السبت 13 أبريل / أبريل 2024

أُعدم شقيقاه أمامه.. أوكراني يروي قصة نجاته من "حفرة الموت"

أُعدم شقيقاه أمامه.. أوكراني يروي قصة نجاته من "حفرة الموت"

Changed

تقرير عن اتهام روسيا بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا (الصورة: وول ستريت جورنال)
قُتل الأخ الأصغر يفغين بالرصاصة الأولى، بينما أصابت الرصاصة الثانية الأخ الثاني ميكولا، حيث دخلت قرب أذنه وخرجت فوق الجانب الأيمن من فمه، بينما قتلت رصاصة ثالثة الأخ الأكبر ديميترو.

أجبرت القوات الروسية الأخوة كوليتشينكو الثلاث على الركوع قرب حفرة وسط حقل قمح في قرية دوفجيك شمالي أوكرانيا، بينما كانت أرجلهم مقيدة، وأعينهم معصبة بضمادات طبية وبشريط لاصق.

وقُتل الأخ الأصغر يفغين بالرصاصة الأولى، بينما أصابت الرصاصة الثانية الأخ الثاني ميكولا، حيث دخلت قرب أذنه وخرجت فوق الجانب الأيمن من فمه، بينما قتلت رصاصة ثالثة الأخ الأكبر ديميترو.

وبعد إطلاق الرصاص عليهم، دفع الجنود الروس ميكولا (33 عامًا) إلى الحفرة ليسقط فوق جثة أخيه يفغني، قبل أن تسقط جثة أخيه ديميترو عليه. ورموا التراب فوقهم. لم يُقتل ميكولا، إذ إن الرصاصة لم تؤد إلى أضرار حيوية في وجهه.

بداية رحلة مروّعة

واعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن "نجاة ميكولا من الإعدام كانت مجرد بداية رحلة مروّعة إلى الوطن، هربًا من القوات الروسية على طول الطريق".

وذكرت الصحيفة أن رواية كوليتشينكو "تشكّل الأساس لواحدة من آلاف القضايا التي يبنيها المدعون العامون الأوكرانيون ضد القوات الروسية التي يتهمونها بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك إعدامات بإجراءات موجزة والتعذيب والاغتصاب".

دخلت القوات الروسية قرية دوفجيك، بعد أيام من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط.

وظلّ الأخوة بعيدًا عن أنظار القوات الروسية، إذ إن يفغين (30 عامًا) قاتل ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا في صفوف القوات المظلية قبل أن يستقيل من الجيش.

وبعد ضربة تعرّضت لها دورية روسية قرب المنطقة في 18 مارس/ آذار الماضي، بدأ الجنود الروس يجوبون القرية التي يقطنها نحو 570 نسمة بحثًا عن أي شخص قد يكون متورطًا.

وقالت عمدة القرية نينا كوريلو للصحيفة: إن جنديين دخلا الفناء وطلبا وثائق أشقائها، ووصفت كيف أُجبروا على التعري حتى الخصر والركوع بجانب السياج. ووصل المزيد من الجنود، فيما دخل اثنان لتفتيش المنزل.

وسرعان ما خرج الجنديان حاملين حقيبة تحتوي على ذخيرة وزي يفغين العسكري القديم قبل أن يجعلوا الأشقاء الثلاثة يركبون إحدى المركبات، وطلبوا من الجيران أكياس بلاستيكية وضعوها فوق رؤوس الإخوة بعد نقلهم إلى مركبة أخرى بالقرب من محطة حافلات القرية.

قضى الإخوة الليل في قبو بارد مع نحو عشرة رجال آخرين. وبعد أيام من الاستجواب والتعذيب، قتل الجنود شقيقي ميكولا وأصابوه، قبل أن يُرمى الجميع في حفرة.

بعد رحيل الجنود الروس، جمع ميكولا قوته، وخرج من الحفرة. ركل المزيد من التراب على القبر ليستر إخوته، ثم شقّ طريقه طوال الليل إلى أن وصل إلى منزل اختبأ فيه، قبل أن ينطلق فجرًا، بعدها لجأ إلى منزل أحد السكان في قرية شوماك؛ قبل أن ينتقل إلى قرية بيونكي حيث استضافته عائلة هناك.

من هناك، انطلق ميكولا إلى منزله بعد رحلة طويلة، لكنه لم ينقل إلى المستشفى خوفًا من اعتقاله من قبل الروس، بدلًا من ذلك أعطت طبيبة محلية توجيهات بعلاجه عبر الهاتف.

في 31 مارس، انسحبت القوات الروسية من دوفجيك. ذهب ميكولا إلى المستشفى، وتبيّن أنه مصاب بالتهاب الغدد الليمفاوية والفك، وتمزق الأنسجة الرخوة داخل خده الأيمن.

في 2 أبريل/ نيسان الماضي، ذهب كوليشينكو وشقيقته إلى شوماك، بحثًا عن رفات إخوانهما، لكن القوات الأوكرانية أعادتهم إلى قريتهم نظرًا لوجود ألغام في المنطقة.

وقالت عائلة ميكولا: إن الصدمة كانت شديدة على ابنهم الوحيد المتبقي، إلى درجة أنهم خافوا من أنه أصيب بالجنون، لكنه تمكن لاحقًا من تحديد مكان مقبرة أخوته.

وفي نهاية المطاف، تولّت أجهزة الأمن الأوكرانية القضية.

تمّ استخراج جثتي يفغن وديميترو، وكانا من بين العشرات الذين بدأوا في الوصول إلى مشرحة تشيرنيهيف بعد انسحاب القوات الروسية من المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن طبيب المدينة الشرعي قوله: "لسوء الحظ، لم يكونا أول مدنيين يتم إعدامهم، ولم يكونا الأخيرين أيضًا".

ويعمل مدعي العام لتشيرنيهيف سيرغي فاسيليا، بجمع الأدلة على جرائم الحرب الروسية المحتملة في جميع أنحاء المنطقة، مشيرًا إلى أن مهمة التعرّف على المشتبه بهم في إعدام الأخوين بدأت للتو.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close