أفادت وسائل إعلام عبرية بإطلاق صاروخ "من اليمن" هو الثاني مساء الثلاثاء وادعت سقوطه خارج إسرائيل، فيما أصدر جيش الاحتلال مساء أوامر إخلاء للسكان في جباليا شمالي القطاع.
بالتزامن، أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى اعتراض صاروخين أطلقا من غزة تجاه مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، وسقوط ثالث في منطقة مفتوحة.
ودوت مساء صفارات الإنذار في مناطق واسعة شملت سديروت وإيبيم ونير عام بغلاف غزة، إضافة إلى عسقلان وجنوب أسدود.
وفي وقت لاحق، أعلنت سرايا القدس قصف أسدود وعسقلان وسديروت ومستوطنات غلاف غزة برشقات صاروخية.
وفي المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي ليلًا تحذيرًا بوجوب إخلاء جباليا شمال غزة، معلنًا عن ضربات وشيكة بعد رصد إطلاق صواريخ من هذه الأنحاء.
وجاء في بيان للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي "هذا إنذار مسبق وأخير قبل الهجوم! سيهاجم جيش الدفاع بقوة شديدة كل منطقة يتم إطلاق قذائف صاروخية منها"، وأضاف "من أجل سلامتكم عليكم الانتقال بشكل فوري إلى مراكز الإيواء المعروفة في مدينة غزة".
بدورها، أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، مهاجمة مطار بن غوريون الدولي وسط إسرائيل بصاروخ باليستي فرط صوتي، في عملية قالت إنها تأتي "انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني".
صواريخ من غزة واليمن نحو إسرائيل
جاء ذلك في بيان متلفز للمتحدث العسكري باسم قوات الحوثيين، يحيى سريع، نشر عبر منصة "تلغرام"، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي في وقت سابق الثلاثاء، اعتراض صاروخ "أطلق من اليمن"، عقب انطلاق صفارات الإنذار في مناطق واسعة من البلاد بما فيها منطقة تل أبيب الكبرى.
وقال سريع: "نفذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة (للحوثيين) عملية عسكرية استهدفت مطارَ اللُّد المسمى إسرائيليًا مطار بن غوريون في منطقة يافا المحتلةِ (تل أبيب)، وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي، وقد حقق هدفه بنجاح".
وأضاف أن الصاروخ "تسببَ في هروب ملايين الصهاينة المحتلينِ إلى الملاجئ وتوقف حركة المطار لقرابة الساعة".
وذكر أن العملية تأتي "انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني ورفضًا للإبادة الإسرائيلية في غزة وتأكيدًا على استمرار حظر الملاحة في المطار المذكور".
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت إسرائيل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن.
وكان الحوثيون أطلقوا هذا الشهر صاروخًا باتجاه إسرائيل، سقط في محيط مطار بن غوريون قرب مدينة تل أبيب الساحلية وتسبب بتعطيل حركة الملاحة لفترة قصيرة.
وردت إسرائيل باستهداف مطار صنعاء الدولي وعطلته بشكل كامل قبل أن يعلن الحوثيون الثلاثاء عودته إلى العمل.
دعوات أممية لمنع إبادة في غزة
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنّ الحوثيون في خطوة أدرجوها في إطار إسنادهم الحركة الفلسطينية، عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ الدولة العبرية وضدّ سفن في البحر الأحمر يقولون إنها على ارتباط بها.
وأبرمت الولايات المتحدة بوساطة عُمانية اتفاقًا لوقف إطلاق النار مع الحوثيين، وضع حدًا لضربات أميركية استمرت لأسابيع ردًا على هجمات شنّها اليمنيون على سفن في البحر الأحمر.
وفي المواقف، دعا منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر الثلاثاء مجلس الأمن الدولي إلى اتّخاذ إجراءات "لمنع وقوع إبادة" في غزة، بعدما أعلنت إسرائيل أن جيشها سيستأنف "بكل قوته" عملياته في القطاع.
وتساءل فليتشر خلال إحاطة للمجلس: "بالنسبة لأولئك الذين قتلوا وأولئك الذين أسكتت أصواتهم: ما الذي تحتاجونه بعد من أدلة؟"، متحدثا عن ممارسات "غير إنسانية" لإسرائيل في غزة، ومضيفا "هل ستتحركون بشكل حاسم لمنع وقوع إبادة وضمان احترام القانون الإنساني الدولي؟".
من جهته، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "ما تقوم به اليوم حكومة بنيامين نتنياهو (في غزة) غير مقبول"، و"مخز"، وأضاف "ليس لرئيس الجمهورية أن يقول إنها إبادة بل للمؤرخين".
وذكّر الرئيس الفرنسي خلال مقابلة مع محطة "تي اف 1" التلفزيونية الفرنسية بأنه كان "أحد القادة القلائل الذين توّجهوا إلى الحدود" بين مصر وغزة، واصفا ذلك بأنه كان "من أسوأ ما رآه" وندّد بـ"منع الإسرائيليين" دخول "كل المساعدات التي أرسلتها فرنسا وغيرها من البلدان". كذلك لفت إلى أن مسألة إعادة النظر في "اتفاقات التعاون" بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل "مطروحة".