الخميس 19 حزيران / يونيو 2025
Close

إسقاط مقاتلات وقصف جوي.. المواجهة تشتدّ بين الهند وباكستان

إسقاط مقاتلات وقصف جوي.. المواجهة تشتدّ بين الهند وباكستان

شارك القصة

التوتر يبلغ ذروته بين الهند وباكستان
التوتر يبلغ ذروته بين الهند وباكستان - غيتي
الخط
دخل البيت الأبيض على خط الوساطة بين الهند وباكستان، في أعقاب تصعيد يُعدّ الأخطر بين البلدين منذ سنوات.

أعلن البيت الأبيض أنّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تحدّث، الثلاثاء، مع نظيريه الهندي والباكستاني ودعاهما لإجراء حوار بهدف "تهدئة الوضع" العسكري الذي استعر بين بلديهما في أعقاب تبادلهما القصف.

وقال براين هيوز، المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، إنّ وزير الخارجية الذي يشغل حاليًا منصب القائم بأعمال مستشار الأمن القومي: "يحضّ الهند وباكستان على إعادة فتح قناة للنقاش بين قادتهما من أجل نزع فتيل الأزمة الوضع وتجنّب مزيد من التصعيد".

القصف الهندي

ويأتي التحرك الأميركي، بعد أن هاجمت الهند باكستان والشطر الذي تديره إسلام أباد من كشمير، لترد باكستان بإسقاط طائرات مقاتلة هندية، فيما يعد أسوأ قتال منذ أكثر من 20 عامًا بين الخصمين القديمين.

وذكرت الهند أنها استهدفت تسعة مواقع "بنية تحتية إرهابية" باكستانية، بعضها مرتبط بهجوم شنه متشددون على سياح هندوس، وأسفر عن مقتل 26 شخصًا في الشطر الهندي من كشمير الشهر الماضي.

في المقابل، قالت إسلام أباد إن ستة مواقع باكستانية تم استهدافها، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص.

مصدر دفاعي هندي قال لوكالة رويترز: إن القوات الهندية هاجمت مقري جماعتي "جيش محمد" و"عسكر طيبة" المتشددتين، وذكرت وزارة الدفاع الهندية في بيان: "أظهرت الهند قدرًا كبيرًا من ضبط النفس في انتقاء الأهداف وطريقة التنفيذ".

وأفادت باكستان بأن الصواريخ الهندية أصابت ثلاثة مواقع، فيما أكد وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار، اليوم الأربعاء، أن جيش بلاده أسقط 3 مقاتلات وطائرة مسيّرة تابعة للهند.

وأشار تارار، في منشور بحسابه على منصة "إكس" إلى أن إسقاط باكستان المقاتلات والمسيّرة الهندية يأتي ردًا على الهجمات الصاروخية التي شنتها نيودلهي. وقال الوزير: "ردت باكستان على عدوان الهند بالشكل المناسب".

ضحايا من المدنيين

وذكر المتحدث العسكري أحمد شريف تشودري: "جميع هذه الاشتباكات كانت بمثابة إجراء دفاعي. باكستان تظل دولة مسؤولة للغاية. ومع ذلك، سنتخذ جميع الخطوات اللازمة للدفاع عن كرامة باكستان وسلامتها وسيادتها، مهما كلف الأمر".

وأفادت أربعة مصادر حكومية محلية لرويترز بتحطم ثلاث طائرات مقاتلة في جامو وكشمير بالهند اليوم الأربعاء، فيما وصفت إسلام أباد هجوم نيودلهي بأنه "عمل حربي سافر"، وقالت إنها أبلغت مجلس الأمن الدولي بأنها تحتفظ بحق الرد، بشكل مناسب على العدوان الهندي.

وقالت الشرطة وشهود لرويترز إن جيشي الجارتين النوويتين تبادلا أيضًا القصف المدفعي، وإطلاق النيران الكثيف عبر معظم الحدود الفعلية في إقليم كشمير المتنازع عليه الواقع بمنطقة جبال الهيمالايا.

