
6. فرانز جوزيف الأول
وفق ترتيب موقع "هيستوري" البريطاني، يحتل فرانز جوزيف المرتبة السادسة من القائمة مع مدة حكم: 67 سنة و355 يومًا.
وأصبح فرانز جوزيف إمبراطورًا للنمسا في ديسمبر/ كانون الأول 1848. وتوج لاحقًا ملكًا على المجر، وسُجل في التاريخ باعتباره العاهل الأطول حكمًا للإمبراطورية النمساوية المجرية.
وتميز عصره بالنزاعات الإقليمية والتوترات القومية في جميع أنحاء أراضيه، بينما هزت حياته الشخصية حوادث مأساوية، أحدهما كان الانتحار الدراماتيكي لابنه الوحيد، أرشيدوق رودولف مع عشيقته ماري فيتسيرا عام 1889.
وكان للوفاة المبكرة لابن فرانز جوزيف عواقب تاريخية خطيرة. فهذا الموت غير مسار خط خلافة العرش ليصبح ولي العهد شقيق فرانز جوزيف، الأرشيدوق كارل لودفيغ، الذي كانت وفاته عام 1896 تعني أن الوريث الجديد المفترض هو ابن كارل، الأرشيدوق فرانز فرديناند، الذي كان اغتياله عام 1914 سببًا مباشرًا لاندلاع الحرب العالمية الأولى.
5. كينيتش جنابي باكال
مدة الحكم: 68 سنة، و33 يومًا.
حكم K’inich Janaab Pakal دولة بالينكي وهي مدينة مايانية في جنوب المكسيك، في يوليو/ تموز 615، وخلال حكمه وسع باكال مناطق بالينكي وأشرف على مشاريع البناء التي تحولت إلى بعض أهم المعالم الأثرية في حضارة المايا.
ومن الأمثلة البارزة على ذلك قصر بالينكو، وهو متاهة مترامية الأطراف من الغرف والأفنية والمنحوتات، إنما أحد أكثر معالم بالينكي شهرة، والسبب الذي يجعل الملايين من الناس يعرفون عن هذا الملك دون أن يدركوا ذلك، هو معبد النقوش إذ يحتوي هذا المعلم الهرمي المتدرج على تابوت باكال، وعلى غطائه صورة الزعيم جالسًا محاطًا بصور أسطورية معقدة.
4. يوهان الثاني
مدة الحكم: 70 سنة، و91 يومًا.
تعد ليختنشتاين واحدة من أصغر البلدان في أوروبا، لكن هذه الإمارة تفتخر بكونها بلدًا شهد على واحدة من أكبر فترات حكم أي ملك في التاريخ. ففي نوفمبر/ تشرين الثاني 1858، أصبح يوهان الثاني أميرًا على ليختنشتاين، حتى وفاته عام 1929.
وبحسب المؤرخين، عرف يوهان الثاني بأنه رجل انطوائي وكان يتردد في المشاركة بالمناسبات الاجتماعية. ولم يتزوج قط وليس لديه أي أطفال.
ومع ذلك فقد اشتهر الأمير بحبّه للفنون وكان معروفًا بأنه راعٍ كريم للمشاريع الثقافية، حتى إن دعمه الثابت للقضايا العلمية والفنية والخيرية أكسبه لقب "يوهان الصالح".
وبسبب افتقاره إلى النسل، خلفه في الحكم شقيقه الأصغر فرانز الأول.
3. بوميبول أدولياديج الكبير
مدة الحكم: 70 سنة، و126 يومًا.
غالبًا ما يُقال عنه أنه أحد أغنى الملوك في العالم، ويعرف بوميبول أدولياديج من تايلاند أيضًا، بكونه الملك الوحيد الذي ولد في الولايات المتحدة وتحديدًا في ماساتشوستس، حيث كان والد الملك التايلاندي طالبًا في جامعة هارفارد في ذلك الوقت.
واعتلى بوميبول العرش في يونيو/ حزيران 1946 في ظل ظروف مأساوية وغامضة، إذ عُثر على شقيقه الأكبر، الملك أناندا ماهيدول، ميتًا متأثرًا بعيار ناري في سريره.
احتدمت النقاشات آنذاك حول حقيقة ما حدث، وقال البعض إنه كان انتحارًا، إلا أن السكرتير السابق للملك واثنين من أتباعه تم إعدامهم لتورطهم في عملية قتله المزعومة.
أما بوميبول الذي يتربع على المرتبة الثالثة لأطول فترة حكم لأي ملك في التاريخ، فكان يعرف عنه شغفه بموسيقى الجاز، حتى إنه كان عازف ساكسفون وملحّنًا وأدى مع بعض عظماء موسيقى الجاز في كل العصور.
