اعتبر وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أن واقع البنية التحتية الهشة في البلاد يصعب محاصرة انتشار وباء الكوليرا التي تتزايد أعداد المصابين به في لبنان.
وأشار في حديث إلى "العربي" من بيروت إلى أن وباء الكوليرا جاء ليفاقم الأزمات المتعددة التي يمر بها لبنان لا سيما القطاع الصحي.
ولفت الأبيض إلى أن حالة الإصابة الأولى بالكوليرا سُجلت في لبنان منذ نحو أسبوعين، وتتزايد أعداد الإصابات منذ ذلك الحين.
إجراءات للحد من انتشار الكوليرا
وأوضح الوزير اللبناني أن الوزارة بدأت باتخاذ عدة إجراءات للحد من انتشار الوباء أولها على صعيد الوقاية.
وقال: "إن جرثومة الكوليرا تستغل المياه الملوثة لذلك فإن الأصل في الوقاية يكون عبر تأمين المياه النظيفة للمواطنين والنازحين ولري المزروعات من الخضار".
ولفت إلى أن الوزارة تعمل على تأمين الكهرباء لمحطات ضخ المياه بالتعاون مع المنظمات الدولية، كما يتم توفير صهاريج المياه النظيفة للنازحين بالإضافة إلى معالجة حفر مياه الصرف الصحي.
وحول العناية الطبية، بيّن الأبيض أن وزارة الصحة تعمل على توسيع بعض الأقسام في المستشفيات الحكومية وتحاول إيجاد مستشفيات ميدانية مثل المستشفى الذي افتتح اليوم في عكّار.
كما تحرص الوزارة على تأمين الفحوصات اللازمة لتشخيص الإصابات وبالتالي العلاج السريع.
لقاح الكوليرا في طريقه إلى لبنان
وحول إمكانية البدء بإعطاء اللقاح المضاد للكوليرا، لفت الأبيض إلى وجود نقص في كميات اللقاح المتاحة في العالم وذلك بسبب توزع بؤر انتشار الوباء في عدة دول حول العالم مثل الهند وبنغلادش وسوريا ولبنان.
وأكّد الأبيض وصول 10 آلاف جرعة من اللقاح إلى لبنان قريبًا، كما يتوقع وصول حوالي 600 ألف جرعة أخرى ما سيساعد على انحسار الوباء.
وشرح الوزير أن انتشار الوباء هو الأوسع في منطقة عكار مقارنة مع باقي المناطق اللبنانية، لكنه أكّد أن المجتمعات في لبنان متداخلة ويصعب حصر الوباء في منطقة معينة.
دور المنظمات الدولية
واعتبر أن مسؤولية كبرى تقع على عاتق المنظمات الدولية التي قلّصت دعمها للبنان في الفترة الماضية، للمساعدة في انحسار الوباء في مخيمات اللاجئين ولا سيما عبر المساعدة في تأمين اللقاحات والمستلزمات التي تحتاجها المستشفيات.
كما أشار الأبيض إلى أن بداية موسم الأمطار يشكل تحديًا أمام جهود السيطرة على انتشار الوباء، حيث قد تتسبب السيول في اختلاط مياه الصرف الصحي مع مياه الشرب وتلويث الآبار.