الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

أعراضه تشبه التعب الجسدي والصرع.. ما هو الإرهاق العقلي؟

أعراضه تشبه التعب الجسدي والصرع.. ما هو الإرهاق العقلي؟

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش أسباب الإجهاد العقلي وانعكاساته على الصحة العقلية والجسدية (الصورة: غيتي)
أوضح الباحث في العلوم العصبية والإدراكية نورس كرزم أن التعب العقلي هو أحد أنواع الإرهاق الذي يسببه النشاط المعرفي والذهني وليس النشاط الجسدي.

كشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة "كارينت بيولوجي" عن أن العمل المعرفي المكثف يتسبب في تراكم منتجات ثانوية سامة في جسم الدماغ المعروف باسم قشرة الجزء الجبهي "Prefrontal Cortex"، وهو شكل من أشكال الصرع.

وأوضح الباحثون أن هذا بدوره يؤثر على سيطرة الإنسان على قرارته، لذا فإن تركيز المرء يتشتت بشكل غير إرادي ويتجه نحو الإجراءات التي لا تتطلب أي جهد أو انتظار حيث يبدأ التعب المعرفي.

وأشارت الدراسة إلى أن النظريات المرتبطة بذلك، اعتبرت أن التعب هو نوع من الوهم الذي يصنعه الدماغ ليجعلنا نوقف كل ما نفعله ونتحول إلى نشاط أكثر إرضاء.

لكن النتائج التي تم التوصل إليها بهذا الشأن تظهر أن العمل المعرفي ينتج عنه تغيير وظيفي حقيقي، لذا فإن التعب سيكون بالفعل إشارة تجعلنا نتوقف عن العمل ولكن لغرض مختلف وهو الحفاظ على سلامة وظائف الدماغ.

ورأى الباحثون أنه وبينما يمكن لآلات الحساب أن تعمل بشكل مستمر فإن الدماغ لا يستطيع ذلك، وقد أرادوا معرفة الجواب، فاشتبهوا في أن السبب يتعلق بالحاجات إلى إعادة تدوير المواد السامة التي قد تنشأ عن النشاط العصبي.

ووفقًا لمعنيين في صلب هذه الدراسة، ليس هناك من طريقة للتغلب على تداعيات العمل العقلي الشاق، إلا من خلال وصفة قديمة جديدة وهي الراحة والنوم، فضلًا عن تجنب اتخاذ قرارات مهمة في حالة إجهاد العقل المتواصل.

ما هو التعب العقلي؟

وفي هذا الإطار، يوضح الاختصاصي والباحث في العلوم العصبية والإدراكية نورس كرزم أن التعب العقلي هو أحد أنواع الإرهاق الذي يسببه النشاط المعرفي والذهني وليس النشاط الجسدي، وأن هناك أعراضًا مترابطة بينه وبين التعب الجسدي كاضطرابات النوم والصداع.

ويشرح في حديث لـ"العربي" من مدينة حيفا أن الدراسة التي أجريت على مجموعة من الأشخاص تعرضوا لإجهاد عقلي كبير على مدار ساعات في اليوم الواحد، أظهرت تراكم مادتين في قشرة الجزء الجبهي، إذ تعتبر زيادة نسبتهما سامة، بالإضافة إلى تقلص حدقة العين التي تدل على شعور الفرد بالتعب.

ويضيف كرزم أن الدراسة بينت أن الدماغ يقوم بعملية تدوير للمادتين في حال الراحة من الجهد العقلي، مشيرًا إلى تراكم هاتين المادتين تتشابه مع عوارض مرض الصرع.

وينصح الباحث في العلوم العصبية والإدراكية كل من توكل إليه من خلال طبيعة عمله الكثير من المهمات التي تتطلب تفكيرًا معمقًا، بضرورة أخذ فترات راحة بشكل منتظم، وخلق جو من العمل والاستراحات التي تجعله أكثر إنتاجية من خلال عدة تكنيكيات سلوكية وتنظيمية، بالإضافة إلى المحافظة على عدد كاف من ساعات النوم، واتباع تغذية سليمة.

وحول الوقاية من تداعيات الإجهاد العقلي، يشير كرزم إلى هناك عدة تقنيات وإستراتيجيات يمكن اتباعها للحد من هذه التداعيات، منها استرخاء العضلات التدريجي " progressive muscle relaxation"، وتقنيات التأمل، وممارسات اليقظة والصفاء الذهني وتنظيم الوقت أثناء العمل بشكل يسمح للفرد بأخذ استراحات قصيرة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close