عمل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة على تغيير الواقع التعليمي فيه بشكل واسع.
وفي وقت يتجهز أطفال العالم لاستقبال العام الدراسي الجديد وتحضير قرطاسيتهم وملابسهم الجديدة، تبقى عيون أطفال غزة موجهة إلى السماء خوفًا من سقوط صاروخ على رؤوسهم.
فأكثر من 625 ألف طفل فلسطيني في غزة محرومون من التعليم منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع، بحسب إحصاءات الأونروا، ونحو 39 ألف طالب حرموا من تقديم امتحانات الثانوية العامة، وأكثر من 10 آلاف طالب قتلهم القصف الإسرائيلي.
وغيّبت الحرب أطفال غزة قصرًا عن مقاعد الدراسة بعد أن حوّلت المدارس إلى مراكز إيواء تضم مئات آلاف النازحين، الذين لا مكان لهم سوى الصفوف الدراسية.
كما دُمرت في القطاع نحو 121 مدرسة وجامعة بشكل كلي وما يقرب من 333 مبنى تعليمي بشكل جزئي، وفق إحصاءات حكومية فلسطينية.
إبادة المعرفة الفلسطينية
وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أنها بدأت في أول أغسطس/ آب الجاري عودة تدريجية لأنشطة التعليم غير الرسمية في مناطق من جنوب ووسط قطاع غزة.
وعلى الرغم من هذه الخطوة، فقد مرّ أطفال غزة بواقع مؤلم، فمنهم المصاب الذي بات يعيش بإعاقة دائمة، ومنهم من أُصيب بحروق، ومنهم من فقد أحد أفراد أسرته أو تيّتم.
وتركت هذه الظروف العصيبة التي مر بها الأطفال آثارًا سلبية على تحصيلهم التعليمي وصحتهم العقلية والنفسية. وعليه، لا يزال طريق التعافي طويلًا.
هكذا، سيكون تعويض الفقد التعليمي لأطفال القطاع مليئًا بالتحديات، خصوصًا مع غياب وقف لإطلاق النار وعدم التدخل الدولي لضمان حق أطفال غزة في التعلم، وعدم السماح بإبادة المعرفة والثقافة الفلسطينية.