شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجومًا عنيفًا أمس الإثنين على اليونان، متهمًا إياها بتسخير أراضيها لـ"تنظيمات إرهابية"، ومحاولتها عرقلة صفقة طائرات مع الولايات المتحدة.
وعقب ترؤسه اجتماعًا للحكومة في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة أعلن أردوغان إلغاء بلاده عقد اجتماع المجلس الإستراتيجي مع اليونان، وقال: إنّ رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس "لم يعد موجودًا" بالنسبة له، متهمًا الزعيم اليوناني بمحاولة عرقلة بيع طائرات إف-16 المقاتلة إلى تركيا خلال زيارة للولايات المتحدة.
"إرهاب في الناتو"
وتطرق أردوغان خلال خطابه إلى عضوية فنلندا والسويد في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مؤكدًا أن مقاربة بلاده بشأن توسيع "الناتو" نابع من موقفها المبدئي في مسألة مكافحة الإرهاب، لا من العداوة أو التعصب.
وأفاد بأنه ضمن هذا السياق أجرى دبلوماسية هاتف مكثفة يومي الجمعة والسبت الفائتين، باحثًا هذه المسائل بإسهاب مع أمين عام "الناتو" ينس ستولتنبرغ، والرئيس الفنلندي ساولي نينيستو، ورؤساء وزراء بريطانيا وهولندا والسويد.
وأوضح أردوعان أنه شاركهم بوضوح مقاربة بلاده حول توسيع "الناتو"، مؤكدًا على مكافحة الإرهاب وتضامن الحلف.
وأشار إلى أن تركيا لا يمكن أن تتقبل وجود تنظيمات إرهابية داخل حلف "الناتو".
"لم يعد موجودًا"
ولفت أردوغان إلى دعم تركيا في الماضي لفرنسا واليونان بعد خروجهما من الناتو، متسائلًا: "ماذا حدث؟ ما شكل علاقة اليونان معنا اليوم؟ أليست اليونان الآن ممرًا لعناصر تنظيم غولن نحو أوروبا؟ وفوق كل شيء يوجد حاليًا حوالي 10 قواعد عسكرية في اليونان، فمن تهدد يا ترى من خلال هذه القواعد؟ أو لماذا يتم إنشاؤها في اليونان؟".
وأوضح حول دور رئيس الوزراء اليوناني، بالقول: "كنا قد اتفقنا على عدم إشراك دول ثالثة في نزاعنا معه. على الرغم من هذا، زار الولايات المتحدة الأسبوع الماضي وتحدث في الكونغرس وحذرهم من منح طائرات إف-16 لنا".
وأضاف: "هو لم يعد موجودًا بالنسبة لي. لن أوافق أبدًا على مقابلته. سنمضي في طريقنا مع ساسة شرفاء".
ودفعت تصريحات أردوغان باليونان، إلى ردّ فوري عبر المتحدث باسم الحكومة اليونانية جيانيس أويكونومو الذي اعتبر أن ميتسوتاكيس يدافع عن حقوق اليونان والقانون الدولي، وإن السياسة الخارجية لليونان تستند أيضًا إلى تحالفاتها. خاتمًا البيان بالقول: "لن ندخل في جدال مع القيادة التركية. سياستنا هي سياسة مبادئ".
ويأتي هذا التوتر، بعد أن قطع البلدين شوطًا متقدمًا من إعادة تحسين العلاقات بينهما، خلال شهر مارس/ آذار الماضي، حيث اجتمع رئيس الوزراء اليوناني بأردوغان في إسطنبول، واتفقا على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بينهما وتحسين العلاقات الثنائية.
وتشهد العلاقات اليونانية التركية توترًا على خلفية الحدود البحرية المشتركة في الحوض الشرقي للبحر المتوسط، كذلك في المجال الجوي، إضافة إلى الخلاف التركي في جزيرة قبرص المنقسمة بينهما.
وخلال زيارته للولايات المتحدة، حيث التقى بالرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولين أميركيين كبار الأسبوع الماضي، قال ميتسوتاكيس إنّ اليونان ستبدأ إجراءات شراء طائرات مقاتلة من طراز إف-35 من الولايات المتحدة بحلول عام 2030.