السبت 14 حزيران / يونيو 2025
Close

"أنقذ المدينة بأكملها".. وفاة سائق شاحنة وقود مصري بعد موقف شجاع

"أنقذ المدينة بأكملها".. وفاة سائق شاحنة وقود مصري بعد موقف شجاع

شارك القصة

فضّل السائق أن يبعد الشاحنة المشتعلة عن محطة الوقود بدل أن يبتعد عنها مضحيًا بحياته - أرشيف غيتي
فضّل السائق أن يبعد الشاحنة المشتعلة عن محطة الوقود بدل أن يبتعد عنها مضحيًا بحياته - أرشيف غيتي
الخط
توفي سائق شاحنة وقود مصري متأثرًا بحروق أصيب بها إِثر حريق نشب في الشاحنة، وفضّل أن يبعدها عن المحطة والمواطنين لإنقاذ أرواحهم مضحّيًا بنفسه.

بعد أن قدّم مشهدًا شجاعًا، توفي سائق شاحنة وقود مصري بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصابته جراء نشوب حريق في سيارته، أثناء وقوفها في محطة تعبئة وقود بمدينة العاشر من رمضان في مصر.

واختار السائق خالد محمد شوقي عبد العال أن يخاطر بحياته لحماية أرواح المواطنين الذين كانوا داخل محطة الوقود، حين اشتعلت النيران في سيارته المليئة بالبنزين، ليقود سيارته وهي مشتعلة بعيدًا عن المحطة خوفًا من انفجارها داخلها.

تضحية خالد محمد شوقي عبد العال بنفسه في العاشر من رمضان

وبحسب موقع المصري اليوم، فقد أدى الحريق إلى اشتعال كابينة القيادة بالسيارة، وامتدت النيران إلى جسد السائق، قبل أن تتمكن الأجهزة الأمنية وقوات الحماية المدنية من السيطرة عليها، وتبين إصابة السائق بحروق شديدة من الدرجة الثالثة.

وتابع الموقع: نقل السائق على الفور إلى مستشفى بلبيس المركزي لتلقي الرعاية الطبية، ثم إلى مستشفى أهل مصر للحروق في حالة حرجة، إلا أن حالته تدهورت ولفظ أنفاسه الأخيرة، أمس الأحد.

طالب البعض بتكريم عبد العال وتسمية أكبر شوارع مدينة العاشر من رمضان باسمه - إكس
طالب البعض بتكريم عبد العال وتسمية أكبر شوارع مدينة العاشر من رمضان باسمه - إكس

ولفت إلى أن القرية التي يسكنها السائق اتشحت بالسواد حزنًا، وسادت حالة من الحزن بين الأهالي على وفاته، بعد أن ضحّى بحياته من أجل إنقاذ الآخرين.

ونعت وزارة البترول والثروة المعدنية السائق الذي وصفته بـ"البطل"، مشيرةً إلى أنه "ضرب أروع أمثلة البطولة والتضحية والإيثار والحرص على حياة الآخرين، مقدمًا روحه الطاهرة فداءً لسلامة زملائه والمواطنين".

وأوضحت الوزارة أن خالد محمد أظهر شجاعة نادرة وإخلاصًا فائقًا، مقدمةً التعازي لأسرة السائق الذي "ستظل تضحيته علامة مضيئة في سجل الشرف لرجال قطاع البترول المصري، ومصدر فخر واعتزاز لأهله وزملائه من بعده".

"سيرة تروى للأجيال القادمة"

وعجّت الصفحات والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بعبارات النعي والمواساة والإشادة ببطولة السائق، معتبرين إياه شهيدًا ضحى بنفسه من أجل إنقاذ مدينته من كارثة محققة.

وطالب البعض بتكريم عبد العال وتسمية أكبر شوارع مدينة العاشر من رمضان باسم "شارع الشهيد خالد عبد العال"، قائلين إنه "أنقذ المدينة بأكملها".

فيما مضى آخرون إلى مطالبة السلطات المصرية بتكريم أسرته وتوفير كل ما يضمن له حياة كريمة.

ووصف أحد الحسابات على فيسبوك مشهد بطولة عبد العال قائلًا: "بعدما أبعد الشاحنة المحترقة والنار تأكل جسمه حتى انصهر جلده وسال، لم يشعر بنفسه وواصل إنقاذ وإبعاد باقي السيارات".

وقال أحد رواد فيسبوك: "إن ما قام به البطل الراحل سيظل سيرة محمودة ومثالًا عمليًا في سبيل التضحية بالنفس لحفظ حياة كثير من الناس، سيرة ينبغي للأجيال أن ترويها وتذكره بالخير بها، وتسير على نهجها".

وعلّق آخر: "وسط هذا الزحام من حقارة ووضاعة كثير من البشر في الدنيا، إلا أنه أحيانًا يظهر إنسان طاهر القلب ليس له مثيل يبذل حياته ثمنًا لحياة مدينة بأكملها".

ورأى أحدهم أن أمثال عبد العال هم من يجب أن يتوجوا بنجمة سيناء، ويقدمون نموذجًا للأجيال، وأن تروى قصته للأطفال قبل النوم".

تابع القراءة

المصادر

المصري اليوم - مواقع التواصل الاجتماعي

الدلالات