الخميس 28 مارس / مارس 2024

أوكرانيا الحاضر الأبرز في القمة الأميركية الروسية.. بايدن يلوح بعقوبات على موسكو

أوكرانيا الحاضر الأبرز في القمة الأميركية الروسية.. بايدن يلوح بعقوبات على موسكو

Changed

بدأت المحادثات بين بايدن وبوتين الساعة (15,07 ت غ) بحسب البيت الأبيض بتبادل مجاملات نقلها التلفزيون الروسي
بدأت المحادثات بين بايدن وبوتين الساعة (15,07 ت غ) بحسب البيت الأبيض بتبادل مجاملات نقلها التلفزيون الروسي (غيتي)
عقد الرئيسان الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين قمة افتراضية بالغة الحساسية تعتزم واشنطن عبرها تفادي تصعيد عسكري في أوكرانيا فيما تنوي موسكو فرض "خطوط حمر" إستراتيجية عبرها.

عقد الرئيسان الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، قمة افتراضية بالغة الحساسية تعتزم واشنطن من خلالها تفادي تصعيد عسكري في أوكرانيا فيما تنوي موسكو تحديد "خطوط حمر" إستراتيجية.

وانتهت القمة بعيد الساعة 17,00 واستمرت نحو ساعتين بحسب وكالات ريا نوفوستي وتاس وأنترفاكس.

وبدأت المحادثات بين بايدن وبوتين الساعة (15,07 ت غ) بحسب البيت الأبيض بتبادل مجاملات نقلها التلفزيون الروسي.

وأعرب بايدن عن "سروره" للقاء بوتين، مبديًا أمله في أن يكون لقاؤهما المقبل وجهًا لوجه.

وقال بوتين مبتسمًا "تحياتي السيد الرئيس"، وظهر في مقطع فيديو قصير بثه الكرملين جالسًا خلف طاولة طويلة أمام شاشة يظهر عليها نظيره الأميركي.

بايدن يلوح بعقوبات وبوتين يندد بسلوك "الأطلسي"

وبحسب البيت الأبيض، حذر بايدن نظيره بوتين بأن روسيا ستتعرض لـ"عقوبات شديدة اقتصادية وغيرها" في حال حصول تصعيد عسكري في أوكرانيا.

وذكر البيت الأبيض أن بايدن "أعرب عن مخاوف" الولايات المتحدة وحلفائها حيال حشد تعزيزات روسية على الحدود مع أوكرانيا، مشيرًا إلى أن الرئيسين بحثا أيضًا الأمن السيبراني و"عملهما المشترك حول مواضيع إقليمية مثل إيران".

والرئيس الروسي موجود حاليًا في مقره في سوتشي على البحر الأسود، فيما شارك بايدن في اللقاء من "غرفة العمليات" في البيت الأبيض، مع العلم أن واشنطن لم تبث أي مشاهد عن اللقاء.

في المقابل، ندد بوتين بتعزيز "القدرات العسكرية" للحلف الأطلسي على حدود بلاده في سياق دعم أوكرانيا، مطالبًا بـ"ضمانات" بعدم توسيع الحلف شرقًا.

وعلق بوتين على التهديدات الأميركية بفرض عقوبات على روسيا في حال شنها هجومًا عسكريًا على أوكرانيا، فقال إنه "ينبغي عدم إلقاء المسؤولية على عاتق روسيا" منددًا في المقابل بسلوك الحلف الأطلسي.

كما اتهم كييف باعتماد "سلوك مدمر" معتبرًا أنها تسعى لـ"تفكيك" اتفاقات مينسك المبرمة عام 2015 والتي يفترض أن تضع حدًا للنزاع بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، وفق آلية متعثرة منذ سنوات.

وقال الكرملين إن بايدن وبوتين "اتفقا على أن يطلبا من ممثليهما بدء مشاورات حول جوهر هذه المواضيع الحساسة".

