بعد أن قطعت آلاف الأميال عبر أوروبا، تصل أمل الصغيرة (Little Amal) إلى شواطىء بريطانيا غد الثلاثاء، لتبدأ المرحلة الأخيرة من "المسيرة" (The Walk).
وأمل الصغيرة هي عبارة عن دمية عملاقة بطول 3.5 أمتار، وتجسّد فتاة سورية لاجئة تبلغ من العمر تسع سنوات، وهي جزء من عمل درامي يلقي الضوء على قصص رحلات عبور الأطفال اللاجئين، والتحديات التي يُواجهونها.
بدأت أمل الصغيرة رحلتها الملحمية بحثًا عن أمها وحياة جديدة، من الحدود السورية عبر تركيا واليونان وايطاليا وسويسرا وألمانيا وبلجيكا وفرنسا، قبل أن ينتهي بها المطاف في مدينة مانشستر شمالي المملكة المتحدة، حيث تكون قد قطعت 8 آلاف كيلومتر.
وإلى فولكستون البريطانية، تصل أمل الصغيرة من رحلتها عبر المسار التي سبق وسلكه عام 2021 أكثر من 17 ألف لاجئ يبحثون عن ملاذ هربًا من الحرب والاضطهاد.
وفي المرحلة الأخيرة من رحلتها، تزور أمل كانتربري ولندن وأكسفورد وكوفنتري وبرمنغهام وشيفيلد وبارنسلي، نهاية بمانشستر حيث يختم العمل الدرامي من مسرح الشوارع فصوله في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وقال ديفيد لان، أحد منتجي "المسيرة" (The Walk): إن الأمر كان شاقًا في بعض الأحيان".
بداية "المسيرة"
قبل ثلاث أشهر، بدأت أمل رحلتها من غازي عنتاب بالقرب من الحدود التركية السورية في نهاية شهر يونيو/ تموز.
وتطوّرت فكرة رحلة "أمل الصغيرة" بحثًا عن والدتها المفقودة من مسرحية "الأدغال" (The Jungle)، عن اللاجئين الشباب في مخيم بالقرب من كاليه عام 2017. وقرّر منتجو المسرحية ابتكار رحلة أخرى تنقل رسالة عن النزوح والخسارة والكرامة والأمل إلى القرى والبلدات والمدن في جميع أنحاء أوروبا.
وتم اختيار الاسم "أمل" لدلالاته باللغة العربية. ويقوم تسعة من محرّكي الدمى الصغار بتحريكها، بحيث يتناوب ثلاثة أشخاص في كل مرة على تشغليها، وقادرون على التحكّم بتعابير وجهها عبر نظام معقّد من الأوتار يُعرف باسم "القيثارة"، بحيث يكون أحدهم داخل دمية، فيما يتمّ الاستعانة بحاسوب للتحكّم بحركات وتعابير الوجه.
وعلى طول الطريق، شاركت أمل مع مواطني الدول التي زارتها في الحفلات الموسيقية والحفلات وورش العمل.
ويقول لان: "نسجت أمل الصغيرة علاقة أقوى مع اللاجئين والمهمّشين في تلك البلدان، حيث وجدوا فيها صورة عنهم. وهذا مؤثر للغاية ".
وفي لندن، تحتفل أمل الصغيرة بعيد ميلادها العاشر يوم الأحد 24 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي في حفلة، دُعي إليها الأطفال من جميع أنحاء العاصمة البريطانية، حيث ستُقام عروض موسيقية وورش عمل. وستكون هناك كعكة عيد ميلاد عملاقة.
ويشير لان إلى أن الهدف هو تذكير الناس بأن اللاجئين هم أناس يشبهونهم، آملًا تسهم مسيرة أمل في تغيير النظرة تجاه اللاجئين ولو قليلًا.