الخميس 28 مارس / مارس 2024

"إبادة جماعية".. سكان البرازيل الأصليون يطلبون إلغاء قانون يقلص أراضيهم

"إبادة جماعية".. سكان البرازيل الأصليون يطلبون إلغاء قانون يقلص أراضيهم

Changed

فقرة سابقة حول مخاطر إزالة الأشجار من غابات الأمازون (الصورة: غيتي)
أقر النواب في البرازيل مشروع قانون يقلّص مساحة أراضي السكان الأصليين، وهو ما اعتبروه أنه يفتح الطريق لـ "إبادة جماعية" بحقهم.

اعتبر قادة السكان الأصليين في البرازيل، مشروع قانون أقره النواب ويقلّص مساحة أراضيهم، يفتح الطريق أمام "إبادة جماعية" بحقهم، مطالبين الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بتعطيله.

ويشكّل مشروع القانون الذي أقره النواب البرازيليون الثلاثاء، نكسة للرئيس لولا الذي يسعى لحماية الأمازون وسكانها.

ويقضي النص الذي أقر بغالبية 283 صوتًا في مقابل 155 في المجلس الذي يسيطر عليه الحزب الليبرالي اليميني المعارض، بأنه لا يحق للسكان الأصليين العيش سوى في الأراضي التي كانوا يقيمون عليها لدى صدور دستور 1988.

وفي تصريح لوكالة "فرانس برس" في باريس، قال راوني ميتوكتيري (90 عامًا) أحد قادة السكان الأصليين في البرازيل إن "هذا القانون يهدد حقوقنا. نحن الشعوب الأصلية في البرازيل، كلنا، نرفضه".

من جهتها، رأت واتاتاكالو ياوالابيتي زعيمة حركة نساء الشعوب الأصلية في قبائل زينغو أن "هذه إبادة جماعية وافق عليها مجلس النواب. إنها تحرمنا من حقنا في الحياة وتقضي على مستقبل أطفالنا والشعوب الأصلية وغاباتنا".

ويفترض أن يعرض النص على مجلس الشيوخ. ويرفض السكان الأصليون أطروحة ما يعرف باسم "الإطار الزمني"، مؤكدين أن عدم تواجدهم في بعض الأراضي عام 1988 سببه أنهم طردوا منها على مر القرون، ولا سيما خلال الدكتاتورية العسكرية (1964-1985).

وتضم البرازيل 764 منطقة للشعوب الأصلية، لكن ثلثها ما زال بدون ترسيم بحسب الأرقام الصادرة عن المؤسسة الوطنية للشعوب الأصلية.

وفي أبريل/ نيسان الماضي، اعترفت حكومة لولا التي تعهدت بجعل الحفاظ على البيئة أولوية بعد أربع سنوات تميزت بارتفاع حاد في إزالة الغابات في عهد جايير بولسونارو، بست مناطق جديدة للمرة الأولى منذ خمس سنوات.

وبينما يسعى العالم إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، يشكل ترسيم حدود أراضي السكان الأصليين عقبة رئيسية أمام انحسار أكبر للغابات في منطقة الأمازون، التي تعد أكبر غابة مطيرة في العالم.

ورغم تراجع عمليات إزالة الغابات في الجانب البرازيلي من غابة الأمازون بين أغسطس/ آب 2021 ويوليو/ تموز 2022، إلا أن معدل الأشجار المقطوعة في حوض نهر الأمازون وصل إلى أعلى مستوياته. وكانت وزارة البيئة البرازيلية قد أشارت إلى أنها ستطبق إجراءات حازمة لمقاومة جرائم البيئة.

ويفترض أن تصدر المحكمة العليا البرازيلية في السابع من يونيو/ حزيران حكمها بشأن "الإطار الزمني"، في ما وصف بأنه "حكم القرن" بالنسبة للشعوب الأصلية وأراضيها.

"إنقاذ الغابة"

وقال أحد قادة الشعوب الأصلية تابي باوالاباتي، الذي يقوم بجولة في أوروبا حاليًا مع الزعيم راوني وواتاتاكالو ياوالابيتي لتوعية الرأي العام وجمع تبرعات للأمازون: "أدعو الجميع إلى الوقوف صفًا واحدًا من أجل إنقاذ الغابة... نحن نحمي الغابة من أجل العالم بأسره".

والهدف من مشروع القانون الذي تدعمه خصوصًا شركات الصناعات الغذائية هو "السماح بإزالة مزيد من الغابات وببناء سكك حديد ومزارع أكبر لفول الصويا وإنتاج كميات أكبر من اللحوم"، بحسب واتاتاكالو ياوالابيتي التي قالت بغضب إن "كل ما يحدث يتم باسم أناس من الخارج" لتأمين منتجات تُرسل إلى أوروبا والصين.

ودعت إلى مقاطعة هذه المنتجات إذا لم يتغير الوضع، وسألت: "ما فائدة الحديث عن تغير المناخ إذا كنا نشتري منتجات تقتل الشعوب الأصلية وتدمر الغابة الاستوائية؟".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close