الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

أوكرانيا و"اللعب" على حافة الخطر.. رحلة في ماضي بوتين وحاضره

أوكرانيا و"اللعب" على حافة الخطر.. رحلة في ماضي بوتين وحاضره

Changed

مراسل "العربي" صابر أيوب يرصد التفاصيل الميدانية للتوتر الروسي - الأوكراني من مدينة ماريوبول في ديسمبر الماضي (الصورة: غيتي)
يلعب بوتين، الذي "يمتلك إحساسًا منخفضًا بالخطر" بحسب تقييم المخابرات السوفيتية، على حافة الهاوية، مع احتمالات نشوب حرب هائلة.. تبدأ في أوكرانيا.

عندما كان فلاديمير بوتين مجندًا شابًا في المخابرات السوفياتية، لاحظ تقييمه الاستخباراتي وجود عيب في الشخصية: "يمتلك إحساسًا منخفضًا بالخطر"، مما يعني أنه كان عرضة لتحمّل مخاطر غير مبرّرة.

عام 1989، كانت حشود من المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في ألمانيا الشرقية تستعدّ لاقتحام مجمع المخابرات السوفياتية في دريسدن، مركز عمل بوتين. يومها خرج بوتين للتحدّث إلى الحشد متظاهرًا بأنه مترجم بسيط، بينما كانت القوات السوفياتية تنتظر الدعم.

اليوم، ومع حشده أكثر من 100 ألف جندي لغزو محتمل لأوكرانيا، ومطالبته بانسحاب القوات الأميركية من وسط أوروبا، وتهديده بنشر قوات عسكرية روسية في كوبا وفنزويلا، فاجأ بوتين، مرة جديدة، القادة الغربيين بسياسة "حافة الهاوية" هذه، بينما يحاولون معرفة إلى أي مدى سيكون بوتين مستعدًا بالفعل لإثارة حرب هائلة.

وحتى الآن، تركهم يخمّنون إلى أي مدى سيذهب: هل سيشنّ حربًا كبرى في أوكرانيا وبالتالي يهدد بانهيار محتمل للعلاقات مع الغرب. أم أنه سيكون راضيًا عن انتزاع بعض التنازلات من قائمة مطالبه الواسعة؟

الغموض جزء من إستراتيجية بوتين

يقول غليب بافلوفسكي، أستاذ العلوم السياسية الذي قدّم الاستشارات للكرملين بين عامي 1997 و2011، لصحيفة وول ستريت جورنال: "إن عدم اليقين والغموض جزء من إستراتيجية بوتين".

وبالنسبة للكثيرين في المؤسسة الروسية، فإن شهية بوتين للمخاطرة "طبيعية فقط بالنظر إلى شدة المظالم التاريخية لروسيا التي كان يؤججها طوال حياته المهنية لتبرير نظام عسكري واستبدادي على نحو متزايد".

أما النائب الروسي البارز كونستانتين زاتولين، وهو نائب رئيس لجنة العلاقات مع دول الاتحاد السوفياتي السابقة بمجلس الدوما فيقول للصحيفة: "عندما نشعر بالظلم، تبدأ الاعتبارات البراغماتية في التلاشي".

وتُجمع وسائل الإعلام الغربية، على أن بوتين، الذي لطالما وصف انهيار الاتحاد السوفياتي بأنه "أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين"، يحاول استعادة أمجاد بلاده المفقودة، وردّ الاعتبار لها بعد "الإهانات الغربية" التي أعقبت انهيار الاتحاد.

وتعتبر الصحيفة الأميركية أن تحرّكات بوتين في أوكرانيا تُهدّد بإشعال حرب برية واسعة النطاق، ستكون الأولى في القارة الأوروبية منذ أربعينيات القرن الماضي، مضيفة أنه "يسعى إلى إعادة كتابة الترتيبات الأمنية للقارة والتراجع، جزئيًا على الأقل، عن هزيمة روسيا في الحرب الباردة".

انهيار الاتحاد السوفياتي ووصول بوتين إلى الحكم

بدأ بوتين حياته السياسية مع الديمقراطيين الناشئين في روسيا، حيث عمل مع رئيس بلدية لينينغراد التقدمي، وعارض محاولة الانقلاب عام 1991 التي سعت إلى عزل الرئيس ميخائيل غورباتشوف، والحفاظ على الدولة السوفياتية.

