الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

إشارات "إيجابية" في مفاوضات فيينا.. ماذا يعني "عدم التزام" إسرائيل؟

إشارات "إيجابية" في مفاوضات فيينا.. ماذا يعني "عدم التزام" إسرائيل؟

Changed

 اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن المحادثات في فيينا هي للتأكّد من عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي وآلية رفع العقوبات (غيتي)
اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن المحادثات في فيينا هي للتأكّد من عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي وآلية رفع العقوبات (غيتي)
يبدو أنّ الجانب الإيراني ماضٍ في سعيه لإبرام اتفاق جديد في فيينا، حيث يرى أنّ التحدّي الأكبر هو موقف الولايات المتحدة من رفع العقوبات.

على الرغم من بعض الإشارات الإيجابية لأطراف التفاوض في فيينا واحتمال البناء عليها، إلا أنّ طرفًا معنيًا بالنتائج لكنّه غير مشارك بالمفاوضات لا يزال يرفض أيّ اتفاق بين إيران والولايات المتحدة.

إنّها إسرائيل التي أكد رئيس وزرائها نفتالي بينيت أنّ بلاده "لن تلتزم" بأيّ اتفاق نووي يتمّ التوصّل إليه مع إيران، مشيرًا إلى أن حكومته تعمل على نهج هجومي، وليس دفاعيًا فقط.

وأضاف بينيت في جلسة مغلقة أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أنّ بلاده "منزعجة" من المحادثات النووية في فيينا، وأنّها ليست "طرفًا في الاتفاقيات ولا يلزمها ما ينتج عنها".

"التحدي الأكبر" بالنسبة إلى إيران

في المقابل، يبدو أنّ الجانب الإيراني ماضٍ في سعيه لإبرام اتفاق جديد، حيث يرى أنّ التحدّي الأكبر هو موقف الولايات المتحدة من رفع العقوبات.

وفي هذا السياق، أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إلى أنّ كلّ المباحثات الجارية في فيينا هي للتأكّد من عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي وآلية رفع العقوبات.

وأضاف أنّ أسباب التأخير في التوصل إلى اتفاق تتعلق بمضمون المباحثات وتوقيتها، مشدّدًا على أنّ التحدّي الأهمّ في فيينا هو نظرة الولايات المتحدة "أحادية الجانب"، على حدّ وصفه، إلى مسألة رفع العقوبات.

وبالرغم من كل ذلك، يبقى الموقف الإيراني متفائلًا، لكنّه يطالب بالتوصل إلى اتفاق موثوق ومستقرّ، على حدّ تعبير المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية.

ثلاثة مسارات رئيسة في مفاوضات فيينا

يرى الباحث في الشأن الإيراني نبيل العتوم أنّه من المبكر الحديث عن تقدّم في مفاوضات فيينا، مشيرًا إلى وجود كلام إيراني وحتى غربي عن "تقدّم بطيء نسبيًا".

ويشير في حديث إلى "العربي"، من عمّان، إلى أنّ الإيرانيّين يتحدّثون عن ثلاثة مسارات رئيسة، أولها هو مسار العقوبات، حيث يصرّون على ضرورة رفعها والاتفاق مع المجتمع الدولي حول طبيعة العقوبات التي ينبغي رفعها.

أما الإشكالية الثانية، وفق العتوم، فترتبط بالضمانات، حيث يريد الإيرانيون ضمانات لعدم انسحاب واشنطن مستقبلًا من أيّ اتفاق قد يتمّ إبرامه، في حين أنّ المسار الثالث يتعلق بالالتزامات التي يمكن أن تنتج عن الاتفاق.

"ضوء أخضر" أميركي لإسرائيل

ويؤكد العتوم أنّ المواجهة بين إسرائيل وإيران مستمرة بشكل دائم، مذكّرًا أنّه حتى بعد توقيع الاتفاق النووي عام 2015 وفي ظلّ الإدارة الديمقراطية، استهدفت تل أبيب المنشآت النووية الإيرانية عبر هجمات سيبرانية وعمليات تخريبية واغتيال علماء نوويين.

ويشير إلى أنّه عندما تتحدث إسرائيل أنها غير معنية بأي اتفاق نووي يتمّ إبرامه، فهذا يمكن أن يفسَّر على أنه ضوء أخضر أميركي للاستمرار بمثل هذه العمليات، وسط حديث عن اتفاق ضمني بين الولايات المتحدة وإسرائيل على ذلك.

ويلفت في هذا السياق إلى ما يتداوله البعض عن وجود تنسيق أميركي إسرائيلي فيما يتعلق بإحباط جهود إيران الخاصة بالبرنامج الصاروخي الإيراني وبرنامج الطائرات المسيرة، وهذا يعني ضمنيًا دفع إسرائيل نحو المزيد من التصعيد النوعي ضد إيران.

وتُعارض إسرائيل المحادثات الرامية إلى إعادة إحياء الاتّفاق الذي تمّ التفاوض عليه بين طهران والقوى الكبرى وأتاح رفع عقوبات كثيرة كانت مفروضة على إيران في مقابل الحدّ من أنشطتها النوويّة وضمان سلميّة برنامجها.

وتخشى إسرائيل التي تعتبر إيران عدوّها اللدود، أن تبلغ طهران قريبًا "العتبة النوويّة"، أي أن يكون لديها ما يكفي من الوقود لإنتاج قنبلة ذرّية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close