الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

"إحباط" أوروبي و"تحفظ" فرنسي.. التشاؤم يحيط بمفاوضات النووي الإيراني

"إحباط" أوروبي و"تحفظ" فرنسي.. التشاؤم يحيط بمفاوضات النووي الإيراني

Changed

المفاوضات تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى (غيتي)
المفاوضات تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى (غيتي)
أبدى دبلوماسيون أوروبيون "قلقهم وخيبة أملهم" من الجولة السابعة للمفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، فيما وصفتها طهران بأنها "عملية تفاوض جيدة".

أعرب دبلوماسيون أوروبيون اليوم الجمعة عن "إحباطهم وقلقهم" بعد أيام قليلة من استئناف المفاوضات في فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني، مشيرين في الخصوص إلى "تراجع إيراني عن كل التسويات" السابقة.

وجاء ذلك فيما تنتهي اليوم الجمعة جولة التفاوض غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 باجتماع رسمي للأطراف المتبقية في الاتفاق.

"تراجع" إيراني

ونقلت وكالة فرانس برس عن دبلوماسيين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا قولهم: إنّ "طهران تتراجع عن كل التسويات التي تم التوصل إليها بصعوبة" خلال الجولات السابقة من المفاوضات بين أبريل/ نيسان ويونيو/ حزيران.

وأكد الدبلوماسيون أن المحادثات ستستأنف "الأسبوع المقبل لمعرفة ما إذا كانت هذه الخلافات يمكن التغلب عليها أم لا"، مبينين أنه "ليس من الواضح كيف سيكون ممكنًا سد هذه الفجوة في إطار زمني واقعي على أساس المشروع الإيراني".

ورغم هذه التصريحات المتشائمة، قال الدبلوماسيون الأوروبيون: إنهم "منخرطون بشكل كامل في البحث عن حل دبلوماسي" مشددين على أن "الوقت ينفد"، بحسب وكالة فرانس برس.

مقترحان إيرانيان

في غضون ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية ووسائل إعلام إيرانية رسمية أنّ جولة المفاوضات ستستأنف "على الأرجح" الإثنين، إضافة إلى استمرار بقاء الخبراء في فيينا لمواصلة عملهم.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أنه "بعد تسليم نص الاقتراح الإيراني إلى مجموعة بي 4+1 (الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) والاتحاد الأوروبي، سيعقد اجتماع للجنة المشتركة للاتفاق النووي الجمعة".

وأضافت أنّ "هذا الاجتماع طلب من الجانب الأوروبي قبل أن يعود ممثلوه إلى عواصمهم لمراجعة النص الذي اقترحته إيران".

وقدم كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري يوم الخميس اقتراحين لمحاولة إنقاذ الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وقال باقري: إنّ الاقتراح الإيراني الأول "يلخص وجهات نظر الجمهورية الإسلامية بشأن رفع العقوبات، والثاني يتعلق بأنشطة إيران النووية".

وأضاف: "الآن يتعين على الجانب الآخر فحص هذه الوثائق والاستعداد للتفاوض مع إيران على أساس النصوص المقدمة".

"حذر شديد" حول الجولة الحالية

بدوره، أفاد مراسل "العربي" في فيينا بأنه يتوقع أن تمضي الوفود المشاركة إلى عواصمها لمزيد من المشاورات بشأن المسودتين الإيرانيتين حول رفع العقوبات والمسائل النووية.

وأوضح أن الوفد الإيراني سيعود إلى طهران للتشاور حول المطالب الأوروبية، ولا سيما أن التقييم العام الذي خرجت به الترويكا الأوروبية بأن طهران "تبالغ" في مطالبها برفع العقوبات مرة واحدة. لكنه أشار إلى أن هناك "حذرًا شديدًا" وموجات من "التشاؤم والتفاؤل" حيال الجولة الحالية من المفاوضات.

ولفت إلى أن الجولة السابعة من المفاوضات هي عبارة عن "جس نبض لنوايا إيران" بعد تولي إبراهيم رئيسي سدة الحكم وتغير الوفد المفاوض الإيراني.

عملية تفاوض "جيدة"

من جانبه، تحدث مراسل "العربي" في طهران عن "تقييم إيجابي" صدر عن منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ووزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبد اللهيان بشأن الجولة الحالية من مفاوضات فيينا.

وفي اتصال هاتفي مع نظيره الأوروبي جوزيب بوريل، وصف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان "عملية التفاوض بأنها جيدة لكنها عمومًا بطيئة"، بحسب المراسل.

ووفق ما جاء في موقع الخارجية الإيرانية، قال عبد اللهيان: "نعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق جيد، لكن ذلك يستدعي تغييرًا في مقاربة بعض الأطراف الذين عليهم التخلي عن تصريحاتهم ذات الطابع التهديدي واختيار وثائق تركز على التعاون والاحترام المتبادل والنتائج".

ونقل موقع الدبلوماسية الإيرانية عن بوريل دعوته جميع الأطراف إلى "إظهار ليونة في مواصلة المحادثات". كذلك، "حض (المفاوض الأوروبي انريكي) مورا على العمل في شكل بناء ونشط مع كبير المفاوضين الإيرانيين وجميع الوفود للتوصل إلى اتفاق".

واستأنفت إيران والقوى العظمى الإثنين مفاوضات في فيينا لإحياء الاتفاق المبرم في 2015 حول النووي الإيراني الذي أتاح رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على طهران، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

لكن الاتفاق بدأ ينهار عام 2018 عندما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب منه وأعاد فرض عقوبات على إيران.

تحفظ فرنسي

من جهته، أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحفظًا اليوم الجمعة حيال إمكانية استئناف المفاوضات النووية الإيرانية، داعيًا في الوقت ذاته إلى "ديناميكية أوسع" مع دول المنطقة.

وقال ماكرون خلال زيارة إلى الإمارات تشمل دولتين خليجيتين أخريين هما قطر والسعودية،: إنّه لا ينبغي استبعاد احتمال "عدم إعادة فتح باب المفاوضات سريعًا".

وعلّق الرئيس الفرنسي: "أعتقد أن الجميع يدرك حقيقة أن عدم المناقشة وعدم محاولة إيجاد إطار عمل، سواء في القضايا النووية أو الإقليمية، يضعف الجميع، ويشكّل عاملًا من عوامل تأجيج الصراع".

وشدّد على أهمّية "إشراك جميع أعضاء الدول الخمس دائمة العضوية في هذه المناقشة" (الولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة وكذلك ألمانيا)، مشيرًا إلى الصين على وجه الخصوص.

"ديناميكية أوسع"

ومن "المهم" حسب قول الرئيس الفرنسي إعادة الانخراط في "ديناميكية أوسع" إلى حد ما وإشراك القوى الإقليمية فيها "لأنه من الصعب للغاية التوصل إلى اتفاق إذا لم تكن دول الخليج وإسرائيل وكل من هم معنيون في أمنهم جزءًا منه".

وتابع: "الكل يعلم أنهم (الإيرانيون) استأنفوا أعمال التخصيب. لذلك وضعهم غير جيد، وهذا ليس جيدًا للأمن الإقليمي أيضًا"، مشددًا على ضرورة السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتنفيذ مهامهم في إيران.

والاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 بين الجمهورية الإسلامية والقوى الكبرى انهار منذ الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة عام 2018 وإعادة فرض العقوبات، ما دفع طهران للرد عبر التنصل من معظم التزاماتها.

وتهدف مفاوضات فيينا لإعادة واشنطن إلى الاتفاق، وهي تشارك في المناقشات بشكل غير مباشر.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close