لكنّ الاتحاد السوفييتي تفكّك، في 26 ديسمبر/ كانون الأول 1991. وفقدت موسكو 48.5% من سكان الاتحاد، بما في ذلك عشرات الملايين من الناطقين باللغة الروسية الذين تقطّعت بهم السبل خارج الحدود المقطوعة، و41% من ناتجها المحلي الإجمالي. كما خسرت روسيا مكانتها باعتبارها نظيرا للقوة الأميركية.

Mangomolo Video
انهيار الاتحاد السوفيتي .. وثائقي يرصد واحدة من أهم نقاط التحول في التاريخ الحديث، عندما انهارت وتفككت قوة دولية عظمى من قوى ما بعد الحرب العالمية الثانية.
ويروي الفيلم ما لحق بالانهيار من تغيير في النظام الشمولي وانفصال للجمهوريات السوفيتية وما رافقه من تغيير جذري عميق في بنية المجتمع والثقافة والاقتصاد، كما يعالج كيفية تصرف النخب الروسية مع التغيير والاهتمامات الفردية والمجتمعية للروس اليوم إلى جانب موقفهم من سياسة دولتهم الخارجية.
JSON Response

{"id":"28213197","img":"\/\/statrescdn.octivid.com\/analytics\/Recorder\/uploads\/112\/thumb_1642426689.jpg","title_ar":"\u0627\u0646\u0647\u064a\u0627\u0631 \u0627\u0644\u0627\u062a\u062d\u0627\u062f \u0627\u0644\u0633\u0648\u0641\u064a\u062a\u064a","description_ar":"\u0627\u0646\u0647\u064a\u0627\u0631 \u0627\u0644\u0627\u062a\u062d\u0627\u062f \u0627\u0644\u0633\u0648\u0641\u064a\u062a\u064a .. \u0648\u062b\u0627\u0626\u0642\u064a \u064a\u0631\u0635\u062f \u0648\u0627\u062d\u062f\u0629 \u0645\u0646 \u0623\u0647\u0645 \u0646\u0642\u0627\u0637 \u0627\u0644\u062a\u062d\u0648\u0644 \u0641\u064a \u0627\u0644\u062a\u0627\u0631\u064a\u062e \u0627\u0644\u062d\u062f\u064a\u062b\u060c \u0639\u0646\u062f\u0645\u0627 \u0627\u0646\u0647\u0627\u0631\u062a \u0648\u062a\u0641\u0643\u0643\u062a \u0642\u0648\u0629 \u062f\u0648\u0644\u064a\u0629 \u0639\u0638\u0645\u0649 \u0645\u0646 \u0642\u0648\u0649 \u0645\u0627 \u0628\u0639\u062f \u0627\u0644\u062d\u0631\u0628 \u0627\u0644\u0639\u0627\u0644\u0645\u064a\u0629 \u0627\u0644\u062b\u0627\u0646\u064a\u0629.\n\u0648\u064a\u0631\u0648\u064a \u0627\u0644\u0641\u064a\u0644\u0645 \u0645\u0627 \u0644\u062d\u0642 \u0628\u0627\u0644\u0627\u0646\u0647\u064a\u0627\u0631 \u0645\u0646 \u062a\u063a\u064a\u064a\u0631 \u0641\u064a \u0627\u0644\u0646\u0638\u0627\u0645 \u0627\u0644\u0634\u0645\u0648\u0644\u064a \u0648\u0627\u0646\u0641\u0635\u0627\u0644 \u0644\u0644\u062c\u0645\u0647\u0648\u0631\u064a\u0627\u062a \u0627\u0644\u0633\u0648\u0641\u064a\u062a\u064a\u0629 \u0648\u0645\u0627 \u0631\u0627\u0641\u0642\u0647 \u0645\u0646 \u062a\u063a\u064a\u064a\u0631 \u062c\u0630\u0631\u064a \u0639\u0645\u064a\u0642 \u0641\u064a \u0628\u0646\u064a\u0629 \u0627\u0644\u0645\u062c\u062a\u0645\u0639 \u0648\u0627\u0644\u062b\u0642\u0627\u0641\u0629 \u0648\u0627\u0644\u0627\u0642\u062a\u0635\u0627\u062f\u060c \u0643\u0645\u0627 \u064a\u0639\u0627\u0644\u062c \u0643\u064a\u0641\u064a\u0629 \u062a\u0635\u0631\u0641 \u0627\u0644\u0646\u062e\u0628 \u0627\u0644\u0631\u0648\u0633\u064a\u0629 \u0645\u0639 \u0627\u0644\u062a\u063a\u064a\u064a\u0631 \u0648\u0627\u0644\u0627\u0647\u062a\u0645\u0627\u0645\u0627\u062a \u0627\u0644\u0641\u0631\u062f\u064a\u0629 \u0648\u0627\u0644\u0645\u062c\u062a\u0645\u0639\u064a\u0629 \u0644\u0644\u0631\u0648\u0633 \u0627\u0644\u064a\u0648\u0645 \u0625\u0644\u0649 \u062c\u0627\u0646\u0628 \u0645\u0648\u0642\u0641\u0647\u0645 \u0645\u0646 \u0633\u064a\u0627\u0633\u0629 \u062f\u0648\u0644\u062a\u0647\u0645 \u0627\u0644\u062e\u0627\u0631\u062c\u064a\u0629.","category_id":"207389","external_url":"","recorder_date":"2022-01-17 13:01:03","duration":"3153","create_time":"2022-01-17 13:01:03","update_time":"2022-01-17 19:58:27","tags":"","full_episode":"yes","episode_id":"","source_id":"100118","program_clip_section":null,"special_coverage":null,"topic":null,"location":null,"package":null,"reporters":null,"embed":"\/\/player.octivid.com\/v1\/video?id=28213197\u0026user_id=112\u0026countries=Q0M=\u0026w=100%25\u0026h=100%25\u0026filter=DENY\u0026signature=abde039da8e76ddc9842a253734222d2","playback_url":"https:\/\/alarabyta.cdn.octivid.com\/vod\/_definst_\/smil:2022-01-17\/vidzZJe26AnIK.smil\/playlist.m3u8?stime=20240416123858\u0026etime=20240423164038\u0026token=012830bde4c4c3df55201"}

أنهكت الأزمة الاقتصادية والحرب الباردة، الاتحاد السوفياتي، وانهار النظام الشمولي، وانفصلت الجمهوريات.

وخشية أن يفكّك الحزب الشيوعي الصاعد إرثه، عيّن الرئيس الروسي آنذاك بوريس يلتسين بوتين رئيسًا للوزراء في أغسطس/ آب 1999، والذي كرّس حياته السياسية خدمة لقضية الاتحاد السوفياتي.

في 31 ديسمبر/ كانون الأول من ذلك العام، استقال يلتسين وتولّى بوتين الرئاسة. ومنذ ذلك الحين، يستمرّ بوتين بكونه أقوى رجل في روسيا، حيث تنقّل بين منصبي الرئاسة ورئاسة الوزراء.

بوتين يتحرك.. السيطرة على الشيشان

كانت إحدى تحرّكات بوتين الأولى استخدام مزيج من القوة العسكرية الساحقة والمفاوضات لاستعادة السيطرة على الشيشان التي يحكمها المتمردون، وهي الخطوة التي أدت إلى نهاية الحركات الانفصالية داخل روسيا.

توعّد بوتين الانفصالين الشيشانيين قائلًا: "سنضربهم في منازلهم". وشنّ حملة عسكرية أدت إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.

لكن في الوقت نفسه، أكد بوتين إمكانية بقاء روسيا متحالفة مع الغرب، "طالما تمّ التعامل معها باحترام". واقترح في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في مارس/ آذار 2000، انضمام روسيا إلى حلف شمال الأطلسي.

وقال: "لن أستبعد مثل هذا الاحتمال، لكن بشرط أن يتمّ أخذ وجهات نظر روسيا في الاعتبار على أنها آراء شريك على قدم المساواة".

