الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

أوروبا تترقب.. كيف ستؤثر نتائج الانتخابات الألمانية على "الاتحاد"؟

أوروبا تترقب.. كيف ستؤثر نتائج الانتخابات الألمانية على "الاتحاد"؟

Changed

قال رئيس البرلمان الأوروبي: إن أوروبا بحاجة إلى شريك قوي وموثوق في برلين لمواصلة عملنا المشترك (غيتي)
قال رئيس البرلمان الأوروبي: إن أوروبا بحاجة إلى شريك قوي وموثوق في برلين لمواصلة عملنا المشترك (غيتي)
تطرح نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة التي شهدتها ألمانيا سيناريوهات عدة تجيب عن التساؤلات المتعلّقة بالعلاقة مع أوروبا.

يترقّب العالم أجمع التطورات في ألمانيا. إن كانت الانتخابات التشريعية قد بيّنت كيفية توزّع أصوات الناخبين، إلا أن مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي قد تطول، ما يزيد التساؤلات بشأن ما ستكون عليه صورة البلاد على المستويين الداخلي والخارجي.

والنتائج الرسمية الموقتة، التي نُشرت صباح أمس الإثنين على موقع اللجنة الانتخابية، كانت قد أظهرت حصول الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة أولاف شولتس على 25,7% من الأصوات، متقدّمًا بفارق ضئيل على المسيحيّين الديمقراطيّين المحافظين، بقيادة أرمين لاشيت، الذين حصلوا على 24,1% من الأصوات.

وتطرح هذه النتائج سيناريوهات عدّة تجيب بالدرجة الأولى على التساؤلات المتعلّقة بالعلاقة مع أوروبا.

"تقوية التحالف الأوروبي"

في هذا الصدد، اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه في حال قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحكومة الألمانية المقبلة، فإن البلاد قد تشهد تحولًا إلى أجندة محلية أكثر تركيزًا على العدالة الاجتماعية والمناخ، وسياسة خارجية تؤكد على التعدّدية وتقوية التحالف الأوروبي.

بدوره، لفت موقع "يورو نيوز" إلى أن العديد من الأوساط في بروكسل "تتنفس الصعداء"، فأيًا كانت الأحزاب التي تشكل الحكومة جميعها لديها أجندة وسطية مؤيدة لأوروبا.

وفيما أشار الموقع إلى أن القوى الأوروبية رحبت بنتائج الانتخابات، توقف عند تغريدة لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز توجّه فيها بتهنئة مبكرة إلى شولتس؛ حيث كتب: ستواصل إسبانيا وألمانيا العمل معًا من أجل أوروبا أقوى ومن أجل انتعاش عادل وأخضر لا يستثني أحدًا.

ولفت الموقع أيضًا إلى إشادة وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي كليمنت بون بالتصويت لصالح الاستقرار، وقوله: "أود أن أقول إن الألمان صوتوا، على مستوى معين، لأنغيلا ميركل".

"اتحاد أوروبي أكثر طموحًا"

من جانبه، رأى موقع "أكسيوس" الأميركي أن العودة السياسية المذهلة يمكن أن تؤدّي إلى ترجيح ميزان القوى في ألمانيا إلى اليسار بعد 16 عامًا من حكم كتلة ميركل المحافظة، وأن تضع الأساس لاتحاد أوروبي أكثر طموحًا.

وشرح أن شولتس، الذي دافع بصفته وزير مالية ميركل عن صندوق الإنعاش المشترك في الاتحاد الأوروبي الخاص بكوفيد، وطالب بتكامل سياسي أعمق، جعل تعزيز الاتحاد الأوروبي أحد الركائز الأساسية لمنصته.

وبينما أوضح أن ميركل كانت مدافعة قوية عن المشروع الأوروبي، لكنها كانت حذرة بشأن المزيد من التكامل. واعتبر أن بإمكان شولتس أن ينضم الآن إلى الفرنسي إيمانويل ماكرون والإيطالي ماريو دراجي في مركز محور قوي مؤيد لأوروبا.

ورأى أن هذا التحوّل سيأتي في الوقت الذي يناقش فيه الاتحاد الإنعاش الاقتصادي من الوباء، ومكانته في عصر المنافسة بين الولايات المتحدة والصين.

ولفت الموقع أيضًا إلى أنه يمكن لألمانيا الانضمام إلى نادي الدول الأوروبية بقيادة أحزاب ديمقراطية اجتماعية، والتي تضم النرويج والسويد وفنلندا والدنمارك وإسبانيا والبرتغال.

"حرمان من القيادة القوية"

على الجانب الآخر، رأى موقع "بوليتيكو" أنه بغض النظر عمّن سيكون المستشار التالي، فلن يتمكن أولاف شولتس ولا أرمين لاشيت من تزويد الاتحاد الأوروبي بـ"قيادة قوية".

وبينما لفت إلى أن الأمر يتعلق بمهاراتهما السياسية بقدر ما يتعلق بواقع التحالفات التي سيقودونها، اعتبر أن الخلافات والسياسة الداخلية سينقصان من تركيز المستشارية ووكالتها في أوروبا.

وذهب الموقع إلى حد اعتبار أن ما زاد الطين بلة، أن رحيل ميركل يأتي في الفترة التي تسبق الانتخابات الفرنسية العام المقبل.

واعتبر  أنه مع وجود حكومة ضعيفة في برلين، والتي ستتبعها أخرى قريبًا في باريس، سيكون الاتحاد الأوروبي محرومًا من القيادة القوية في وقت يحتاج إلى إليها بشدة.

وتوقف الموقع عند ثلاثة مجالات للسياسة الأوروبية على وجه التحديد هي: المواجهة مع المملكة المتحدة بشأن بروتوكول أيرلندا الشمالية، والنزاع حول سيادة القانون مع المجر وبولندا، والحاجة إلى إصلاح دفتر القواعد المالية للاتحاد الأوروبي.

المصادر:
صحافة أجنبية

شارك القصة

تابع القراءة