أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، الفلسطينيين في منطقتين بحي النصر غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة بإخلائهما فورًا، بما في ذلك النازحين المقيمين في الخيام.
وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة "إكس"، "إلى جميع المتواجدين في بلوك 110 والجزء الشرقي من بلوك 89 بما في ذلك المتواجدين بالخيام، عليكم الإخلاء فورًا من أجل سلامتكم".
وقال إن القتال سيتوسع في المنطقة، وادعى أنها "لن تكون ضمن المناطق التي تشهد وقفًا تكتيكًا مؤقتًا ومحليًا لأغراض إنسانية"، علمًا بأن قطاع غزة لا توجد فيه أمكنة آمنة.
وأضاف "أخلوا المنطقة فورًا إلى الغرب"، مشيرًا إلى أن أمر الإخلاء لا يشمل "مستشفى ناصر" بالمدينة.
أوامر إخلاء مستمرة
وأنذر جيش الاحتلال في الأول من الشهر الماضي الفلسطينيين في أحياء النصر والقرارة في خانيونس بالإخلاء، كما أنه يصدر بشكل دوري إنذارات مماثلة تشمل مختلف مناطق القطاع.
ومدينة خانيونس على وجه الخصوص مكتظة بنازحين جاؤوا من رفح ومن مناطق أخرى بالقطاع بعدما فقدوا منازلهم.
ويوعز الجيش للفلسطينيين بالتوجه جنوبًا، مدعيًا أنها "مناطق آمنة" إلا أنه لا يكف عن قصف كافة مناطق القطاع حتى تلك التي يدفعهم للنزوح إليها أو التجمع بها من أجل الحصول على مساعدات.
وهذا الإنذار هو الثاني خلال ساعات، إذ أنذر الجيش صباحًا من تبقى من الفلسطينيين في 9 مناطق بحي الزيتون شرق مدينة غزة بإخلائها فورًا نحو منطقة المواصي جنوبًا تمهيدًا لمزيد من الهجمات.
وتأتي هذه التحذيرات وسط تصاعد القصف الجوي والبري الإسرائيلي على غزة، واستمرار التهجير القسري لعشرات آلاف المدنيين من منازلهم، وسط تحذيرات أممية من تفاقم الكارثة الإنسانية.
وفي 8 يوليو/ تموز قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إسرائيل تعامل فلسطينيي غزة بوصفهم محتجزين في معسكر اعتقال جماعي، وتجبرهم على العيش في رقعة لا تتجاوز 55 كيلومترًا أي أقل من 15 بالمئة من مساحة القطاع وتخضع لرقابة عسكرية مُشددة.
وأكد المرصد أن الكثافة السكانية في تلك المنطقة غير مسبوقة ولم "تُسجل في أي منطقة مأهولة على وجه الأرض".
أهالي الأسرى الإسرائيليين يحذرون من إعادة احتلال غزة
ومطلع يوليو، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إن 82% من قطاع غزة تخضع لأوامر إخلاء إسرائيلية، وإن الفلسطينيين لا يجدون مكانًا يلجؤون إليه مع استمرار تدمير المنشآت ومراكز الإيواء.
يأتي ذلك بالتزامن مع تصريحات لمسؤولين إسرائيليين عن وجود قرار لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن المضي نحو احتلال قطاع غزة بالكامل، وفق ما أفادت به هيئة البث الرسمية الثلاثاء.
وفي 29 يوليو، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن نتنياهو عرض على المجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينيت" خطة "مصدقًا عليها أميركيًا" لاحتلال أجزاء من قطاع غزة.
وجاءت فكرة "احتلال غزة" عقب تصريحات مثيرة للجدل للرئيس الأميركي دونالد ترمب قال فيها، إن "قرار التخلي الإسرائيلي عن غزة قبل عشرين عامًا كان قرارا غير حكيم"، في إشارة إلى انسحاب رئيس الوزراء السابق أرئيل شارون من غزة عام 2005.
وسبق أن احتلت إسرائيل قطاع غزة لمدة 38 عامًا بين 1967 و2005.
خطة نتنياهو "ضمان للفشل"
وفي هذا الإطار، حذرت عائلات الأسرى الإسرائيليين، الأربعاء، من أن خطة نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل ستعرض حياة ذويهم للخطر، معتبرة أنها "ضمان للفشل".
وقالت هيئة عائلات الأسرى في بيان، إن "قرار نتنياهو المضي نحو احتلال قطاع غزة يعني المخاطرة المباشرة بحياة الرهائن (الأسرى) الذين يواجهون فعلًا خطر الموت". وأضافت أن "توسيع دائرة القتال هو ضمان للفشل".
وتابعت: "رأينا صورًا مرعبة لأولئك المختطفين (الأسرى) في الأنفاق، ولن يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة خلال أيام الجحيم الطويلة".
وأكدت أن أغلب الإسرائيليين يريدون إعادة الأسرى ووقف الحرب على غزة.