توعدت إسرائيل، الأربعاء، بتكثيف ضرباتها على غزة، حيث استشهد 25 فلسطينيًا على الأقل مع بداية العام الجديد حسبما أعلن الدفاع المدني في القطاع، الذي أعرب عن قلقه بشأن الوضع الإنساني الحرج بعد أكثر من عام على بدء الحرب الإسرائيلية.
وقال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان، بعدما زار بلدة نتيفوت الإسرائيلية التي استُهدفت بقصف صاروخي من غزة مؤخرًا: "أرغب في إيصال رسالة واضحة" إلى حركة حماس.
وقال: "إنها إذا لم تسمح قريبًا بالإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين من غزة. وإذا واصلت إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، فستكون عرضة لضربات مكثفة لم تشهد غزة مثيلًا لها منذ مدة طويلة"، وذلك بعد عدّة رشقات صاروخية أطلقت من غزة.
"تفاهمات" بشأن صفقة التبادل
من ناحيته، أفاد مراسل التلفزيون العربي في القدس المحتلة، أحمد دراوشة، بأن الوزير الإسرائيلي ادعى أن تل أبيب مستعدة لتقديم اقتراحات جدية لإتمام صفقة تبادل أسرى مع الرئيس الأميركي، دون توضيح ما إذا كان المقصود هو الرئيس الحالي بايدن أم الرئيس القادم دونالد ترمب.
وأشار المراسل إلى أن عائلات الأسرى قد يلجؤون في مرحلة مقبلة إلى الرئيس الأميركي المنتخب للضغط من أجل إتمام عملية التبادل.
وفي تطور آخر، ادعت هيئة البث العبرية (رسمية)، مساء الأربعاء، توصل إسرائيل وحركة حماس عبر وسطاء، إلى "تفاهمات" بشأن صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة، تقرر خلالها "إرجاء مناقشة القضايا الخلافية في المفاوضات حتى المرحلة الثانية من الاتفاق".
وقالت الهيئة: "هناك الكثير من النقاط الخلافية بين إسرائيل وحماس ضمن المفاوضات، على رأسها قائمة المختطفين (الأسرى بغزة) المتوقع إطلاق سراحهم والتي تصر إسرائيل على الحصول عليها".
وأضافت أن "حماس ترفض طلب إسرائيل تقديم قائمة بأسماء المختطفين الأحياء، ومع ذلك هناك تفاهمات تم التوصل إليها بين إسرائيل والحركة عبر الوسطاء (لم تذكرهم لكن تنشط في الوساطة الدوحة والقاهرة وواشنطن)"، وفق المصدر ذاته.
وادعت الهيئة أن "أحد التفاهمات هو ترحيل كل الأمور محل الخلاف إلى النقاشات في المرحلة الثانية من الصفقة، وذلك من أجل البدء في تنفيذ المرحلة الأولى وهي المرحلة الإنسانية".
غارات دامية وأوضاع إنسانية حرجة
وفي غزة، أعلن الدفاع المدني أنّ ثلاث غارات إسرائيلية أسفرت عن ارتقاء 25 شهيدًا على الأقل في أنحاء القطاع الفلسطيني منذ الساعات الأولى من النهار.
وقال في بيان إنه "تم انتشال جثامين 6 شهداء بينهم 3 أطفال وامرأتان" من منزل لعائلة السويركي استهدفه الطيران الحربي الإسرائيلي بعد ظهر اليوم (الأربعاء)" في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لوكالة "فرانس برس": "نستقبل عام 2025 باستشهاد 15 مواطنًا بينهم أطفال، و20 مصابًا، في أول مجزرة إسرائيلية إثر غارة جوية باستهداف منزل يؤوي نازحين من عوائل بدرة، وأبو وردة، وطروش إثر غارة في بلدة جباليا" في شمال قطاع غزة.
ونقل مسعفو جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني صباح الأربعاء "4 شهداء وعددًا من الجرحى" إثر غارة من طائرة مسيّرة إسرائيلية، "استهدفت مجموعة مواطنين" في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، بحسب الدفاع المدني الذي أضاف أنهم نقلوا إلى "مستشفى ناصر" في المدينة.
ومنذ نحو ثلاثة أشهر يواصل الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برية في مناطق شمال القطاع التي تشمل بلدات جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا للاجئين.
"تداعيات الشتاء الخطيرة"
واعتقل جيش الاحتلال قبل أيام عددًا من الكوادر الطبية والطبيب حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع، بعد احراق العديد من الأقسام فيه وخروجه كليًا عن الخدمة.
من جهة أُخرى، حذرت المديرية العامة للدفاع المدني من "تداعيات خطيرة" لحالة الأمطار والبرد في القطاع، وقالت إن "أكثر من 1500 خيمة تؤوي نازحين غمرتها مياه الأمطار في مخيمات النزوح".
وتضررت أمتعة عشرات آلاف النازحين وفرشهم وأغطيتهم.
وخلال أسبوع، استشهد سبعة أطفال ورضع بسبب البرد الشديد بحسب وزارة الصحة.