الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

ألمانيا.. الشرطة الجنائية تحقق في مئات جرائم الحرب المحتملة في أوكرانيا

ألمانيا.. الشرطة الجنائية تحقق في مئات جرائم الحرب المحتملة في أوكرانيا

Changed

تقرير حول اتهام الرئيس الأوكراني روسيا بارتكاب جرائم حرب في الدونباس في مايو الماضي (الصورة: غيتي)
تسعى الشرطة الجنائية الألمانية إلى تحديد المسؤولين العسكريين والسياسيين عن "جرائم حرب" في أوكرانيا، من خلال التحقيق في مئات الحوادث خلال الهجوم الروسي.

أعلن مكتب الشرطة الجنائية الاتحادي في ألمانيا السبت أنه يحقق في مئات جرائم الحرب الروسية المحتملة في أوكرانيا، مشيرًا أيضًا إلى أنه يسعى إلى تحديد المسؤولين العسكريين والسياسيين عن هذه الجرائم.

وقال رئيس المكتب هولغر مونش لصحيفة "فيلت أم زونتاغ": "حتى الآن، تلقينا أكثر من مئات الأدلة" في هذا الاتجاه.

ولا يشمل التحقيق فقط مرتكبي جرائم الحرب إنما أيضًا يشمل المسؤولين العسكريين والسياسيين عن هذه الجرائم، حسب وكالة "فرنس برس".

وأضاف مونش: "إنه الجزء الأصعب من تحقيقنا، إنه أحجية معقدة".

وأكد أن "هدفنا الواضح هو تحديد المسؤولين عن الفظائع، وإثبات أفعالهم من خلال تحقيقاتنا وإحالتهم إلى القضاء" بما في ذلك في ألمانيا التي يتمتع قضاؤها بالاختصاص العالمي ما يسمح له بالمحاكمة على بعض الجرائم أينما ارتُكبت في العالم.

وأقرّ مونش بأن "ذلك سيستغرق وقتًا" لأن التحقيقات المرتبطة بالحرب في أوكرانيا ليست إلا في "بدايتها".

وتساعد أجهزة الاستخبارات الألمانية مكتب الشرطة الجنائية الاتحادي في تحقيقاته. وقد سجلت الاستخبارات محادثات لاسلكية بين جنود روس تفيد صراحةً عن فظائع مرتبكة بحق السكان المدنيين.

ولفت مونش إلى أنه من الممكن أيضًا إرسال محققين ألمان إلى أوكرانيا مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب الحصول على تفويض دولي.

"قنابل عنقودية واستهداف مناطق سكنية"

وفي مارس/ آذار الماضي، فتحت النيابة العامة الفدرالية في ألمانيا تحقيقًا في جرائم حرب مفترضة، ارتكبتها القوات الروسية منذ بدء هجومها على أوكرانيا.

ولا يستهدف التحقيق الهيكلي مشتبهًا بهم بحد ذاتهم، لكنه يسعى إلى جمع أدلة على جرائم مفترضة وتحديد الهياكل التي تقف وراءها، مثل سلسلة القيادة. وبعد ذلك يمكن استخدام الأدلة في إجراءات جنائية مستقبلية ضد أشخاص مشتبه بهم.

وذكرت صحيفة "دير شبيغل" حينها، أن المدعين الألمان تحركوا إثر تقارير عن استخدام روسيا قنابل عنقودية، وعقب مشاهد أظهرت استهداف مناطق سكنية وشن هجمات على خط أنابيب غاز ومنشأة للنفايات النووية ومنشأة طاقة.

وكانت روسيا قد تعرضت لانتقادات متزايدة على خلفية قصفها مدنًا أوكرانية، في عمليات قالت كييف وحكومات غربية إنها شملت هجمات على مدارس ومستشفيات وأبنية سكنية.

وبعد انسحاب القوات الروسية من مدينتَي بوتشا وإربين الواقعتين في شمال غرب كييف، اكتُشفت مئات الجثث العائدة إلى مدنيين. واتهمت السلطات الأوكرانية روسيا بارتكاب جرائم حرب، وهو ما تنفيه موسكو.

وأعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة الخاصة بأوكرانيا الأربعاء أنها جمعت عدة ادعاءات بشأن جرائم حرب محتملة ارتكبتها القوات الروسية في البلاد، لكن من السابق لأوانه استخلاص نتائج.

والإثنين الماضي، اتهمت منظمة العفو الدولية، روسيا بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، قائلة إنّ الهجمات على خاركيف التي استُخدمت في كثير منها قنابل عنقودية محظورة أدت إلى مقتل مئات المدنيين.

وسبق أن نظرت ألمانيا في السابق في دعاوى قضائية تتعلق بارتكاب انتهاكات خارج أراضيها مثل الحرب في سوريا.

وتطبق ألمانيا في ذلك المبدأ القانوني للولاية القضائية العالمية، الذي يسمح لقضائها بمحاكمة مرتكبي الجرائم الخطرة، ومنها جرائم حرب وإبادة، بغضّ النظر عن جنسيتهم أو مكان ارتكاب الجرائم.

وفي يناير/ كانون الثاني، أصدر القضاء الألماني حكمًا بالسجن مدى الحياة على ضابط سابق في الاستخبارات السورية، لضلوعه في مقتل 27 معتقلًا وتعذيب أربعة آلاف آخرين على الأقل في معتقل سري في دمشق قبل عقد من الزمن.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close