الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

إرادة الحياة في أوكرانيا.. التانغو على أنغام صفارات الإنذار في كييف

إرادة الحياة في أوكرانيا.. التانغو على أنغام صفارات الإنذار في كييف

Changed

راقصات بايله أوكرانيات وروسيات جمعهن الفن يرقصن للحب بعد أن فرقت الحرب بين دولهن (الصورة: غيتي)
التقى مجموعة من راقصي التانغو الأوكرانيين في حدائق كييف وواجهوا البرد بالرقص فرحًا لرؤية الجميع على قيد الحياة.

لم تمنع صفارات الإنذار التي أصبحت موسيقى أوكرانيا اليومية ولا القوات الروسية المنتشرة في ضواحي المدينة، عشاق الرقص في كييف من إظهار شغفهم. 

والتقى مجموعة من راقصي التانغو الأوكرانيين في حدائق كييف، وواجهوا البرد بالرقص فرحًا لرؤية الجميع على قيد الحياة. 

ونُشر مقطع فيديو للحدث على وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت فالنتينا بيلييفا البالغة 43 عامًا وهي عضوة نشطة في مشهد الرقص اللاتيني في كييف لصحيفة "الغارديان": "لم نخطط للرقص، لقد حدث للتو".

وأضافت: "كان الجنود في الجوار حذرين بعض الشيء في البداية لكنهم سمحوا لنا بالاستمرار. كنا سعداء للغاية لرؤية الجميع على قيد الحياة وبصحة جيدة".

ومع انسحاب القوات الروسية البرية من البلدات والقرى المحيطة بالعاصمة لإعادة التركيز على شرق البلاد؛ تظهر أدلة مروعة على جرائم حرب ضد المدنيين.

ومع ذلك عادت مؤشرات الحياة إلى العاصمة هذا الأسبوع، وبدأ الناس بالنزول إلى الشارع وبدأت تلاحظ حركة للسيارات تزامنًا مع فتح  المزيد من الشركات والمقاهي أبوابها.

أول نشاط راقص

وتتطلع بيلييفا اليوم السبت لاستضافة أول نشاط راقص منذ اندلاع الصراع في قاعة رقص "آرت بريتشال"، على ضفاف نهر دنيبر الذي يمر في قلب كييف.

وقالت بيلييفا: "في الصيف، نخرج هنا للرقص حتى الساعة 5 صباحًا، إنها بقعة جميلة". وأضافت: "لكننا سنرقص بغض النظر، مع حرب أو دون حرب".  

وبينما تُعرف باريس وإسطنبول باسم عاصمتي التانغو في أوروبا، تفتخر كييف بمجتمع رقص لاتيني كبير وحيوي في المدينة التي يسكنها 3 ملايين شخص. 

وفي الأوقات العادية، كان يحضر حوالي 400 شخص بشكل منتظم في أمسيات رقص الميلونغا المختلفة كل أسبوع.

واستضافت كييف مهرجان الميلونغا الدولي الأول في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والذي جذب الزوار من جميع أنحاء العالم، ولا تزال بيلييفا وزوجها أوليكسي يخططان للمضي قدمًا في حدث آخر مخطط له في مايو/ أيار المقبل.

وفي نشاط مشابه، قام فنانون محليون في أوكرانيا بلفتة فنية في منتصف مارس/ آذار الفائت، حيث أتوا إلى ساحة الاستقلال التي تعد الساحة الرئيسة في العاصمة الأوكرانية لتقديم رقصاتهم أمام نصب تذكاري شهير.

فرقتهم الحرب وجمعهم الفن

وتحت راية الفن يجتمع أشخاص من أوكرانيا وروسيا لمواجهة الحرب بالرقص. فقد اجتمعت راقصات باليه أوكرانيات وروسيات فرّقتهن الحرب ورقصن معًا للحب والأمل، وذلك بعد أن اضطررن للفرار من موطنهن، ووجدن ترحيبًا في مأوى مؤقت بأكبر شركة باليه في العاصمة الألمانية برلين.

ووفق إيانا سالينكو الراقصة الرئيسية فإنه "يجب أن تستمر الحياة"، وهي المدربة التي تساعد الراقصات الأوكرانيات الهاربات من الحرب واللواتي انضممن إلى الفرقة في برلين، حيث وفّرت لهن مكانًا للتدريب ومسكنًا وملابس ونصائح مهنية.

وأضافت: "أود مساعدتهن. يمكنني أن أفهم ما يشعرن به الآن، أن يفقدن وظائفهن وكل شيء". 

يذكر أنّ سالينكو تقدّم عروضًا راقصة في برلين منذ عام 2005 لكنها ولدت في كييف، ولذلك يمكنها أن تتعامل مع الصعوبات التي تواجهها زميلاتها، وتؤكّد أن السيدات يشعرن اليوم بالسعادة، "ويقدرن كل ما يمكنني فعله وما يمكنني مساعدتهن به.. وأنا أشعر بهذا الحب خلال التواصل معهنّ".

أما المفارقة، فهي أن الفرقة لا تضم راقصات الباليه الأوكرانيات فحسب، بل الروسيات أيضًا، إذ تفتخر شركة الباليه الرئيسية في برلين "ستاتسباليت برلين"، بكونها تنصهر فيها الراقصات من جميع أنحاء العالم.

المصادر:
ترجمات، العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close