أعلن حاكم محلي روسي، اليوم الأربعاء، أن طائرات مسيّرة أوكرانية هاجمت مدينتي ساراتوف وإنغلز الروسيتين، حيث توجد قاعدة جوية لأسطول موسكو من القاذفات الإستراتيجية في مدينة إنغلز.
وأوضح الحاكم رومان بوسارجين أن المدينتين تعرضتا لهجوم كثيف بطائرات مسيرة أسفر عن تضرر مؤسسة صناعية. ولم يذكر ما إذا كانت القاعدة الجوية في إنغلز قد تعرضت للقصف.
لكن أولكسندر كاميشين مستشار الرئيس الأوكراني أكد استهداف مستودع للنفط الروسي يخدم مطارًا عسكريًا في المدينة، وكتب على منصة إكس: "إنغلز تحترق، ودفاعكم أصابه الرعب. تم قصف مستودع نفط روسي آخر يخدم مطارًا عسكريًا بقدرات بعيدة المدى مصنوعة في أوكرانيا".
من جانبها، قالت هيئة أركان الجيش الأوكراني عبر تطبيق تلغرام: "هاجمنا مخزن كومبيانت كريستال للوقود في انغلز في منطقة ساراتوف" خلال الليل، وهي منطقة تقع على بعد 500 كيلومتر من الحدود. وأوضحت أن مخزن الوقود يستخدمه سلاح الجو لقصف أوكرانيا.
هجوم مضاد
ويأتي ذلك ذلك بعد تأكيد كييف، في وقت سابق من اليوم، أن الجيش الأوكراني أسقط 41 طائرة مسيرة روسية خلال الليل، فيما ذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن من بين 64 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا، لم تصل 22 طائرة إلى أهدافها، بينما قالت سلطات محلية إن حطام طائرة مسيرة سقط على مسكن خاص في منطقة كييف، مما ألحق أضرارًا بواجهته ونوافذه دون التسبب في إصابات.
وكانت أوكرانيا أكدت أمس، أن قواتها تشنّ "عمليات قتالية" في كورسك بجنوب روسيا، ونفذت ضربة "دقيقة" ضد مركز قيادة عسكري فيها، وذلك بعد يومين من إعلان موسكو أن كييف بدأت "هجومًا مضادًا" في تلك المنطقة.
وأشارت هيئة الأركان الأوكرانية في بيان سابق إلى أن الضربة ضد المقر القيادي قرب بيلايا بمنطقة كورسك "جرت بالتنسيق مع القوات البرية الأوكرانية التي تنفذ عمليات قتالية على أراضي روسيا الاتحادية".
وكانت الهيئة قد نشرت نسخة أولى من البيان أمس جاء فيها أن "القوات البرية الأوكرانية تبدأ حاليًا عمليات هجومية جديدة" في منطقة كورسك، قبل أن تصدر نسخة معدلة.
يأتي ذلك بعد إعلان الجيش الروسي الأحد إطلاق أوكرانيا هجومًا جديدًا في هذه المنطقة، حيث تسيطر قواتها على عدة مئات من الكيلومترات المربعة منذ أغسطس/ آب 2024، رغم محاولات قوات موسكو دحرها بدعم من آلاف الجنود الكوريين الشماليين، بحسب كييف ودول غربية.
تصريحات ترمب
والتصعيد الأوكراني يأتي عقب تصريحات أدلى بها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ، أمس، ترسم معالم توجه مغاير لسلفه جو بايدن حول الحرب القائمة بين الطرفين منذ فبراير/ شباط 2022.
وقال ترمب أمس إنه يتعاطف مع موقف روسيا الرافض لانضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي، وعبّر عن أسفه لأنه لن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل تنصيبه.
وفي حديثه خلال مؤتمر صحفي في منتجعه في بالم بيتش بولاية فلوريدا، حمّل ترمب الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته جو بايدن مسؤولية تغيير الموقف الأميركي بشأن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال ترمب: "جزء كبير من المشكلة هو أن روسيا، لسنوات عديدة وقبل وقت طويل من بوتين، قالت ‘لا يمكن لحلف شمال الأطلسي أن يتدخل في أوكرانيا’... أصبح الأمر محفورًا في الصخر".
وأضاف: "وفي مرحلة ما قال بايدن ‘لا. يجب أن يتمكنوا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي’. حسنًا، أصبح لدى روسيا كيان يقف على عتبة بابها، ويمكنني أن أتفهم مشاعرها بشأن هذا الأمر".
وعبّر أعضاء حلف شمال الأطلسي رسميًا عن دعمهم لانضمام أوكرانيا منذ قمة بوخارست عام 2008، وتواصل إدارة بايدن دعم انضمام أوكرانيا في نهاية المطاف إلى حلف شمال الأطلسي، لكن أوكرانيا لم تتلق أي دعوة رسمية، بعد للانضمام إلى التكتل العسكري.