إسرائيل توسع هجومها.. ليلة صعبة في غزة وقصف لا يتوقف

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت أنه نفذ "ضربات مكثفة" على غزة في إطار "المراحل الأولية" لهجوم جديد على قطاع غزة. 

وقال الجيش الإسرائيلي إنه "خلال اليوم الماضي (الجمعة)، شن "ضربات مكثفة" وأرسل "قوات للسيطرة على مناطق في قطاع غزة".

وأضاف أن ذلك يأتي "في إطار المراحل الأولية لعملية عربات جدعون وتوسيع المعركة في قطاع غزة بهدف تحقيق كل أهداف الحرب، بما فيها إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس".

وشهد القطاع ليلة صعبة حيث تواصل القصف العنيف من الشمال إلى الجنوب، وأفاد مراسل التلفزيون العربي في خانيونس أحمد البطة بأن الانفجارات لم تتوقف خلال الليلة الماضية.

وبدأت الغارات وعمليات نسف المنازل في بيت لاهيا وجباليا وتل الزعتر شمال قطاع غزة، حيث ألحق القصف أضرارًا بأقسام من مستشفى العودة والمستشفى الإندونيسي اللذين خرجا عن الخدمة في الأسابيع الماضية.

ونزح المزيد من السكان من شمال القطاع إلى مدينة غزة. كما دوت انفجارات في خانيونس جنوب القطاع جراء القصف المكثف على بلدة القرارة التي نزح منها السكان إلى جنوبي خانيونس وإلى منطقة المواصي، واستشهد العشرات خلال عمليات النزوح والقصف.

كذلك استهدفت مروحية إسرائيلية خيمة للنازحين في المنطقة الغربية لمستشفى شهداء الأقصى، حيث جُرح شخصان. واستهدفت خيمة أخرى في محيط أبراج الطيبة بمنطقة المواصي الإنسانية بغارة من الطيران المسيّر أسفرت عن جرح خمسة فلسطينيين، وفق ما أفاد مراسل التلفزيون العربي, 

من جهته، أكّد الدفاع المدني في غزة استشهاد مئة فلسطيني على الأقل الجمعة بعد الإبلاغ عن استشهاد 80 شخصًا الأربعاء وأكثر من 100 الخميس.

حماس تنتظر الضغوط الأميركية

ومنذ الثاني من مارس/ آذار، تمنع إسرائيل منعًا باتًا دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وفي ختام جولته الخليجية، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة: "نحن ننظر في أمر غزة، وسنعمل على حل هذه المشكلة. الكثير من الناس يتضورون جوعًا".

ودعت حركة حماس الجمعة الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يتضور سكانه جوعًا وعطشًا بعدما أطلقت الحركة سراح الأسير الإسرائيلي-الأميركي عيدان ألكسندر هذا الأسبوع.

ونقلت وكالة فرانس برس عن المسؤول في حركة حماس طاهر النونو قوله: إن الحركة "تنتظر وتتوقع من الإدارة الأميركية مزيدًا من الضغوطات على حكومة (بنيامين) نتنياهو لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية، الغذائية والدوائية والوقود للمشافي في قطاع غزة بشكل فوري".

وأشار إلى أن هذا كان جزءًا من "التفاهمات مع الموفدين الأميركيين خلال اللقاءات التي عقدت الأسبوع الماضي والتي بموجبها أطلقت الحركة سراح الإسرائيلي الأميركي، عيدان الكسندر".

وجاءت تصريحات النونو بعد يوم من تحذير حماس لترمب من أن غزة "ليست للبيع"، ردًا على تصريحات أبدى فيها رغبة في "أخذ" القطاع وتحويله إلى "منطقة حرية".

"كارثة إنسانية من صنع الإنسان"

وتقدّر الأمم المتحدة أنّ 70% من قطاع غزة أصبح منطقة محظورة من جانب إسرائيل، أو شملتها أوامر الإخلاء.

وعلى مدى الأسابيع الماضية، حذّرت الوكالات التابعة للأمم المتحدة من أنّ كل المخزونات، من غذاء ومياه نظيفة ووقود وأدوية، وصلت إلى مستويات منخفضة للغاية.

وقالت منظمة الصحة العالمية: إنّ المستشفى الأوروبي وهو آخر مستشفى في القطاع يقدّم الرعاية لمرضى السرطان والقلب، توقف عن العمل بعدما أدى هجوم إسرائيلي الثلاثاء، إلى "إلحاق أضرار بالغة فيه وجعل الوصول إليه متعذّرًا".

وأصدرت سبع دول أوروبية، بينها خمس اعترفت بدولة فلسطينية هي أيرلندا وايسلندا وسلوفينيا وإسبانيا والنروج، بيانًا مشتركًا يدين "كارثة إنسانية من صنع الإنسان" ويدعو إسرائيل إلى وضع حد للعمليات العسكرية ورفع الحصار.

وقالت حماس في بيان: "نثمن الموقف الإنساني والشجاع" للدول السبع.

"تطهير عرقي"

والجمعة، ندد المفوض السامي لحقوق الإنسان بتكثيف إسرائيل هجماتها وسعيها كما يتضح لتهجير السكان بشكل دائم وهو ما قال إنه يرقى إلى "التطهير العرقي". 

وقال فولكر تورك في بيان "وابل القصف الأخير... وحرمان السكان من المساعدات الإنسانية يؤكدان وجود توجه نحو تغيير ديموغرافي دائم في غزة، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي ويرقى إلى مستوى التطهير العرقي". 

كما أكد مجلس أوروبا المكون من 46 دولة أن القطاع يعاني من "تجويع متعمد".

لكن إسرائيل تؤكد أنّ وقف المساعدات وتكثيف الضغط العسكري يهدف إلى إرغام حماس على الإفراج عن بقية الرهائن.

غير أنّ عضو المكتب السياسي في الحركة باسم نعيم، قال: إنّ "الحد الأدنى لبيئة تفاوضية مؤاتية وبناءة هو إلزام حكومة نتنياهو بفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية".