السبت 20 أبريل / أبريل 2024

أوكرانيا وقلق روسيا المزمن.. هل تمنع الحرب تجاوز الخطوط الحمراء؟

أوكرانيا وقلق روسيا المزمن.. هل تمنع الحرب تجاوز الخطوط الحمراء؟

Changed

نافذة خاصة ضمن برنامج "قضايا" حول أبعاد الخلاف الروسي الأميركي ومن يحمل أوراق الحسم في معركة كسر العظام بين موسكو وواشنطن ومن خلفها الناتو (الصورة: غيتي)
تواصل روسيا حشد جنودها موحية بالاستعداد لغزو أوكرانيا، لكن طبول الحرب التي ارتفع صوتها قد تكون تكتيكًا للتفاوض في ملفات إستراتيجية أخرى.

تلقّت روسيا أكبر خسائرها باستقلال أوكرانيا عقب انهيار الاتحاد السوفياتي، ويزداد الشرخ بين الجارتين مع التقارب المتزايد لكييف مع الغرب.

يعبّر عن ذلك بوضوح قلق جيوبوليتيكي يهدّد الطموحات الروسية بلعب دور أوراسي ولملمة تركة الاتحاد الزائل، وخطر على المصالح الجيوستراتيجية. 

فقد وضعت موسكو خطوطًا حمراء أمام انضمام أوكرانيا وبقية الدول السوفياتية السابقة إلى حلف شمال الأطلسي، وهو ما يرفضه الحلف.

وبمواجهة احتشاد الجنود الروس عند حدودها، زادت السلطات في أوكرانيا معدل التنسيق والتعاون الأمني المباشر مع الناتو، في ظل الحديث عن وجود خبرائه العسكريين هناك لتقييم الوضع على الأرض.

"سيادة غير ممكنة"

تخشى روسيا أن تخرج الجارة التي توصف بـ"البوابة الشرقية للقارة الأوروبية" من فلكها. في مقالة حول الوحدة التاريخية بين الروس والأوكرانيين، نُشر في يوليو/ تموز الماضي على موقع الكرملين الإلكتروني، أكد الرئيس فلاديمير بوتين أن الروس والأوكرانيين "شعب واحد"، مشددًا على أن السيادة الحقيقية لأوكرانيا غير ممكنة إلا في شراكة مع روسيا.

غير أن واقع الحال بين البلدين لا يعبّر عن هذا الانسجام الذي يتطلع إليه بوتين، فروسيا وريثة ترسانة الاتحاد السوفياتي وأحد أكثر البلدان إنفاقًا في المجال العسكري دفعت بأكثر من مئة ألف جندي روسي نحو الجانب الشرقي من حدودها مع أوكرانيا، بحسب تقارير استخبارية غربية.

وانطلاقًا من منطقة دونباس المتنازع عليها، مرورًا بدونيتسك الشرقيةـ وصولًا إلى شبه جزيرة القرم التي يسيطر عليها جناح انفصالي موالٍ لموسكو، يبدو أن طبول الحرب تقرع.

الجيش الأوكراني هو الآخر في حالة استنفار. وتشير التقارير إلى نشر كييف آلاف الجنود الأوكرانيين في منطقة دونباس وبقية المدن المتاخمة للحدود.

وكان التوتر قد تصاعد عام 2013 بسبب مفاوضات أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاق سياسي تجاري، ثم تكثّف عقب احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، وما تبعه من دعم روسي للانفصاليين في شرق البلاد.

واليوم تثار التساؤلات عمّا إذا كانت ساعة الحرب قد دقّت، أم ستبقى للمفاوضات كلمتها في ربع الساعة الأخير.

أوكرانيا حجر الزاوية

لِمَ تولي روسيا كل هذا الاهتمام لأوكرانيا، الجارة التي تشترك معها في الحدود، وبعلاقات اجتماعية وثقافية مع عدد من سكانها؟ 

يشير مقال منشور على موقع مجلس العلاقات الخارجية الأميركي إلى أن أوكرانيا كانت حجر الزاوية في الاتحاد السوفييتي.

ويشرح أنها كانت بعد روسيا فقط ثاني أكثر الجمهوريات السوفييتية الخمس عشرة قوة من حيث عدد السكان، لافتًا إلى أنها كانت موطنًا لكثير من الإنتاج الزراعي والصناعات الدفاعية والعسكرية للاتحاد، بما في ذلك أسطول البحر الأسود وبعض الترسانة النووية.

ويلفت إلى أن روسيا من خلال الاستيلاء على شبه جزيرة القرم عزّزت سيطرتها على موطئ قدم مهم على البحر الأسود. ومع وجود عسكري أكبر وأكثر تعقيدًا هناك، يمكنها إبراز قوتها بشكل أعمق في البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث كان لها نفوذ محدود تقليديًا.

ويتوقف عند تفسيرين لدى الباحثين الغربيين لدوافع التحركات الروسية ضد أوكرانيا، التي اعتمدت موسكو على خط الأنابيب الخاص بها لضخ الغاز إلى العملاء في وسط وشرق أوروبا لعقود من الزمن. 

فيشير إلى أن البعض يعزوه إلى توسع الناتو بعد الحرب الباردة، مذكرًا بتحذير بوتين الدبلوماسيين الأميركيين عام 2008 من أن خطوات ضم أوكرانيا إلى الحلف "ستكون عملًا عدائيًا تجاه روسيا"، فيما يراه آخرون في عوامل داخلية تقابل خوف بوتين من فقدان السلطة.

ويشرح أن التدخل الروسي في أوكرانيا كان قد أثبت أنه يحظى بشعبية كبيرة في الداخل، وزاد من معدلات قبول بوتين.

تكتيك للتفاوض

وإزاء تراكم الأحداث منذ أعوام وتزايد التوتر في الأسابيع الماضية، يذهب الغرب إلى التحذير من نية روسيا اجتياح أوكرانيا، الأمر الذي تنفيه موسكو.

ولا يقف الحديث عن النوايا عند هذا الحد، إذ تشير بعض المعلومات إلى أن قائمة مطالب روسية كانت قد وُضعت على طاولة الرئيس الأميركي جو بايدن في شكل ورقة ضمانات أمنية يتجاوز حيّزها الجغرافي أوكرانيا، ليصل إلى جمهوريات آسيا الوسطى مرورًا بالقوقاز.

وقيل في هذا السياق إن حشد الجنود على الحدود، الذي ترافق مع تقديم حزمة الشروط التي تحمل طابعًا أمنيًا، بدا تكتيكًا للتفاوض في ملفات إستراتيجية أخرى من موقع قوة، وتعزيز النفوذ الروسي وتأمين مصالح موسكو حول العالم.

العربي أخبار

بث مباشر على مدار الساعة

شاهد الآن

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة