أفادت وزارتا الزراعة والبيئة في لبنان، اليوم الإثنين، بأن الفحوصات المخبرية الأولية التي أُجريت على عيّنات من المحاصيل، لا سيما الزيتون، أظهرت عدم تأثرها بقنابل الفوسفور، التي ألقتها إسرائيل في الحرب الأخيرة على البلاد، خصوصًا في المناطق الجنوبية.
وخلال القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل، الذي شهدته المناطق الجنوبية في البلاد، ابتداءً من الثامن أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وحتى العدوان الموسع الذي شنته إسرائيل على البلاد في أيلول/ سبتمبر الماضي، اشتكى لبنان مرارًا من تعرض الموسم الزراعي لأضرار كبيرة نتيجة تكرار الاستهدافات الإسرائيلية.
جرائم إسرائيل
واعتمد الاحتلال الإسرائيلي طوال تلك الفترة على إحراق آلاف الدونمات الزراعية في الجنوب، ملقيًا قنابل الفوسفور المحرمة دوليًا.
وقدرت وزارة الزراعة اللبنانية تعرّض 17 بلدة جنوبية للفوسفور الأبيض، ما خلّف مساحات خضراء محترقة بالكامل ومواسم زراعية لم تحصد وبقيت في الأرض ميتة.
وفور نهاية العدوان، مع إعلان وقف إطلاق النار بين الطرفين خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عمدت وزارتا الزراعة والبيئة إلى إجراء فحوصات شاملة على ما تبقى من ثروة زراعية، لا سيما في الجنوب الذي نال الحصة الأكبر من الاعتداء الإسرائيلي.
وقالت وزارتا الزراعة والبيئة في بيان مشترك صدر اليوم: "نظرًا لحجم الجرائم البيئية التي ارتكبها العدو الإسرائيلي خلال عدوانه على لبنان، واستجابة للتساؤلات عن المخاوف بشأن تأثير الفوسفور على المحاصيل الزراعية في المناطق الجنوبية، تؤكد وزارتا الزراعة والبيئة أن الفحوصات المخبرية الأولية التي أُجريت على عيّنات من المحاصيل، لا سيما الزيتون، أظهرت عدم تأثرها بالفوسفور، مما يجعل استهلاكها آمنًا".
"تعافي التربة"
تجدر الإشارة إلى أن الفوسفور الأبيض، باعتباره مادة حارقة، له تأثير مباشر على الأراضي الزراعية والأحراج من ناحية الحرائق، في حين أن ترسّباته تعود إلى الدورة البيوجيوكيميائية الطبيعية، مما يجعل استهلاك المحاصيل المنتجة، والتي لم تحترق، آمنًا، كما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام.
أما الأثر غير المباشر الذي قد يترتب على وجود نسب عالية من عنصر الفوسفور في التربة، فقال البيان إنه "قد ينعكس على إنتاجية المحاصيل في الأراضي ذات التركيز العالي، مما يستوجب مواكبة المزارعين بهدف إرشادهم إلى سبل تعافي التربة".
كما أكدت الوزارتان "التزامهما الكامل بحماية البيئة وصحة المواطنين وضمان جودة المنتجات الزراعية".
ويُشكّل جنوب لبنان مصدر 20% من الناتج القومي من الزراعة. وتتحدث أشجار الزيتون وحقول القمح التي أحرقتها القذائف الفوسفورية، وكذلك الأغصان التي التهمتها النيران، عن حجم الخسائر التي تكبّدتها عائلات جنوبية كانت تنتظر حصاد الموسم لجني رزقها.