جمّدت الولايات المتحدة مساعداتها الخارجية، باستثناء تلك المقدمة لمصر وإسرائيل، وكذلك المساعدات الغذائية الطارئة، في انتظار مراجعة كاملة لاستبيان ما إذا كانت تتوافق مع السياسة التي يعتزم دونالد ترمب اتباعها.
وجاء في مذكّرة داخلية من وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو للموظفين: "لا يجوز الالتزام بأي تمويل جديد لأي جهة أو تمديد أي تمويل حالي، وذلك إلى أن تتم مراجعة كل تمويل جديد أو تمديد والموافقة عليه.. بما يتماشى مع أجندة الرئيس دونالد ترمب".
استثناء مساعدات غزة
وتستثني المذكرة المساعدات الغذائية الطارئة، التي يفترض أن يستفيد منها قطاع غزة، خصوصًا بعد الهدنة التي تم التوصل إليها الأحد الماضي.
لكن المذكرة لا تأتي على ذكر أوكرانيا، التي تلقت في ظل إدارة الرئيس السابق جو بايدن مساعدات بمليارات الدولارات للدفاع عن نفسها ضد روسيا، وهو ما يؤشر إلى أن هذه المساعدات جمدت أيضًا.
وتأتي هذه المذكرة في إطار أمر تنفيذي أصدره ترمب الإثنين، يوم تنصيبه، حيث أمر بتجميد المساعدات الأميركية الخارجية لمدة 90 يومًا.
وتعد إسرائيل ومصر من بين أكبر المستفيدين من المساعدات العسكرية الأميركية.
وفي المذكرة، يشير وزير الخارجية إلى أنه يستحيل على الإدارة الجديدة تقييم ما إذا كانت الالتزامات الحالية في مجال المساعدات الخارجية "غير مكررة، وفعالة، ومتسقة مع السياسة الخارجية للرئيس ترمب".
وكان ترمب قد أكد في مرسومه الصادر الإثنين، أن "قطاع المساعدات الخارجية والبنية البيروقراطية المرتبطة به لا يتماشيان مع المصالح الأميركية، وفي كثير من الأحيان يتعارضان مع القيم الأميركية".
وعلى أرض الواقع، يطلب المرسوم الرئاسي وقف مساعدات الولايات المتحدة لمدة 90 يومًا من أجل تقييم "فعالية البرامج واتساقها مع السياسة الخارجية للولايات المتحدة".
وتتيح مذكرة روبيو لوزارة الخارجية إجراء استثناءات أخرى على أساس كل حالة على حدة.
تجميد استقبال اللاجئين
وأرسل ماركو روبيو، مذكرات داخلية أخرى في السياق نفسه، أبرزها تجميد استقبال اللاجئين الذين ينتظرون الحصول على حق اللجوء في الولايات المتحدة.
وضمن هذا السياق، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن مسؤولين في وزارة الأمن الوطني الأميركية أمروا بما قد يعد وقفًا لعدة برامج تسمح للمهاجرين بالاستقرار بشكل مؤقت في الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة أمس الجمعة، نقلًا عن رسالة أرسلها أكبر مسؤولي خدمات المواطنة والهجرة الأميركية عبر البريد الإلكتروني، أن التوجيه يطالب بوقف فوري "لقرارات نهائية" تتعلق بطلبات تأشيرات محددة في انتظار مراجعة من إدارة الرئيس دونالد ترمب الجديدة لما إذا كان سيتم إلغاء البرامج بشكل دائم.
وتوفر البرامج إمكانية الدخول لعدد كبير من المهاجرين من مجموعة من البلدان، منها أوكرانيا التي مزقتها الحرب وغيرها من البلدان التي تمر باضطرابات سياسية أو فقر مدقع.
تنفيذ شعار ترمب "أميركا أولًا"
وصرّح روبيو أنه يريد تنفيذ شعار دونالد ترمب "أميركا أولًا"، مشيرًا إلى أن كل دولار تنفقه الولايات المتحدة يجب أن يجعل أميركا "أكثر أمانًا" و"أقوى" و"أكثر ازدهارًا".
وفقًا للأرقام الرسمية، تعد الولايات المتحدة المزود الرئيسي للمساعدات الإنسانية والتنموية في العالم، مع تخصيصها نحو 1% من ميزانية الحكومة الفدرالية لذلك، وهو ما كان يعتزّ به الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن.
وكان بايدن قد طلب لموازنة 2025 قرابة 42,8 مليار دولار لتمويل المساعدات الخارجية، التي تديرها وزارة الخارجية ووكالة التنمية الدولية التابعة للولايات المتحدة (USAID).
وأعربت منظمات غير حكومية كثيرة عن قلقها من تبعات هذا التجميد، خصوصًا من حيث المساعدات الإنسانية والتنموية.
وقالت رئيسة منظمة "أوكسفام أميركا" آبي ماكسمان في بيان: "تعليق المساعدات الإنسانية يلقي بظلال من عدم اليقين على كل البرامج الإنسانية والتنموية الأميركية، ويمنع المتخصصين في المساعدات من التخطيط أو العمل بطريقة فعالة".
واعتبرت أن هذا التجميد "قد تكون له تبعات وخيمة على عدد لا يحصى من الأطفال والأسر الذين يمرون بوضع حرج".