أعلنت القيادة السورية الجديدة عن تأكيد الوفد الدبلوماسي الأميركي الذي زار دمشق اليوم الجمعة على التزام الولايات المتحدة بدعم الشعب السوري وإدارته الجديدة، بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وكانت كبيرة الدبلوماسيين الأميركيين المعنيين بالشرق الأوسط باربرا ليف قد اعتبرت أن اللقاء مع أحمد الشرع قائد "إدارة العمليات العسكرية" التي أطاحت بنظام الأسد، كان "جيدًا" وناقش مستقبل الانتقال السياسي في البلاد.
التزام أميركي بدعم الشعب السوري
وقالت القيادة السورية في بيان عقب الاجتماع مع الوفد الدبلوماسي في دمشق، إنّ الجانب الأميركي "أكد على التزامه بدعم الشعب السوري والإدارة السورية الجديدة، والوقوف إلى جانبها في مواجهة الملفات العالقة والتحديات الكبرى، ولا سيما في شرق الفرات".
وأضافت البيان: "أجمع الطرفان على أن ما حصل يعد انتصارًا تاريخيًا للشعب السوري، حيث عبّر الجانب الأميركي عن تهانيه بتحرير سوريا والخلاص من نظام بشار الأسد".
وأوضح البيان أنّ "الوفد الأميركي أعرب عن دعمه للخطوات المعلنة من قبل الإدارة السورية الجديدة، خصوصًا فيما يتعلق بتعزيز الاستقرار، ودفع عجلة النمو الاقتصادي، وتحقيق تمثيل شامل لكافة مكونات الشعب السوري".

"اجتماع جيد" وإلغاء المكافأة لاعتقال الشرع
وأكدت باربرا ليف كبيرة الدبلوماسيين الأميركيين المعنيين بالشرق الأوسط أن دبلوماسيين أميركيين التقوا بأحمد الشرع وعقدوا معه اجتماعًا "جيدًا" حول مستقبل الانتقال السياسي في البلاد.
وقالت ليف للصحافيين: إن المسؤولين ناقشوا الحاجة إلى "ضمان عدم تمكن الجماعات الإرهابية من تشكيل تهديد داخل سوريا أو خارجها بما في ذلك على الولايات المتحدة وشركائنا في المنطقة"، وهو ما أكد الشرع على الالتزام به.
ورحبت ليف بـ"الرسائل الإيجابية" التي أعرب عنها الشرع خلال المحادثات معه وتضمنت تعهدًا بمحاربة الإرهاب. كما أبلغت المبعوثة الأميركية، أحمد الشرع بإلغاء المكافأة المالية المخصصة لمن يدلي بمعلومات تساعد في اعتقاله.
وتابعت: "بناء على محادثاتنا، أبلغته أننا لن نتابع تطبيق عرض برنامج مكافآت من أجل العدالة الذي كان ساريًا منذ سنوات عدة".
وكانت مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي "إف بي آي" قد عرض عام 2017 مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال الشرع الذي كان معروفًا حينها باسم أبو محمد الجولاني.
وقالت ليف التي شاركت في أول زيارة رسمية لوفد أميركي إلى دمشق منذ اندلاع الثورة عام 2011 إن الشرع "أظهر أنه براغماتي"، لافتة إلى أن المحادثات معه كانت "جيدة للغاية ومثمرة جدًا ومفصلة".
وشددت المبعوثة الأميركية على أن بلادها "تريد إحراز تقدم بالاستناد على هذه المبادئ والأفعال، وليس مجرد الأقوال".
ولا يزال أحمد الشرع ومقاتليه في هيئة تحرير الشام مدرجين في القائمة الأميركية السوداء للإرهاب. ولم تعلق ليف على هذا التصنيف، لكنها قالت بعد مناقشاتها مع الشرع "من غير المنطقي أن يتم رصد مكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على هذا الرجل".
"تشاور واسع خلال الفترة الانتقالية"
وأشارت ليف إلى أنها أكدت له أيضًا أهمية "التشاور الواسع خلال هذه الفترة الانتقالية".
وشددت: "نحن ندعم بالكامل عملية سياسية بقيادة سورية وملكية سورية تؤدي إلى حكومة جامعة وتمثيلية تحترم حقوق جميع السوريين، بما في ذلك المرأة والمجتمعات السورية المتنوعة عرقيًا ودينيًا".
وعندما سُئلت كبيرة الدبلوماسيين الأميركيين عن الدور المستقبلي لإيران في سوريا، أجابت ليف "بناء على معطيات اليوم، فإن إيران لن يكون لها أي دور على الإطلاق، ولا ينبغي أن يكون لها أي دور" في سوريا.
وكانت إيران التي تدخلت عام 2012 بسوريا ساعدت نظام بشار الأسد على قمع الثورة وجلب مليشيات أجنبية للقتال إلى جانب قواته.