وفيما أوضح المكتب الإعلامي للجيش الهندي، في بيان له، أن العملية استهدفت 9 مناطق، مؤكدًا أن "المنشآت العسكرية الباكستانية لم تُستهدف"، أسفر الهجوم الهندي عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 35 آخرون في حين أن هناك اثنين في عداد المفقودين، وفق ما ذكر متحدث باسم الجيش الباكستاني.

ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الوضع بين البلدين بأنه "مخز"، وأضاف "آمل أن ينتهي بسرعة"، فيما علق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالقول إن الأمين العام يدعو البلدين إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس العسكري.

التصعيد الأخطر بين البلدين

وعرضت قنوات تلفزيونية هندية مقاطع مصورة لانفجارات ونيران، وتصاعد أعمدة دخان كثيف في السماء ليلًا، وفرار السكان في عدة أماكن بباكستان والشطر الذي تديره من كشمير.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، إن إسلام أباد ترد على الهجمات الهندية، لكنه لم يخض في تفاصيل. فيما أعلن رئيس حكومة إقليم البنجاب الباكستاني حالة الطوارئ في الإقليم المكتظ بالسكان، مضيفًا أن المستشفيات وأجهزة الطوارئ في حالة تأهب قصوى.

وقال متحدث عسكري باكستاني لقناة جيو التلفزيونية إن المواقع التي قصفتها الهند شملت مسجدين، حيث أكد وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف للقناة نفسها أن جميع المواقع التي استهدفتها الهند مدنية وليست معسكرات للمسلحين. وأضاف أن ادعاء الهند استهداف "معسكرات الإرهابيين كاذب".

وخاضت الهند وباكستان حربين منذ عام 1947 على منطقة كشمير ذات الأغلبية المسلمة، والتي يطالب بها الجانبان بالكامل ويسيطر كل منهما على جزء منها.

ومنذ وقف لإطلاق النار في عام 2003، والذي جدد البلدان الالتزام به في عام 2021، أصبح شن ضربات على أهداف بين الجارتين نادرا للغاية، خاصة الضربات الهندية على مناطق باكستانية خارج كشمير.

لكن محللين قالوا إن خطر التصعيد أصبح أكبر مما كان عليه في الماضي القريب، بسبب شدة الهجوم الهندي الذي أطلقت عليه نيودلهي اسم "عملية سيندور". وبعد الضربات الهندية، قال جيش نيودلهي في منشور على منصة إكس "تحققت العدالة".

إجراءات فورية

متحدث باسم السفارة الهندية في واشنطن قال لرويترز: إن الأدلة تشير "إلى تورط واضح لإرهابيين يتخذون من باكستان مقرًا في هذا الهجوم الإرهابي"، في إشارة إلى قتل السياح خلال أبريل/ نيسان.

وقالت الهند إن اثنين من المشتبه بهم الثلاثة في ذلك الهجوم باكستانيان، لكنها لم توضح الأدلة التي بحوزتها بالتفصيل، فيما نفت باكستان أي علاقة لها بالهجوم على السياح.

وألغت عدة شركات طيران منها إنديغو، وهي أكبر شركة طيران في الهند، وإير إنديا والخطوط الجوية القطرية رحلات في المنطقة التي تضم الهند وباكستان بسبب إغلاق للمطارات والمجال الجوي.

وقال مصدر هندي لرويترز إن مستشار الأمن القومي بنيودلهي أجيت دوفال تحدث إلى وزير الخارجية الأميركي روبيو، كما أطلع مسؤولون هنود كبار آخرون نظراءهم في بريطانيا وروسيا والسعودية والإمارات على التطورات.

وتتجاوز ضربات اليوم بكثير ردود نيودلهي على هجمات سابقة في كشمير، وجهت فيها أصابع الاتهام إلى باكستان. وتشمل تلك الردود غارة جوية هندية عام 2019 على باكستان بعد مقتل 40 من أفراد الشرطة شبه العسكرية الهندية في كشمير، ورد نيودلهي على مقتل 18 جنديًا عام 2016.

تابع القراءة

المصادر

وكالات