ظهر مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج مرتديًا قميصًا يحمل أسماء 4 آلاف و986 طفلًا فلسطينيًا قتلتهم إسرائيل في قطاع غزة خلال مشاركته في فعاليات مهرجان "كان" السينمائي.
واستقبلت مدينة كان الفرنسية الدورة الـ78 من مهرجانها السينمائي لهذا العام، حيث اجتمع في المهرجان الذي تستمر أعماله حتى 24 من هذا الشهر، مشاهير ومؤثرون من العالم تحت "حب السينما".
أسانج يترك بصمته في "كان"
فكثيرون مروا على السجادة الحمراء، إلا أن أحدهم ترك انطباعًا لا ينسى وراءه. إنه الناشط الأسترالي ومؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، الذي حضر المهرجان لمواكبة فيلم وثائقي عنه يتضمن لقطات لم يسبق أن عرضت.
وأسانج الذي كرس مسيرته المهنية لكشف الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان، ساعيًا إلى تمكين الصحافة من مراقبة أداء الحكومات والمؤسسات الكبرى، كان قد أفرج عنه قبل عام بعد أن قضى عدة سنوات في السجن لنشره معلومات مسربة تكشف مجموعة من جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان.
وأبرزها ما يعرف بوثائق "ويكيليكس" عام 2010، التي كشفت مقتل مئات المدنيين في حوادث لم يبلغ عنها خلال الحرب في أفغانستان.
وعاد الرجل ليظهر من جديد وهذه المرة في مهرجان كان السينمائي يوم الثلاثاء. ولم يدل بأي تصريحات مباشرة، لكنه وقف أمام العالم في لحظة رمزية تشكل استعادته لصوته الذي حاولوا إسكاته طويلًا.
في جلسة تصوير، ارتدى أسانج قميصًا يحمل أسماء حوالي 5 آلاف طفل دون سن الخامسة استشهدوا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وكتب على ظهر القميص عبارة: "أوقفوا إسرائيل".
"مؤمن حقيقي بالكرامة الإنسانية"
هذه اللفتة الإنسانية، خلفت تفاعلاً كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، واحتل اسم جوليان قائمة الأكثر تداولًا على منصة إكس، إذ كتب حسن طالب: أسانج مؤمن حقيقي بالكرامة الإنسانية ويعرف معنى القهر والظلم!".
من جهته، قال هارون خان: إن العرض الشجاع الذي قدمه جوليان أسانج في مهرجان كان، يرسخ إرثه كرجل يتسم بالنزاهة الثابتة والحب العميق للإنسانية. إن سعي أسانج من أجل السلام والعدالة يكسبه احترامًا أكبر باعتباره قمة الوضوح الأخلاقي في عالم غالبًا ما يكتنفه الصمت".
أما علي ماجد فقال: إنه "رجل نبيل ذو مبادئ ثابتة، يقف بجرأة مع المظلومين في فلسطين. إنه يتحدى الأنظمة التي تمكنهم من الاضطهاد، وخلافا لأيدي نتنياهو وترمب وبايدن الملطخة بالدماء، فإن سجله يتحدث عن الإنسانية".
من جهتها، علقت سارة قائلة: فتح قميصه أمام عدسات العالم، كاشفًا عن أسمائهم، كأنما يرد إليهم بعضا من إنسانيتهم التي سرقت، لم يكن احتجاجًا عابرًا، بل كان صرخة في وجه التواطؤ، ودرسًا للعالم: إن الحرية ليست شعارًا، بل موقف وإن الفن إذا لم يجابه الظلم، فهو زينة فارغة".