أظهر بحث جديد أن النشاط البدني الخفيف يمكن أن يعزز الشيخوخة الصحية، بينما السلوكيات المستقرة مثل مشاهدة التلفاز وغيرها تقلل من فرص الشيخوخة الصحية.
وكانت الدراسات قد أظهرت منذ فترة طويلة أن الرياضة والنوم هما مفتاحان رئيسيان للشيخوخة الجيدة، إلا أن الدراسة الجديدة تؤكد أن الأمر لا يقتصر على التمارين الشاقة لتحقيق هذه الفائدة، إذ إن التمارين الخفيفة يمكن أن يكون لها تأثير كبير.
مفتاح الشيخوخة الصحية
في التفاصيل، فقد وجدت دراسة نُشرت هذا الأسبوع في مجلة "جاما نيتوورك أوبن"، أن استبدال الوقت الذي كان كبار السن يقضونه في مشاهدة التلفاز بنشاط بدني خفيف أو نشاط بدني معتدل إلى شديد أو حتى بالنوم، للذين يحصلون على أقل من سبع ساعات، كان مرتبطًا بزيادة احتمالات الشيخوخة الصحية.
وتم تعريف الشيخوخة الصحية في هذه الدراسة، على أنها البقاء على قيد الحياة حتى عمر 70 عامًا على الأقل دون أمراض مزمنة كبيرة، وبدون ضعف في الذاكرة، أو الوظائف الجسدية، أو الصحة العقلية.
وتبني النتائج على دراسات سابقة تشير إلى أن النشاط البدني والنوم جزءان أساسيان للبقاء بصحة جيدة في سن الشيخوخة، وهو اكتشاف مهم نظرًا لأن 8.5% من إجمالي سكان العالم تبلغ أعمارهم 65 عامًا وما فوق، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 20% بحلول عام 2050.
في المقابل، يحذر العلماء من أن النشاط البدني المعتدل إلى الشديد يشكل فقط نحو 4% من وقت الاستيقاظ لدى البالغين في المجتمع الحديث، بينما يشغل الوقت الذي يقضيه البالغون في السلوكيات المستقرة نحو 60% من وقت الاستيقاظ.
ويقولون: إن كمية الوقت الذي يقضيه الناس في السلوكيات المستقرة كمشاهدة التلفاز والجلوس لوقت طويل قد زادت بشكل كبير مع مرور الوقت، مما يشير إلى حاجة الأفراد إلى إعادة التفكير في كيفية قضاء يومهم.
تفاصيل الدراسة
وأجرى الباحثون الدراسة عبر متابعة 45176 مشاركة على مدار فترة 20 عامًا، جمع خلالها العلماء بيانات المشاركات اللواتي كن يبلغن 50 عامًا أو أكثر وكن جميعهن لا يعانين من أمراض مزمنة خطيرة في بداية البحث، الذي انطلق عام 1992.
وطُلب من المشاركات الإجابة عن استطلاع لمعرفة كيفية قضائهن وقتهن، فكانت الأسئلة بشأن الساعات التي يقضينها في مشاهدة التلفاز، والنوم، والوقوف والمشي، والجري والركض، وغيرها.
وبعد 20 عامًا من المتابعة، وصلت 3873 امرأة مشاركة في البحث (أو 8.6%) إلى الشيخوخة الصحية، فيما بلغ إجمالي عدد النساء اللاتي لم يكن لديهن أي من الأمراض المزمنة ما مجموعه 18696 (41.4%)، و7250 (16.1%) لم يكن لديهن ضعف في الوظائف الجسدية، و19937 (44.1%) لم يكن لديهن أي مشاكل في الصحة العقلية، و23465 (51.9%) لم يبلغن عن ضعف في الذاكرة.
وأوضح مؤلفو الدراسة أن هذه النتائج تدعم الأدلة السابقة على العلاقة بين هذه السلوكيات والوفاة، وأضافوا أنها "توفر دليلًا هامًا لتعزيز أنماط الحياة النشطة لتحقيق الصحة المثلى في الأعمار المتقدمة".