شهدت فرنسا إضرابًا نفذه القطاع التربوي تنديدًا بإدارة الحكومة للأزمة الصحية الناتجة عن تفشي فيروس كورونا، إضافة إلى ظروف العمل التي وصفوها بـ"غير اللائقة"، فضلًا عن المطالبة برفع الأجور لعمال القطاع بما يتلاءم مع جهودهم.
وتجمع عمال قطاع التربية والتعليم بباريس في وقفة احتجاجية صاخبة للتنديد فيما يقولون إنه فشل ذريع للحكومة في تنفيذ سياسة منسجمة في المدارس لاحتواء جائحة كورونا وضمان حماية لائقة للتلاميذ والموظفين من عدوى فيروس كوفيد.
تنديد بسياسات الحكومة
ويقول أستاذ التاريخ والنقابي بونوا تيست لـ"العربي": إنّ "أزمة التربية والتعليم عميقة جدًا فهي لا تتعلق فقط بإدارة الأزمة الصحية، بل تتعداها إلى الحرمان من الوسائل المادية والبشرية".
وندد المتظاهرون بتراجع الحكومة عن سياستها بإغلاق المدارس التي تنتشر فيها الإصابات بكورونا، ووجهوا سهام انتقاداتهم إلى وزير التربية والتعليم الذي أخفق بحسبهم في إدارة القطاع.
من جهتها، قالت عضو الكتلة البرلمانية لحزب فرنسا الأبية اليساري ماتيلد بانون لـ"العربي": إنّ "الكتلة البرلمانية للحزب توجه رسالة تضامن إلى كل أسرة التعليم والتربية التي تتظاهر اليوم للتنديد بالأوضاع المزرية لقطاع التعليم".
المدرسة.. "مختبر تجارب فاشلة"
وفي مسيرة كبيرة نحو مبنى وزارة التربية والتعليم، واصل المتظاهرين من مختلف التنظيمات والنقابات والجمعيات هتافاتهم مستهجنين الوضع الذي آلت إليه المدرسة الفرنسية التي يرون أنها باتت "مختبر تجارب فاشلة أرهقت كاهل قطاع التعليم بشقيه العام والخاص"، مع نقص فادح في الموظفين والمعلمين وغياب تصور إستراتيجي من شأنه أن يكفل استقرار المدرسة الفرنسية.
وعبر مسيرتهم يكون هؤلاء قد دقوا ناقوس الخطر لما وصفوه بـ"الحالة المرضية المزمنة"، معبرين عن رفضهم للتدابير الصحية ضد كورونا بصيغتها الحالية، مع التشديد على تحسين ظروف موظفي القطاع لضمان تعليم جيد وحياة مدرسية بعيدة عن التجاذبات السياسية.