تُحقق أفلام مصاصي الدماء والزومبي وحاصد الأرواح نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر، حيث يؤكد خبراء في قطاع الترفيه أنها برزت كمنقذ غير متوقع في وقت بدأت فيه أفلام الأبطال الخارقين والأجزاء المتتالية تفقد بريقها بالنسبة للجماهير.
وأظهرت بيانات شركة كومسكور ،التي جمعتها حصريًا لوكالة رويترز، أن أفلام الرعب سجلت هذا العام 17% من مبيعات التذاكر في أميركا الشمالية، ارتفاعًا من 11% عام 2024 و4% منذ عشر سنوات.
"متنفس آمن"
وفي هذا السياق، قال براندت جولي، مالك سينما سبرينغز أند تابهاوس في مدينة ساندي سبرينغز بولاية جورجيا: "حددنا الرعب كأحد أنواع الأفلام الرئيسية التي نستهدفها للنمو.. يمكنها حقًا أن تملأ الفراغ عند اللزوم".
ويقول منتجون ومديرون تنفيذيون في شركات الإنتاج ومالكو دور عرض، إن أفلام الرعب وفرت تاريخيًا متنفسًا آمنًا للتعامل مع مخاوف معاصرة.
يأتي ذلك وسط وفرة الخيارات المتاحة لهذه الأفلام مثل توابع جائحة عالمية وجنون الارتياب من الذكاء الاصطناعي وفقدان السيطرة على الجسد والعنصرية المتجددة.
"أفلام علاجية"
ويقول محلل البيانات السينمائية ستيفن فولوز، معد (تقرير أفلام الرعب)، الذي يقدم رؤى مفصلة عن هذا النوع من المحتوى: "إنها أفلام علاجية وعاطفية وتأتي بنهايات.. تتيح أفلام الرعب مساحة لمعالجة أمور يصعب مواجهتها في الحياة اليومية".
ويعتقد بول ديرجارابديان، كبير محللي وسائل الإعلام في كومسكور، أن "أفلام الرعب هي حلم المحاسب".
ويضيف: "إذا كنت بصدد إنتاج فيلم خيال علمي رائع عن الفضاء الخارجي، فلا يمكنك القيام بذلك بتكلفة زهيدة. لكن مع أفلام الرعب يمكن لفيلم بميزانية متواضعة مثل (ويبونز) أو "أسلحة" أن يكون مخيفًا للغاية".
ولا تزال دور العرض السينمائي تتعافى من جائحة كوفيد-19، التي قضت على عادة ارتياد دور السينما وزادت المشاهدة في المنزل.
وقال مايك دي لوكا، الرئيس المشارك في مجموعة وارنر براذرز موشن بيكتشرز، التي أنتجت فيلم "سينرز" أو "الخطاة"، إن الرعب هو النوع الذي ينجح في إخراج الناس من المنزل.
وأضاف "هو موجة المد التي ترفع كل القوارب.. كما تعلمون، نحن نحاول إعادة الناس إلى الارتياد المعتاد لدور العرض".
وأشارت شركة أمبير للتحليلات التي تتخذ من لندن مقرًا، إلى أن الخوف لا يعرف الحدود الجغرافية، إذ حققت أفلام الرعب التي أطلقها موزعون أميركيون كبار العام الماضي 50% أو أكثر من إجمالي إيراداتها في شباك التذاكر العالمي خارج الولايات المتحدة.