الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

إدمان الألعاب الإلكترونية.. خطر حقيقي على أدمغة المراهقين والأطفال

إدمان الألعاب الإلكترونية.. خطر حقيقي على أدمغة المراهقين والأطفال

Changed

"العربي" يلقي الضوء على التأثيرات النفسيّة والصحية لإدمان الألعاب الإلكترونية (الصورة: الأمم المتحدة)
تعمل الألعاب الإلكترونية بشكل مشابه للمخدرات التي تسبب الإدمان، فبعصرنا الرقمي يتم تصميمها كي تكون جذابة لجمهور كبيرٍ وواسع متعدد الاهتمامات.

صنفت منظمة الصحة العالمية عام 2019 إدمان الألعاب الإلكترونية والفيديو مرضًا خطيرًا ينبغي العلاج منه وذلك مع تعرض المزيد من الأطفال والمراهقين بشكل خاص وفي مختلف أرجاء العالم لهذا الخطر يوميًا.

ويندمج الأطفال والمراهقون مع ألعاب الفيديو وتندمج كل حواسهم بالتالي مع هذا العالم الافتراضي ما يجعل إدراكهم بالوسط المحيط الفعلي أقل.

ولهذا الاندماج تبعات خطيرة بحسب خبراء الصحة والصحة النفسية لما له من آثار إدمان، فهناك ما بين 3 إلى 4% من هؤلاء اللاعبين مدمنون تمامًا على هذه الألعاب.

أوجه الشبه بين إدمان الألعاب الإلكترونية والمخدرات

وفي مراجعة منهجية، فقد تبين أن معدل الانتشار العالمي لاضطراب الألعاب يبلغ 3% وهذا يعني أنه يوجد نحو 60 مليون شخص أو أكثر يعانون من الاضطراب أو الإدمان المرتبط بالألعاب الإلكترونية.

كما أنه في عصرنا الرقمي يتم تصميم الألعاب كي تكون جذابة لجمهور كبير وواسع متعدد الاهتمامات، بحيث تعمل بشكل مشابه للمخدرات التي تسبب الإدمان.

فبحسب الكاتب الياباني يوشينكو هناك الكثير من التشابه بين الاثنين، إذ تسبب ألعاب الفيديو إفراز الدوبامين وهو الهرمون الذي يسبب المتعة على قدم المساواة مع "الأمفيتامين"، وهي مخدرات تستخدم عادة تحت الإشراف الطبي إذ لها تداعيات خطيرة على الصحة كفقدان القدرة المعرفية والحرمان من النوم والإدمان.

والشبه هنا هو أن هذه الأعراض المذكورة جميعًا تعد أعراض ممارسة ألعاب الفيديو لفترات طويلة من الوقت، لذا يؤكد الكاتب وجود حالات أكثر تطرفًا بعد حين يتم تحفيز هؤلاء الأطفال والمراهقين ودفعهم بسبب التوتر والغضب وفقدان الروابط الاجتماعية لمهاجمة الآخرين.

عنف الألعاب يمتد إلى خارج الشاشات

وتمتد حالات قتل المراهقين بسبب إدمان الألعاب العنيف إلى حوادث إطلاق النار في المدارس، مع وضع البعض خططًا للهجمات باستخدام برامج الألعاب نفسها.

فعلى سبيل المثال، انتحر الكثير من الأطفال والمراهقين في دول عربية عدة بسبب لعبة "الحوت الأزرق" وغيرها، إذ تتضمن اللعبة الأخيرة مجموعة من التحديات تجبر المستخدم بعد التسجيل فيها على رسم شكل حوت على ذراعه بأداة حادة، ثم تتوالى التحديات حتى تصل إلى التحدي الرئيس، وهو الانتحار بطرق مختلفة.

تأثير مباشر على أدمغة الأطفال

هذه الظاهرة الكارثية، دفعت السلطات خلال السنوات الأخيرة إلى حظر هذه اللعبة وألعاب فيديو أخرى مشابهة.

وفي سياق مكافحة الدول لهذه الظواهر، منعت الصين الأطفال والمراهقين العام الماضي ممارسة ألعاب الإنترنت لأكثر من 3 ساعات في الأسبوع.

يأتي هذا، بعد أن صدرت دراسة صينية راقب الباحثون فيها أدمغة الطلاب الذين كانوا يلعبون في المتوسط 10 ساعات في اليوم.

وكانت إحدى أكثر النتائج إثارة للصدمة قد ظهرت عند التصوير بالرنين المغناطسي لأدمغتهم، فقد تبين أن لهؤلاء الطلاب مادة رمادية أقل من معاصريهم الأكثر اعتدالًا في اللعب أي لمدة ساعتين في اليوم.

فالمادة الرمادية في أدمغتنا تسمح لنا بالتحكم في الحركات والذكريات والعواطف.

كذلك، حذّرت مؤخرًا أيضًا مبادرة ألمانية تحت عنوان: "راقب ماذا يفعل طفلك بالميديا" من أن الألعاب عبر الإنترنت التي تشتمل على وظيفة دردشة تنطوي على مخاطر كبيرة للصغار.

وتقوم العديد من الجمعيات بمبادرات تهدف لحماية الأطفال، منها مؤسسات مغربية أطلقت حديثًا حملة توعية بهدف حماية الأطفال من العنف السيبراني، والتحرش الإلكتروني عبر الألعاب أيضًا الذي أصبح إشكالية للكثير من الأهالي.

إيجابيات الألعاب الإلكترونية

في المقابل، وعلى الرغم من كل هذه السلبيات، تتطرق عدة دراسات إلى إيجابيات ألعاب الفيديو، فوفق صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أظهرت دراسة جديدة أن قضاء بعض الوقت في لعب ألعاب الفيديو يمكن أن يساعد في الواقع في تعزيز ورفع مستوى ذكاء الأطفال.

وأكّدت هذه النتائج أن الأطفال الذين لعبوا الألعاب الإلكترونية أكثر من المتوسط زاد ذكاؤهم بنحو نقطتين ونصف نقطة بين القياسين.

من جهة ثانية، لم يلاحظ العلماء أي تأثير إيجابيٍ أو سلبيٍ لمشاهدة التلفزيون أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن يشترط للحصول على هذه الإيجابيات، الاختيار الصحيح للألعاب قبل ولوج الطفل إليها نظرًا لما لها من تأثير كبير عليه، سواء بالسلبي أو بالإيجابي.

فرغم تضارب الدراسات حول آثار ألعاب الفيديو أحيانًا، تزداد أهمية هذه الأبحاث التي تحدد تداعياتها على حياتنا.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close