الجمعة 12 أبريل / أبريل 2024

أهمها الاقتصاد والخارجية.. تغييرات كبيرة في حكومة أردوغان الجديدة

أهمها الاقتصاد والخارجية.. تغييرات كبيرة في حكومة أردوغان الجديدة

Changed

الباحث المختص في الشأن التركي سعيد الحاج يتحدث عن رؤية أردوغان في التشكيلة الحكومية الجديدة (الصورة: غيتي)
أحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تغييرات ملحوظة في وزارات الاقتصاد والدفاع والخارجية، كما عيّن عددًا من الوزراء التكنوقراط في وزارات أخرى.

بعد أداء اليمين الدستورية، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء السبت، تشكيلة حكومته الجديدة التي تضم 17 وزيرًا، مُحدثًا تغييرات كبيرة خصوصًا في وزارات الدفاع والخارجية، كما اختار خبيرًا لإعادة النهوض بالاقتصاد.

من قصر جانكايا في أنقرة الذي اختاره مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك عام 1923، كشف أردوغان أن محمد شيمشك (56 عامًا) الذي كان اسمه متداولًا منذ أيام عدة سيتولى وزارة الاقتصاد.

مراسم تنصيب غير عادية

وبعد إعادة انتخابه بـ52% من الأصوات في 28 مايو/ أيار في دورة ثانية غير مسبوقة للانتخابات في تركيا، أدى أردوغان الموجود في السلطة منذ عقدين، اليمين الدستورية أمام البرلمان رئيسًا لولاية ثالثة تستمر خمس سنوات.

ولم تكن مراسيم التنصيب عادية، حيث استُحضر تاريخ البلاد برموز إمبراطوريات الأتراك المتعاقبة، في رسالة لطالما أراد أردوغان إيصالها إلى الجميع وتتحدث عن مجد غابر يحاول استعادته لتركيا.

وشيمشك خبير اقتصادي سابق لدى مؤسسة "ميريل لينش" الأميركية، سبق أن شغل منصب وزير المال (2009-2015) ثم منصب نائب رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية (حتى عام 2018).

وشيمشك شخصية تحظى بمكانة دولية وسيتمثل دوره في إقرار نهج تقليدي بهدف ترميم ثقة المستثمرين ويُرتقب أن يبعث وصوله إلى هذا المنصب الاطمئنان في الأسواق المالية.

وإلى تضخم جامح تخطى 40% تحت تأثير الخفض المتواصل لمعدلات الفائدة بتوجيهات من أردوغان، هبطت العملة الوطنية بشكل حاد إلى أكثر من 20,95 ليرة تركية للدولار الجمعة، رغم إنفاق مليارات الدولارات خلال الحملة الانتخابية لإبطاء انهيارها.

وأحدث أردوغان تغييرات ملحوظة في الوزارات السيادية الرئيسة، بحيث سيتولى الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات التركية حقان فيدان وزارة الخارجية ليحل مكان مولود تشاوش أوغلو.

وفيدان الذي رأس الاستخبارات منذ مايو/ أيار 2010 هو مؤيد مخلص لأردوغان وكان سابقًا مستشارًا دبلوماسيًا له مدة ثلاث سنوات. وعام 2012، قال عنه أردوغان: "إنه كاتم أسراري وكاتم أسرار الدولة".

وقال مصدر دبلوماسي غربي إن فيدان هو "الرجل الموثوق" لدى أردوغان "منذ سنوات"، كما أنه الشخص الذي يقود المفاوضات مع العالم العربي ومصر والإمارات وليبيا، وكذلك مع النظام السوري الذي يحاول الرئيس التركي إعادة التواصل معه عبر موسكو.

جانب من مراسم تنصيب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
جانب من مراسم تنصيب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان - غيتي

وفي وزارة الدفاع، يخلف رئيس هيئة أركان القوات المسلحة يشار غولر، رئيس الأركان السابق خلوصي آكار الذي كان يتولى الوزارة منذ يوليو/ تموز 2018. وكان آكار يُعدّ مهندس مقاومة الانقلاب الفاشل في يوليو/ تموز 2016.

وعيّن أردوغان نائبًا جديدًا للرئيس هو جودت يلماز، العضو في حزب العدالة والتنمية والنائب عن ديار بكر (جنوب شرق).

"الحكومة القوية"

في غضون ذلك، قال الباحث المختص في الشأن التركي، سعيد الحاج، إن أردوغان بدى حريصًا على أن يكون نائبه من حزب العدالة والتنمية، بينما كان نائبه السابق فؤاد أوكتاي موظفًا كبيرًا في الدولة فقط، وهو ما يتناغم مع فكرة الحكومة القوية والأسماء المعروفة، ومع فكرة أن ولايته الثالثة هي الأخيرة له.

ويشير الحاج لـ "العربي" من اسطنبول، إلى أن أردوغان كان مصرًا على تعيين شيشمك في وزارة الاقتصاد، رغم أن هذا الأخير كان رافضًا للعمل الوزاري، وهو ما يؤشر على أهمية الملف الاقتصادي بالنسبة للرئيس التركي.

أما عن فيدان، فأكد أن تعيينه جاء لكونه أحد صنّاع السياسة الخارجية التركية وجزءًا فاعلاً فيها، كما تم تعيين في وزارات أخرى مثل الصناعة وغيرها، مساعدي الوزراء السابقين لإعلاء فكرة المهنية والاستمرارية في سياسة الوزارات.

وفيما يتعلق بالمعارضة، ثمة تحد كبير هو التماسك والاستمرار بعد خسارة المعارض كمال كليتشدار أوغلو رهانه في الانتخابات الرئاسية، وفق تصريحات الحاج.

المصادر:
العربي- أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close