هاجم عدد من المحتجّين، مساء الجمعة، موكبًا تابعًا لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" على طريق المطار القديم في محيط الكوكودي، ما أدى إلى إصابة فرد من القوة الأممية بجروح.
وأحرق المحتجّون ثلاث سيارات تابعة لموكب "اليونيفيل"، كما قام المحتجّون بإغلاق الطريق بالأتربة والإطارات المشتعلة، لتتدخّل على الفور قوة من الجيش اللبناني لملاحقة المعتدين.
الجيش يحذر من المساس بالسلم الأهلي
وذكرت وسائل إعلام أنّ الموكب الذي تمّ احراقه يعود لنائب رئيس "اليونيفيل" أرولدو لازارو، وأنّ أربعة عناصر من القوة الأممية كانوا داخل السيارة التي تعرّضت للاعتداء، حيث توجّه 3 منهم إلى مطار بيروت فيما نُقل الرابع إلى المستشفى العسكري.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع مصوّرة توثّق قيام متظاهرين بإضرام النار في آلية تابعة لليونيفيل، ووصول تعزيزات للجيش على طريق المطار ومحاولات لفتحها.
وأعلنت "قيادة الجيش - مديرية التوجيه " في بيان، أنّها ستعمل بكل حزم على "منع أي مساس بالسلم الأهلي وتوقيف المُخلّين بالأمن".

وأضاف البيان: "تشهد عدة مناطق ولا سيما محيط مطار رفيق الحريري الدولي احتجاجات تتخللها تعديات وأعمال شغب، بما في ذلك التعرض لعناصر من الجيش، ومهاجمة آليات تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل، ومحاولة إغلاق طريق المطار.
وحذّر الجيش اللبناني المواطنين من مواصلة هذه الممارسات التي من شأنها خلق توتر داخلي لا تُحمد عقباه خلال المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد.
استنكار واسع بالاعتداء على قوة اليونيفيل
إلى ذلك، ذكرت اليونيفيل" في بيان، أنّ الاعتداء على قوات حفظ السلام هو "خرق فاضح للقانون الدولي وقد يرقى إلى جريمة حرب"، مطالبة السلطات اللبنانية بتحقيق فوري وتوقيف المعتدين.
ونفى "حزب الله" أي علاقة له بالاحتجاج والاعتداء على قوات "اليونيفيل"، بينما استنكرت "حركة أمل" الاعتداء على "اليونيفيل" معتبرة أنّه اعتداء على جنوب لبنان، ومشيرة إلى أنّ قطع الطرقات في أي مكان كان هو طعنة للسلم الأهلي.
كما قطع عدد آخر من المحتجّين طرقات أخرى في بيروت، وسط انتشار كثيف للجيش اللبناني في مختلف أرجاء العاصمة اللبنانية.
وأكد قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عوده في اتصال هاتفي مع قائد "اليونيفيل"، أنّ الجيش يرفض أي تعرُّض للقوات الأممية، مشدّدًا على أنّه سيعمل على توقيف الذين اعتدوا على عناصرها وسوقهم إلى العدالة.
كما اتصل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام بالمنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، ورئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام الجنرال أرولدو لازارو، مستنكرًا بأشدّ العبارات "الاعتداء الإجرامي على آليات وعناصر اليونيفيل".
وأكد سلام للمسؤولين الأمميين أنّه طلب من وزير الداخلية "اتخاذ الإجراءات العاجلة لتحديد هوية المعتدين، والعمل على توقيفهم وتحويلهم إلى القضاء المختص لإجراء المقتضى".
وأجرى وزير العدل عادل نصار اتصالًا بالنائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار وطلب منه التحرّك للتحقيق في أحداث طريق المطار واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.