توسّع الناتو وخيبة أمل بوتين

سخر العديد من القادة الغربيين من مطالب روسيا بأن يتمّ التعامل معها على قدم المساواة، على اعتبار أن اقتصاد البلاد يُقارب نصف حجم اقتصاد إسبانيا، ويعتمد بشكل كامل تقريبًا على صادرات الغاز والنفط، وكان جيشها ظلًا لما كان عليه في السابق.

عام 2004، شكّل انضمام بلغارايا واستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا لعضوية الناتو، "نقطة تحوّل" للرئيس الروسي، الذي اشتكى مرارًا وتكرارًا من أن هذا التوسّع ينتهك الوعود التي قطعها الغرب في نهاية الحرب الباردة.

وينفي المسؤولون الأميركيون تقديم مثل هذه الالتزامات.

وأوضح يفجيني مينتشينكو، رئيس وكالة "مينشينكو" للدراسات، ومقرّها موسكو: "كانت خيبة أمل بوتين الرئيسية، هي أن روسيا عوملت بطريقة غير شريفة".

ثورتا "البرتقال" و"الورد" والتمهيد للرد الروسي

في العام نفسه أدت الانتفاضات الشعبية في أوكرانيا وجورجيا، المعروفة بثورتي "البرتقال" و"الورد" إلى وصول رؤساء متحالفين مع الغرب علنًا إلى السلطة، مما ألهم ثورة مماثلة في قيرغيزستان عام 2005، وهدّدت نفوذ روسيا المتبقّي على جيرانها الآخرين.

وأشار خطاب بوتين، في مؤتمر دولي في ميونيخ في فبراير/ شباط 2007، إلى تصميم روسيا على البدء بالردّ على الخطوات الغربية.

وشكا بوتين من أن الولايات المتحدة "تجاوزت حدودها الوطنية بكل الطرق"، وكان توسّع الناتو "استفزازًا خطيرًا يقلّل ثقة الجميع"، مضيفًا أن خطة روسيا الحالية "هي التفكير بضمان أمننا".

يومها، لم تنتبه الولايات المتحدة لتحذيراته.

غزو جورجيا وإعادة ضبط العلاقات مع الغرب

وفي العام التالي، وعدت قمة "الناتو" في بوخارست بأن تصبح جورجيا وأوكرانيا "أعضاء في الناتو"، على الرغم من أنها لم تخض محادثات عضوية فعلية. ووضع هذا البلدين معا في موقف محفوف بالمخاطر- حيث تنظر موسكو إليهما على أنهما عدوين إستراتيجيَين- ولم يحظيا بحماية الحلفاء الغربيين.

بعد خمسة أشهر، غزت القوات الروسية جورجيا بعد أن اتهمت زعيم الدولة القوقازية المدعومة من الولايات المتحدة بالعدوان على أوسيتيا الجنوبية، وهي منطقة انفصالية موالية للكرملين.

وانتهت الحرب باحتلال القوات الروسية لأجزاء من أوسيتيا الجنوبية لم تكن تحتلها من قبل، وإظهار عجز مؤيدي جورجيا الغربيين. ولم يواجه بوتين أي عواقب لانتهاكه شروط وقف إطلاق النار الذي تفاوض عليه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

بعد فترة وجيزة، وضع الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما قضية جورجيا جانبًا، وبدأ "إعادة ضبط فاشلة" للعلاقات مع موسكو. وبالتالي، لم تتقدّم جورجيا ولا أوكرانيا كثيرًا نحو عضوية الناتو منذ ذلك الحين.

إصلاح الجيش الروسي وغزوة دونباس

ونظرًا لما اعتبره بوتين نجاحًا استراتيجيًا في جورجيا، على الرغم من قلقه من المشاكل المتعلقة بالمعدات واللوجستيات التي واجهها الجيش الروسي خلال الغزو، أصبح الرئيس الروسي مصممًا على إعادة تأكيد هيمنة موسكو على المسرح العالمي.

أمر بوتين بإصلاحات حوّلت الجيش الروسي، القائم على التجنيد، إلى قوة أكثر احترافية، واستثمر في تعزيز الصناعات العسكرية الروسية، بما في ذلك تطوير أسلحة مثل الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت. كما بدأ في البحث عن طرق لاستعادة النفوذ في الدول التي كانت حليفة للاتحاد السوفياتي السابق.