بايدن يطل من قاعة "غرفة العمليات"

واختيار الرئيس الأميركي "غرفة العمليات" المحاطة بتدابير أمنية مشددة والمغلقة على الصحافيين، وهي القاعة التي تشرف منها الإدارة الأميركية على العمليات العسكرية الحساسة، يشير إلى درجة التوتر الشديد المحيط بالقمة في واشنطن.

وكان بايدن أبدى في يونيو/ حزيران رغبته في إقامة علاقة "مستقرة" و"يمكن توقع" مآلها مع روسيا، خلال قمة حضورية بين الرئيسين في جنيف، ويبدو أن هذا الهدف لا يزال قائمًا في الوقت الحاضر.

النتائج قد تظهر خلال أيام

مراسل "العربي" في موسكو يشير إلى أن نتائج لقاء اليوم بين الرئيسين الأميركي والروسي قد تظهر خلال الأيام المقبلة.

وقال: "إذا رأينا مزيدًا من التصعيد فعندها يمكن القول إن اللقاء لم يشهد أي خطوات إيجابية من أجل التوصل إلى حلول ترضي الطرفين".

وأشار إلى أن ما تريده موسكو من اللقاء هو ضمانات من الغرب أو العودة إلى الاتفاقات الأمنية التي تفككت بهدف إعادة الثقة التي تراجعت في السنوات الأخيرة بين روسيا والولايات المتحدة.

بدوره ينقل مراسل "العربي" في واشنطن عن مراقبين قولهم إن واشنطن وحلف الناتو ليسوا مهتمين بضم أوكرانيا إلى الحلف وهي النقطة التي تشكل تخوفًا لموسكو.

ويلفت إلى أن مواضيع الخلاف متشعبة ولا تتعلق فقط بأوكرانيا، بل تتمدد إلى الملف الإيراني وخصوصًا مع تعليق المفاوضات النووية، بحيث تعتقد واشنطن أن لدى موسكو وبكين أوراقًا للضغط على إيران من أجل العودة إلى اتفاق 2015 النووي.

أوكرانيا نقطة الخلاف

وتتهم واشنطن وكييف موسكو بحشد قوات ومدرعات على حدودها مع أوكرانيا تمهيدًا لشن هجوم على هذا البلد، في سيناريو يذكر بعام 2014.

وفي ذلك العام ضمت روسيا شبه جزيرة القرم واندلع نزاع مسلح بين القوات الأوكرانية وانفصاليين مدعومين من موسكو في شرق أوكرانيا أوقع أكثر من 13 ألف قتيل حتى الآن.

وفي المقابل، ينفي الكرملين أي نية في غزو أوكرانيا، وتأخذ موسكو على واشنطن تجاهل المخاوف الروسية حيال النشاط المتزايد لدول الحلف الأطلسي في البحر الأسود.

وكذلك رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الحلف ومساعي كييف لتسليح نفسها مستعينة بالغرب.

وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أمس الإثنين، أن "روسيا لم تعتزم مهاجمة أحد لافتًا إلى أن لدى بلاده خطوطًا حمراء.

الهجوم غير مستبعد

وينقسم الخبراء في ما بينهم، إذ يعتقد كثر أن بوتين يناور بنشر قوات على الحدود الأوكرانية، إلا أن قلة منهم يستبعدون بالمطلق احتمال وقوع هجوم.

وفي حال هاجمت روسيا أوكرانيا، فقد حذر مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض بأن الولايات المتحدة مستعدة "للاستجابة" لطلبات محتملة لزيادة وجودها العسكري في أوروبا الشرقية، ولزيادة دعمها الجيش الأوكراني.

ويتحتم على بايدن الذي سبق أن وصف بوتين بـ"القاتل"، إبداء حنكة في التعامل مع الأزمة الأوكرانية، بعدما أثار غضب الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة جراء الانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان.

وأعلن البيت الأبيض أن بايدن سيتصل بعد القمة بقادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، لمتابعة التنسيق الذي جرى بين القادة الإثنين.

وحرص الرئيس الأميركي على الاتصال الإثنين بالقادة الأوروبيين للتشديد على "تصميمهم" المشترك بالدفاع عن سيادة أوكرانيا.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة