دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير اليوم الجمعة إلى استخدام "القوة الكاملة" في قطاع غزة المحاصر والمدمّر، بزعم أن حركة حماس ترفض مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار.
وفي منشور وجهه إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تلغرام، قال بن غفير: "بعد أن رفضت حماس مرة أخرى اقتراح الاتفاق، لم تعد هناك أي أعذار"، حسب قوله.
"الدخول إلى غزة بكامل القوة"
وأضاف الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف: "يجب أن ينتهي الارتباك والتخبّط والضعف. أضعنا حتى الآن الكثير من الفرص. حان الوقت للدخول بكامل القوة، دون تردد، لتدمير وقتل حماس حتى آخر عنصر فيها".
والخميس، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كاورلاين ليفيت إنّ الرئيس دونالد ترمب والموفد الأميركي ستيف ويتكوف "أرسلا إلى حماس اقتراحًا لوقف إطلاق النار وافقت عليه إسرائيل وأيّدته".
وأضافت أنّ "إسرائيل وقعت هذا الاقتراح قبل إرساله إلى حماس". ولم تؤكد إسرائيل موافقتها على المقترح الجديد، بينما قالت حماس إنها "تدرس" المقترح.

مساعدات معزولة
وتأتي التطورات بشأن الهدنة في غزة، في وقت أكدت فيه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ضرورة السماح بتدفق الإمدادات الإنسانية إلى القطاع دون عوائق أو انقطاع، إثر تفاقم الكارثة الإنسانية الناجمة عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ 20 شهرًا.
وقالت الأونروا في بيان الجمعة: إن مستودعها في العاصمة الأردنية عمّان يحتوي على مساعدات "تكفي لأكثر من 200 ألف شخص لمدة شهر كامل، وتشمل دقيقًا، وطرودًا غذائية، ومستلزمات نظافة، وبطانيات وأدوية، وإنها جاهزة للإرسال الفوري".
ولا يبعد مستودع الأونروا في عمّان سوى ثلاث ساعات بالسيارة عن غزة بحسب الوكالة الأممية، في إشارة منها إلى أن الحصار الإسرائيلي الخانق يعرقل وصول الإمدادات إلى مستحقيها.
وشددت على أن الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة هائلة وتتطلب تدخلًا عاجلًا، داعيةً إلى فتح المعابر وضمان تدفق المساعدات بشكل منتظم ومستمر لإنقاذ الأرواح.
وقالت الوكالة في هذا الصدد: إن "غزة بحاجة إلى مساعدات هائلة ويجب السماح بتدفق الإمدادات دون عوائق أو انقطاع".
ويعاني قطاع غزة أزمة إنسانية وإغاثية كارثية منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في 2 مارس/ آذار، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، بينما يصعد جيشها حدة الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق فلسطينيي القطاع.
وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.