لليوم الثاني على التوالي، يشهد شمال غربي سوريا معارك بين فصائل معارضة وجيش النظام السوري؛ تركزت غربي محافظة حلب وشرقي محافظ إدلب.
فقد أطلقت فصائل معارضة معركة دون سابق إنذار تحت اسم "ردع العدوان" في أوسع هجوم للمعارضة منذ أكثر من خمسة أعوام، وتمكنت من السيطرة على عشرات البلدات والنقاط العسكرية في ريف حلب الغربي.
أبرز المناطق التي سيطرت عليها المعارضة
وأبرز المناطق التي سيطرت عليها المعارضة في ريف حلب الغربي، تمثلت في بلدات قبتان الجبل وعنجارة وأورم وقرية الشيخ علي، وقاعدة عسكرية كبيرة تعرف بالفوج 46، وهي مناطق كان يسيطر عليها جيش النظام، ويقصف من خلالها القرى المجاورة.
واليوم الخميس، تم فتح جبهة أخرى في ريف إدلب الشرقي، حيث دارت معارك تمكنت بعدها غرفة عمليات الفصائل من السيطرة على بلدة داديخ وتلتها الإستراتيجية، وهو ما يعني الاقتراب من الطريق الدولي الإستراتيجي الذي يربط دمشق بحلب.
فالاشتباكات مستمرة مع تقدم سريع لقوات المعارضة، عزاه مراقبون إلى أمرين: الأول هو عنصر المباغتة في توقيت العملية وعدد القوات المشاركة، أما العامل الثاني فهو استخدام الفصائل للطيران المسيّر في الهجمات والتصوير والمراقبة.
على صعيد الخسائر بين الطرفين، فقد قُتل نحو 100 مقاتل من فصائل المعارضة المهاجمة، كما قُتل العشرات من عناصر النظام بالإضافة إلى سقوط نحو 20 أسيرًا في صفوفهم.
وتسببت المعارك بنزوح جديد لنحو 8000 عائلة من الأماكن القريبة من خط المواجهة، بحسب منظمة "منسقو استجابة سوريا"، بعد استهدافه بالمدفعية والطائرات الحربية التابعة للنظام وطائرات روسية لقرى في المنطقة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين.
الفصائل المعارضة التي أعلنت عملية "ردع العدوان"
في هذا الإطار، أشار مدير "وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث" مروان قبلان في إطلالة من استديوهات التلفزيون العربي في لوسيل، إلى وجود كتلتين رئيسيتين في شمال غربي سوريا، حيث تسيطر "هيئة تحرير الشام" في إدلب، ويبدو أنها هي التي تقوم بقيادة هذه العمليات.
وفي مناطق أخرى، تحدث قبلان عن وجود "فصائل الجيش الوطني"، مشيرًا إلى ارتباط هذه الفصائل بتركيا.