كما أن بوميبول أسس فرقته الخاصة لموسيقى الجاز التي شاركت في جلسات موسيقية في القصر الملكي وعدد من الجامعات التايلاندية وأماكن أخرى، فعرف من قبل بعض الصحفيين بلقب "ملك الجاز".
2. إليزابيث الثانية
مدة الحكم: 70 سنة وحتى يومنا هذا.
نظرًا لأهميتها الكبيرة في الثقافة البريطانية وشهرتها الواسعة في جميع أنحاء العالم، قد يستغرب البعض عند معرفة أن إليزابيث لم يكن من المقرر لها أن تصبح ملكة عندما ولدت.
إلا أن هذا المسار كان قدرها، عندما تنازل عمها إدوارد الثامن عن العرش بعد أن وقع في حب المطلقة الأميركية واليس سيمبسون، لتؤدي هذه "الفضيحة"، كما صُنّفت وقتها، إلى تولي شقيقه الأصغر، والد إليزابيث، جورج السادس الحكم.
وكانت وفاة الملك جورج الخامس في فبراير/ شباط 1952 إيذانًا ببدء العصر "الإليزابيثي" الثاني، والذي يستمر منذ أكثر من سبعة عقود.
وشهد عهد الملكة إليزابيث الثانية لحظات محورية لا حصر لها في تاريخ بريطانيا، فقد خدم باسمها 14 رئيس وزراء بريطاني، وعاصرت أعدادًا تكاد لا تحصى من الحروب والنزاعات في العالم، وأصبحت أول ملكة بريطانية تطأ قدمها روسيا عام 1994.
أما بعض المعلومات الملكية الطريفة فهي: امتلكت إليزابيث الثانية أكثر من 30 كلبًا من نوع الكورغي منذ أن أصبحت ملكة، وتتحدث أكبر عاهل على قيد الحياة الفرنسية بطلاقة.
ووفق برنامج "سيداتي سادتي" الذي يعرض على "العربي"، أطلقت الملكة أسماءً غريبة على كلابها منها: إيما، ونوبل، وكاندي، وشوغر، وفوكسي، وويسكي، وبركان.
وعام 2015، دخلت إليزابيث الثانية التاريخ لتصبح أطول ملوك بريطانيا جلوسًا على العرش، متجاوزة بذلك حكم جدتها الكبرى الملكة فيكتوريا، عقب تخطيها فترة الـ 6 عقود من الجلوس على العرش.
1. لويس الرابع عشر
رغم سنوات حكمها الطويلة، لم تصل إليزابيث الثانية بعد إلى المرتبة الأولى، إذ إنّ أطول الملوك حكمًا في تاريخ العالم، هو الملك لويس الرابع عشر الذي بقي في سدة الحكم 72 سنة و110 أيام.
ففي مايو/ أيار 1643، بدأ لويس الرابع عشر فترة ولايته الطويلة والأسطورية ملكًا على فرنسا. ووفق "هيستوري" كان عهده يمثل فكرة الملك المطلق، حيث ارتقى لويس إلى المكانة الأسطورية باعتباره "ملك الشمس".
ورغم أن الملك لويس كان يعيش حياة أسطورية، إلا أنه أخذ واجباته الملكية على محمل الجد باختياره الاستغناء عن رئيس وزراء، حيث أشرف شخصيًا على أصغر التفاصيل الحكومية، وكان يقضي ساعات كل يوم في حضور الاجتماعات، وقراءة الوثائق الرسمية وكتابة الرسائل.
ولويس الرابع عشر، كان متزوجًا من أحد أفراد العائلة المالكة الإسبانية لأسباب دبلوماسية، وعرف عنه أنه أقام علاقات غير شرعية لا تعد ولا تحصى، نتج عنها مجموعة من الأبناء غير الشرعيين.
أما الفترة الأكثر قتامة في عهده، فكانت اضطهاد الدولة للهوغونوت، وهو مجتمع البروتستانت الفرنسيين الذين ألغى الملك حقهم في ممارسة عقيدتهم. فتم نشر الجنود العنيفين في مناطقهم من أجل ترهيب العائلات وتحويلها إلى الكاثوليكية.
رغم ذلك، تميز عصر "ملك الشمس" أيضًا بسلسلة من الحروب المرهقة، إذ أشرف على التوسع الفرنسي في أوروبا، حتى إن لويس نفسه أقر وهو على فراش الموت أنه "أحب الحرب كثيرًا".
