اجتاحت عواصف نادرة تشبه الأعاصير المناطق الشمالية من العاصمة الصينية بكين اليوم السبت، مما أدى إلى إغلاق مواقع تاريخية وتعطيل حركة المرور، وتساقطت ثلوج وأمطار غزيرة في بعض المناطق.
واهتزت النوافذ وسقطت أشجار على الأرصفة والسيارات جراء الزوابع والرياح الناجمة عن عاصفة باردة قادمة من منغوليا المجاورة والتي تسببت في انخفاض ملحوظ لدرجات الحرارة.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" أن الرياح هبت أمس الجمعة وبلغت سرعتها 150 كيلومترًا في الساعة وأن من المتوقع استمرارها خلال مطلع هذا الأسبوع. وصاحب الرياح تساقط للثلوج في منطقة منغوليا الداخلية وحبات البرد في جنوب الصين.
أعلى مستوى تحذير من العواصف
وأصدرت بكين اليوم ثاني أعلى مستوى تحذير من العواصف، وذلك للمرة الأولى منذ 10 سنوات. ونصحت السلطات السكان، وعددهم 22 مليون نسمة، بتجنب السفر غير الضروري مشيرة إلى أن الرياح ربما تكون الأعتى في شهر أبريل/ نيسان منذ عام 1951.
وبعد تحذيرات سابقة، قال سكان إنهم يشعرون بتوتر بالغ لكنهم ما زالوا قادرين على التنقل.
وقال أحد السكان، ولقبه لي (30 عامًا): "لم تكن العاصفة شديدة كما تخيلت. لم تصل إلى حد استحالة الخروج، غير أنها أثرت على سير الحياة اليومية".
ووفقًا لوسائل إعلام رسمية، فإنه بحلول الساعة الثانية بعد ظهر اليوم السبت بالتوقيت المحلي (06:00 بتوقيت غرينتش) أسقطت الرياح 703 أشجار في بكين، بينما ألغيت 693 رحلة في مطاري بكين كابيتال وبكين داشينغالدوليين بالعاصمة.
إغلاق مواقع تاريخية ومنتزهات
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، هيمن التحدث عن الرياح، إذ عبر كثيرون من خلالها عن القلق، وخصوصًا على مندوبي توصيل الطعام الذين يعملون في ظل هذه الظروف الصعبة.
وكتب أحد المستخدمين على تطبيق "ويبو" أنه "في طقس كهذا، يمكننا اختيار عدم طلب التوصيل، فالأمر صعب عليهم جدًا".
وأغلقت السلطات مواقع تاريخية ومتنزهات في بكين. وأدت الرياح إلى تأجيل نصف الماراثون الذي كان مقررًا غدًا الأحد بمشاركة روبوتات تتنافس مع البشر في محاولة لاستعراض التقدم التكنولوجي للصين.
وقالت "شينخوا" وتلفزيون الصين المركزي إن عواصف رملية هبت على مساحة امتدت من منطقة في منغوليا الداخلية إلى منطقة نهر يانغتسي وشلت حركة المرور على الطرق في ثمانية أقاليم.
وتعد الرياح القوية المحملة بالرمال والغبار من منغوليا أمرا معتادا في فصل الربيع لكن تغير المناخ جعل الأحوال الجوية أكثر حدة.