الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

أيام فلسطين السينمائية.. كيف تحولت الأفلام إلى سلاح في معركة الرواية؟

أيام فلسطين السينمائية.. كيف تحولت الأفلام إلى سلاح في معركة الرواية؟

Changed

نافذة ضمن "صباح جديد" تواكب فعاليات مهرجان أيام فلسطين السينمائية (الصورة: فيسبوك)
رغم كل الظروف التي تحيط بهم يصر الفلسطينيون عل المضي قدمًا في فعالياتهم الثقافية وأبرزها أيام فسلطين السينمائية وهو مهرجان توزعت فعالياته على سبع مدن مختلفة.

انطلقت مع بداية الشهر الجاري الدورة التاسعة من "مهرجان أيام فلسطين السينمائية الدولي"، والذي يستمر لسبعة أيام بمشاركة نخبة من الأفلام المحلية والعربية والعالمية، التي تُعرض لأول مرة في فلسطين.

ويشارك في المهرجان أكثر من 55 فيلمًا سينمائيا ووثائقيًا من فلسطين ودول عربية وأجنبية، إلى جانب مجموعة أخرى من الأعمال التي تهدف لبناء ثقافة سينمائية. 

وقال المخرج وكاتب السيناريو الفلسطيني، إسماعيل الهباش لمراسل "العربي" في رام الله إن المهرجان السنوي يدعم إنتاج أفلام جديدة لمخرجين فلسطينيين جدد، ويمنحهم جوائز تشجيعية. 

مدن وفعاليات عدة

وعلى مدار أيام عرض المهرجان أفلامًا مختلفة المحتوى، ترتبط بعالم السينما وثقافتها، كما أن النسخة الحالية لم تقتصر على عرض الأفلام بل اتسعت إلى جلسات حوارية، ومنحت الجوائز لعدد من الأفلام المشاركة. 

وتوضح المديرة التنفيذية لمؤسسة "فيلم لاب فلسطين"، علا سلامة، في حديث إلى "العربي"، أن المهرجان هذا العام تزامن مع ذكرى مرور 40 عامًا على خروج "منظمة التحرير الفلسطينية" من بيروت خلال الاجتياح الإسرائيلي عام 1982.

وتشير إلى أنه تم تناول هذه الفترة في برنامج مواز للمهرجان تحت عنوان "حديث لذاكرة بصرية"، تخللها إطلاق كتيب فني إلى جانب أفلام تحاكي هذه المرحلة. 

وتوزعت عروض الأفلام على 7 مدن في 17 موقعًا بين القدس العاصمة، وكل من رام الله وبيت لحم، وجنين، وغزة، ورفح، وحيفا.

"بيروت 1982"

من جهته، يلفت منسق البرنامج الموازي للمهرجان، عبد الرحمن شبانة، إلى أن المهرجان يأتي وسط صعوبات كبيرة في إقامة أي نشاط فني أو ثقافي فلسطيني، على عدة مستويات، ولذلك كان الإصرار على المضي به كجزء من المقاومة والنضال اليومي للفلسطينيين. 

ويذكر شبانة في حديث إلى "العربي"، أن المهرجان يشكل نوعًا من التواصل بين الفلسطنيين في ظل الانقسام والشتات بسبب الظروف المحيطة بهم. 

وحول اختيار الأفلام، يوضح شبانة أن فريق اختيار الأفلام عمل على ترجيح الأفلام التي تنتصر للسينما بقيمتها الفنية، أما بخصوص البرنامج الموازي للمهرجان فقد ارتأى المنظمون في ذكرى 40 عامًا على خروج المقاتلين الفلسطينيين من بيروت، التصميم على المضي به كون تلك المرحلة تعد بمثابة مرحلة "انقلاب وتغير" في العمل النضالي الفلسطيني. 

ويعتبر شبانة أن مرحلة عام 1982 لم تنعكس على السياسة والمستقبل والخيارات أمام الشعب الفلسطيني وحسب، بل شملت الآداب والفنون والسينما، وهذا ما حاول المنظمون إظهاره في البرنامج الموازي كون آثار تلك المرحلة لا تزال ممتدة حتى اليوم، من خلال برنامج من الندوات. 

"حرب رواية"

ويؤكد شبانة أن حرب الفلسطينيين هي "حرب رواية" لذلك كان إطلاق كتاب لوليد شميت ضمن البرنامج الموازي، وهو كتاب كُتب منذ 50 عامًا أسس فيه الكاتب من خلال مجموعة كبيرة من المقالات المهمة، لسينما بهوية واضحة، تحررية وثورية. 

وكان مؤسس ومدير المهرجان حنا عطا الله، قد اعتبر في كلمته الافتتاحية للمهرجان أن هذه الذكرى تُعدّ منعطفًا في التاريخ السياسي، والتعبير الفني الفلسطيني، حيث "يمكننا الاستدلال على تحوّلٍ في شكل التعبير السردي والبصري ومحتواه". يمنح البرنامج مساحةً لأسئلة تتعلّق بثقافة الذاكرة البصرية، و"ماذا نعني بها، وكيف تؤثّر علينا".

يذكر أن المهرجان الذي تنظمه مؤسسة "فيلم لاب فلسطين"، بالشراكة مع بلدية رام الله، افتتح بفيلم "حمى البحر المتوسط" للمخرجة مها الحاج، بعد فوزه بجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة "نظرة ما" ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي 2022، وجائزة أفضل فيلم (Firebird) في مهرجان "هونغ كونغ السينمائي". كما اختير الفيلم لتمثيل فلسطين رسميًا في مسابقة جوائز "الأوسكار" 2023.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close