الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

أوركسترا "النور والأمل".. موسيقيات كفيفات يتحدين الإعاقة بموهبة فريدة

أوركسترا "النور والأمل".. موسيقيات كفيفات يتحدين الإعاقة بموهبة فريدة

Changed

"العربي" يلقي الضوء على موهبة عازفات أوركسترا "النور والأمل" في مصر (الصورة: موقع الأوركسترا الإلكتروني)
نجحت موسيقيات أوركسترا "النور والأمل" بمصر، في تحدي الإعاقة الجسدية بالفن والموسيقى عبر عزف أجمل المقطوعات العالمية والعربية.

برهافة الأذن وحسّ الروح وتناغم الآلات، تعزف موسيقيات كفيفات في أوركسترا "النور والأمل" في مصر، بعض أجمل المقطوعات الموسيقية العربية والعالمية.

ويحرّك الموسيقيات شغفهنّ للموسيقى، فيتحولن إلى سفيرات للأمل والتفاؤل، في حين تعد أوركسترا "النور والأمل" من الفرق النادرة المكونة بالكامل من موسيقيات كفيفات.

حفظ النوتات الموسيقية

وتشرح عازفة الكمان مريم نجدي أن الفَرق بين موسيقيات أوركسترا "النور والأمل" والفرق الموسيقية الأخرى، هو أنّهن يحفظن النوتات الموسيقية عن غيب على عكس ما هو شائع بين الموسيقيين، الذين يعزفون المقطوعات من خلال قراءة القطعة الموسيقية أمامهم.

وتردف العازف الكفيفة: "التميز هنا هو أن تكون قادرًا على حفظ متى وكيفية العزف، وتناغم الآلات مع بعضها البعض.. هذا أمر صعب للغاية وحاول كثيرون من قبل القيام بذلك لكنهم لم ينجحوا".

وتتمرن الموسيقيات يوميًا لمدة ساعتين، حيث يعملن على مذاكرة المقاطع الموسيقية على انفراد بمساعدة معاونين موسيقيين مختصين، قبل العمل معًا على مراحل وصولًا إلى الاندماج الموسيقي التام بين الآلات والعازفات.

وبعد أن كان توجه الأوركسترا مُنصب فقط على الموسيقى الكلاسيكية، نجحت الشابات الموسيقيات مؤخرًا في إدماج بعض المعزوفات العربية العصرية، بينما يحضرن اليوم لأعمال عربية شرقية خاصة.

حصص التمرين التمهيدية لعازفات أوركسترا "النور والأمل" – حساب الفرقة على فيسبوك
حصص التمرين التمهيدية لعازفات أوركسترا "النور والأمل" – حساب الفرقة على فيسبوك

موهبة مصرية لا مثيل لها في العالم

بدوره، ينوّه المايسترو تامر كمال الدين فهمي الأستاذ بأكاديمية الفنون على موهبة موسيقيات أوركسترا "النور والأمل" الفريدة قائلًا أن لا توجد أوركسترا في العالم كله يمكنها حفظ الريبرتوار، لصعوبة ذلك.

ويضيف المايسترو في أكاديمية الفنون "الكونسرفاتوار": "أمضيت 40 عامًا في العمل الأوركسترالي ومن المستحيل أن أقدر على حفظ سيمفونية كاملة.. فهي تتضمن أكثر من الألحان مثل السكتات كما أن بعض المعزوفات قد تتخطى مدتها ساعة كاملة.. لذلك أستطيع أن أقول أنه لا توجد أي أوركسترا في العالم مثل النور والأمل لغاية يومنا هذا".

إشراف المايسترو فهمي على أوركسترا "النور والأمل" – حساب الفرقة على فيسبوك
إشراف المايسترو فهمي على أوركسترا "النور والأمل" – حساب الفرقة على فيسبوك

 "سرّ" عازفات أوركسترا "النور والأمل"

فيرى فهمي أن سر عازفات أوركسترا "النور والأمل" يكمن أولًا "بالمهوبة التي عوضهم فيها الله عن فقدان البصر، والتي تتمثل بالمقدرة غير الطبيعية على حفظ هذا العدد الكبير من الأعمال الكلاسيكية التي تصنف معقّدة".

كما يكشف الأستاذ بأكاديمية الفنون في حديث مع "العربي" عن أن آلية تدريب موسيقيات أوركسترا "النور والأمل"، تبدأ أولًا باختيار العمل الفني ثم تحويل النوتة المبصرة إلى نظام كتابة البرايل الخاصة بالمكفوفين وذلك ليتمكنّ من حفظها، بمساعدة مختصين.

بعد مرحلة الحفظ، تجتمع الأوركسترا حيث يعمل المايسترو فهمي على تصحيح الأخطاء وتعريف العازفات على العمل بشكل أعمق، كما الإشراف على الإخراج الموسيقي.

ورغم رصانة وجدية المعزوفات، يضيف فهمي من القاهرة: "هنالك بعض الأعمال التي يمكن الارتجال فيها، ولكن هذه مرحلة دقيقة يجب أن أعلمهنّ عليها.. وسنصل إلى هذه المرحلة بإذن الله بما يتناسب مع الآلات وتكوين الأوركسترا الكلاسيكي".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close