عام 2014، عندما غزت موسكو منطقة دونباس شرق أوكرانيا، نفى بوتين تورّطه المباشر، مجادلًا بأن القوات المدعومة من روسيا كانت من "عمال مناجم الفحم وسائقي الجرارات سابقًا".

يومها، برّر بوتين تعزيز قوات بلاده على حدود الجارة الشرقية بأنه "حقّ سيادي" استعدادًا لأي استفزاز عسكري لروسيا والتأهب لأسوأ الاحتمالات، لكنه كان يؤكد في الوقت نفسه أن موسكو "لا تريد أي صدام مع الغرب".

على حدود المواجهة

في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، جالت كاميرا "العربي" في مدينة ماريوبول الأوكرانية القريبة من خط المواجهة بما كان يكفي ليُسمع هدير الحرب. 

على تخوم هذه المدينة، لم تكن الاشتباكات تهدأ على طول خطوط التماس بين الانفصاليين والجيش الأوكراني الذي راح يدفع باستمرار بتعزيزات عسكرية إلى حوض دونباس.

أما في المدينة التي كان يخشى سكانها من عودة أصوات الحرب والمعارك إلى شوارعها كان الموالون لروسيا يخفون تأييدهم لـ"مناورات" الرئيس الحاكم في موسكو.

بدورهم، لا يجاهر القوميون الأوكرانيون أيضًا بدعمهم للجيش الوطني خشية أن يعود الانفصاليون الموالون لروسيا مجددًا إلى المدينة لتعقبهم، كما حصل سابقا، قبل أن يستعيد الجيش الأوكراني المدينة بعد اتفاقية مينسك.

لكن اليوم، على خلاف التلطي خلف الانفصاليين أو العمال، تتجمّع القوات العسكرية النظامية الروسية علانية على طول حدود أوكرانيا، حيث تتحدث تقارير إعلامية عن نشر نحو 100 ألف جندي روسي على الحدود، كما نقلت "الغارديان" مطلع يناير الجاري.

نافذة لـ"العربي" من مدينة ماريوبول تطل على خط المواجهة والتوتر الذي ساد على الحدود بين روسيا وأوكرانيا في ديسمبر الماضي (الصورة: غيتي)

بوتين.. الإستراتيجي الممتاز

تمثّل كييف بالنسبة لموسكو، أكبر خسارة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، حيث كانت أوكرانيا ثاني أكبر جمهورية سوفياتية سابقة من حيث عدد السكان وأكثرها تقدمًا صناعيًا.

وفي التسعينيات، قال زبيغنيو بريجنسكي ، مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس جيمي كارتر: "بدون أوكرانيا، لم تعد روسيا إمبراطورية، ولكن مع إخضاع أوكرانيا، تصبح روسيا إمبراطورية تلقائيًا".

وترى "وول ستريت جورنال" أنه، وفقًا للتصريحات الروسية، فإن الهدف من وراء الحشود العسكرية الكبيرة قد يكون تغيير النظام في كييف، بدلًا من ضمّ المزيد من الأراضي الأوكرانية.

ويقول الجنرال المتقاعد بن هودجز، الذي قاد الجيش الأميركي في أوروبا من 2014 إلى 2017: "يعمل رئيس الاتحاد الروسي بمستوى أعلى لتحمّل المخاطر. لأننا نحن الغرب لم نوقفه من قبل أو نجبره على التراجع".

بدوره، يقول مدير مركز التحليل السياسي والبحوث الاجتماعية في موسكو بافل دانلين إنه "بالنظر إلى الأوراق التي كانت بين يديه في البداية، وبالنظر إلى الموقع الذي يحتلّه الاتحاد الروسي الآن على الساحة الدولية، يمكننا القول بشكل لا لبس فيه أن فلاديمير بوتين إستراتيجي ممتاز".

وأضاف: "أقترح أن نتذكّر أي روسيا كان يتعامل معها العالم في 1999، وأي روسيا يتعامل معها العالم الآن".

العربي أخبار

بث مباشر على مدار الساعة

شاهد الآن

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close