تم إجلاء 2700 شخص من المناطق التي غمرتها المياه عقب تدمير سد نوفا كاخوفكا في جنوب أوكرانيا، على ما أكدت الأربعاء السلطات الأوكرانية وموسكو.
وقال المتحدث باسم خدمة الطوارئ أولكسندر خورونجي للتلفزيون الأوكراني: "تم إجلاء أكثر من 1450 شخصًا".
بدورها، نقلت وكالات الأنباء الروسية عن السلطات التي عينتها موسكو قولها: إنها أجلت "1274 شخصًا" حتى الآن.
وتدمر سد نوفا كاخوفكا الذي تسيطر عليه موسكو على نهر دنيبرو أمس الثلاثاء جزئيًا، مما أدى إلى إغراق مساحات شاسعة من الخطوط الأمامية في منطقة خيرسون، وإجبار القرويين على الفرار، فيما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات في المسؤولية عن انهيار السد.
وغداة تدمير سد نوفا كاخوفكا، اعتبر رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال الأربعاء أن روسيا تسببت "بإحدى أسوأ الكوارث البيئية في العقود الأخيرة".
أزمة في مياه الشرب
وفي خطاب ألقاه عن بعد أثناء فعالية نظمتها منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، قال المسؤول الأوكراني: "إن "أكبر خطر جراء هذا العمل الإرهابي هو الدمار البيئي الذي يلحقه بجنوب أوكرانيا".
وأضاف شميغال: "ستجد العشرات من البلدات والقرى نفسها تواجه مشاكل في مياه الشرب والوصول إلى إمدادات مياه الري التي ستتوقف، ما يؤدي إلى جفاف وتردّي المحاصيل".
واعتبر أن "هذا يهدد الأمن الغذائي العالمي"، واصفًا الفعل الذي تنسب كييف مسؤوليته إلى روسيا بأنه "جريمة ضد الإنسانية" و"إبادة بيئية".
وأكد رئيس الوزراء الأوكراني أن تدمير سد نوفا كاخوفكا يعني أيضًا أن "ما لا يقل عن 150 طنًا من الزيت الآلي قد تسربت إلى النهر، مع خطر تسرب 300 طن أخرى"، ما يمثل "تهديدًا للحيوان والنبات".
وأوكرانيا هي أحد مصدّري الحبوب الرئيسيين في العالم، وأتاحت اتفاقية دولية أبرمت بعد بدء الهجوم الروسي تصدير جزء من المحاصيل الأوكرانية عبر البحر الأسود.
بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأربعاء إن تدمير سد كاخوفكا الواقع في جنوب أوكرانيا حرم مئات الآلاف من وسيلة عادية للحصول على مياه الشرب.
وكتب زيلينسكي على تطبيق تلغرام: "لا شك أن تدمير واحد من أكبر خزانات المياه في أوكرانيا كان متعمدًا... تُرك مئات الآلاف من دون وسيلة عادية للحصول على مياه الشرب".
الصين تعرب عن "قلقها الشديد"
وفي ردود الفعل، أعربت الصين عن "قلقها الشديد" بعد التدمير الجزئي لسد نوفا كاخوفكا.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين: "نعرب عن قلقنا البالغ إزاء الأضرار التي لحقت بسد محطة كاخوفكا لتوليد الطاقة الكهرومائية".
وأضاف "نشعر بقلق شديد من الآثار البشرية والاقتصادية والبيئية المترتبة على ذلك، وندعو جميع أطراف النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي، وبذل كل ما في وسعهم لحماية المدنيين والمنشآت المدنية".
مشاهد توثق ارتفاع منسوب المياه في القرى المحيطة بسد #نوفا_كاخوفكا في #خيرسون عقب تفجيره واجتياح الفيضانات المنطقة#روسيا #أوكرانيا pic.twitter.com/teFNeMdQm7
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 6, 2023
من جانبه، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن تدمير السد "أحد التداعيات الأخرى المدمرة للغزو الروسي لأوكرانيا" الذي بدأ في أواخر فبراير/ شباط 2022.
ميدفيديف: أوكرانيا بدأت هجومها المضاد
وأضاف: "الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية الأساسية يجب أن تتوقف".
وخلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي الثلاثاء، تحدث نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث عن كارثة "لا يمكن تقييم حجمها بالكامل إلا في الأيام المقبلة" لكن تداعياتها ستكون "خطيرة وبعيدة المدى" على جانبي خط المواجهة.
وعلى جانب آخر، قال دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي اليوم الأربعاء إنه من الواضح أن أوكرانيا بدأت هجومها المضاد المتوقع منذ فترة طويلة، وإن على موسكو أن ترد بشن هجوم بعد صد قوات كييف.
وذكر ميدفيديف، الذي كان يشغل منصب الرئيس الروسي، في بيان على تلغرام: "يتحدث العدو منذ فترة عن شن هجوم مضاد كبير. ويبدو أنه بدأ بالفعل شيئًا ما... علينا أن نوقف العدو، ثم نطلق هجومًا".