السبت 22 مارس / مارس 2025
Close

إسرائيل تراوغ بشأن الانسحاب من جنوب لبنان.. هل ينتهي اتفاق وقف النار؟

إسرائيل تراوغ بشأن الانسحاب من جنوب لبنان.. هل ينتهي اتفاق وقف النار؟

شارك القصة

أكد لبنان ضرورة انسحاب القوات الإسرائليية في الموعد المُقرّر منتصف الأسبوع المقبل
أكد لبنان ضرورة انسحاب القوات الإسرائليية في الموعد المُقرّر منتصف الأسبوع المقبل- حساب اليونيفيل على "إكس"
الخط
ما هو مصير اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بعد الطرح الإسرائيلي؟ ما هي تداعيات إصرار إسرائيل على عدم تقييد نشاطها العسكري حتى بعد الانسحاب من لبنان؟

تسود حالة من الترقّب لما ستحمله الأيام المقبلة بشأن مصير وقف إطلاق النار في لبنان، بعد مطالبة إسرائيل ببقاء قواتها في 5 نقاط في جنوب لبنان لوقت إضافي، بذريعة الحاجة إلى استكمال جهودها للقضاء على بنية "حزب الله" التحتية.

واجتمعت اللجنة الدولية المراقبة لتنفيذ الاتفاق في الناقورة، حيث ناقشت نقل السيطرة الكاملة على القرى المتبقية جنوب الليطاني إلى الجيش اللبناني قبل 18 من الشهر الحالي.

البقاء في 5 نقاط في جنوب لبنان

وأكد رئيس اللجنة الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز أنّ الجيش اللبناني سيُسيطر على جميع المراكز السكانية قبل الثلاثاء المقبل، مشيرًا إلى "استمرار العمل على تنفيذ جميع بنود وقف الأعمال العدائية حتى تحقيق التنفيذ الكامل".

لكنّ وسائل إعلام إسرائيلية قالت إنّ واشنطن بالرغم من رفضها طلب تمديد البقاء العسكري الإسرائيلي في قرى لبنانية، إلا أنّها وافقت على إقامة الجيش الإسرائيلي خمس نقاط تفتيش ومراقبة على تلال لبنانية محاذية للحدود.

في المقابل، توحّد الموقف اللبناني الرسمي والشعبي على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية في الموعد المُقرّر منتصف الأسبوع المقبل، خاصّة بعد تمديد سابق لبقائها في الأراضي اللبنانية.

وجدّد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري تأكيده أنّه تبلّغ من الأميركيين أنّ إسرائيل ستنسحب من القرى التي ما زالت تحتلّها، لكنّها تعتزم البقاء في خمس نقاط في الجنوب، وهو أمر رفضته أيضًا الرئاسات اللبنانية الثلاث.

بينما قال وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إنّ الحكومة اللبنانية تدعم مقترحًا فرنسيًا بتسليم النقاط الخمس جنوبي الليطاني إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل".

كما أعلن رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري دعم الموقف اللبناني الرسمي بفرض تطبيق القرار الأممي 1701، بما يشمل خروج الاحتلال الإسرائيلي من القرى اللبنانية كافة.

وليس الانسحاب الإسرائيلي المعضلة الوحيدة التي تُهدّد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، إذ تُواصل إسرائيل خرقها للاتفاق عبر مواصلة قصف ما تُسميه أهدافًا لـ"حزب الله" في العمق اللبناني.

كما يتصاعد الجدل بخصوص السيادة على مطار رفيق الحريري الدولي، إثر احتجاجات في بيروت بعد منع الأمن اللبناني مساء الخميس هبوط طائرة إيرانية، بعد مزاعم إسرائيلية بمحاولات طهران نقل أموال إلى "حزب الله" عبر الرحلات الجوية.

بموازاة ذلك، تقول أوساط إسرائيلية إنّ تل أبيب رفضت طلبًا لبنانيًا بعدم تنفيذ اغتيالات وهجمات على لبنان بعد إكمال الانسحاب، بحجة أنّها لا تُريد تقييد نشاطها العسكري ضد ما تعده "خطرًا وشيكًا" على أمنها.

ما هو مصير اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بعد الطرح الإسرائيلي؟ وما هو الدور الأميركي المطلوب لوقف مراوغات تل أبيب؟ وما هي تداعيات إصرار إسرائيل على عدم تقييد نشاطها العسكري حتى بعد الانسحاب من لبنان؟

القوات الإسرائيلية ستبقى في لبنان خلال الفترة المقبلة

وفي هذا الإطار، يشير رئيس تحرير صحيفة "المدن" اللبنانية منير الربيع، إلى أنّ لبنان يرفض مطالب إسرائيل بالبقاء في خمس نقاط داخل الأراضي اللبنانية، ويجري اتصالات مكثّفة مع الجانب الفرنسي في هذا السياق.

ويقول الربيع في حديث إلى "التلفزيون العربي" من بيروت، إنّ لبنان ينظر إلى إصرار إسرائيل على البقاء في النقاط الخمس في جنوب لبنان، على أنّ تل أبيب تُصرّ على أنّها صاحبة اليد الطولى وقادرة على البقاء في البرّ اللبناني في ظل مزاعمها بأنّ لبنان لم يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، بينما تُريد فرض أمرًا واقعًا سياسيًا وعسكريًا خلال المرحلة المقبلة.

ويعتبر أنّ لبنان أصبح أمام أمر واقع مفاده أنّ القوات الإسرائيلية ستبقي على وجودها في النقاط الخمس خلال الفترة المقبلة.

ويرى الربيع أنّ لبنان أمام استحقاقين خلال الأسبوع المقبل، هما: الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في 18 فبراير الحالي وحدث تشييع الأمين العام السابق لـ"حزب الله" الشهيد حسن نصر الله المقرّر في 23 منه، والذي يبدو أنّ الإسرائيليين سيعمدون إلى تخريبه أو التشويش والتأثير عليه سلبًا من خلال خرق جدار الصوت والضغوط حول حركة الملاحة الجوية وغيرها من هذه التحرّكات في هذا الصدد.

لا ميزان ردع أمام إسرائيل

بدوره، يعتبر الباحث في الشأن الإسرائيلي جاكي خوري، أنّه لا يوجد ميزان ردع أمام إسرائيل في الفترة الحالية فيما يتعلّق بخرقها لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان والإبقاء على قواتها داخل الأراضي اللبنانية.

ويقول خوري في حديث إلى "التلفزيون العربي" من الناصرة، إنّه حتى لو كان هناك رفض لبناني رسمي وشعبي ودولي لبقائها في لبنان، فليس هناك ميزان ردع ضاغط على إسرائيل من أجل تنفيذ الاتفاق بشكل كامل.

ويرى أنّه لا يوجد أي تحرّك عسكري سواء لبناني رسمي أو من "حزب الله" ليُهدّد الوجود الإسرائيلي خاصّة في ظل إدارة أميركية متماهية بشكل كامل مع الموقف الإسرائيلي وهو ما ستتمّ مناقشته بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مطلع الأسبوع المقبل.

إدارة ترمب ستُوافق على مطالب إسرائيل

من جهته، يعتبر الكاتب السياسي في مجلة "نيوزويك" الأميركية بيتر روف، أنّ الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي يركّزان الآن على قطاع غزة مستثنين ما يحصل في لبنان.

ويقول روف في حديث إلى "التلفزيون العربي" من واشنطن، إنّ إدارة ترمب وفريقه للأمن القومي يعتقدون أنّه من خلال فرض الضغط الاقتصادي الأقصى على إيران بإمكانهم إيقاف تمويل طهران للمجموعات والمنظمات التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمات "إرهابية" على غرار "جماعة الحوثي" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، و"حزب الله"، وفق قوله.

ورجّح أنّ الإدارة الأميركية لا تُريد الوصول إلى وضع مماثل في قطاع غزة، لذلك قد تُوافق على مطالب إسرائيل لتمديد وقف إطلاق النار في لبنان والبقاء في النقاط الـ5.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي
تغطية خاصة