تُغذّى قناة بنما، التي تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ وتمتدّ على طول 82 كيلومترًا، بمياه عذبة من بحيرة غاتون.
ويحذّر الخبراء من انخفاض مقلق في مستوى البحيرة، مما تسبّب في ثاني أكثر الأعوام جفافًا في تاريخ القناة الممتدّ إلى 110 سنوات. غير أن إدارة قناة بنما تؤكد أنها بدأت تستعيد عافيتها.
"كل شيء على ما يرام"
ويقول الخبير البيئي في القناة، خاييم تروخانو: "في الوقت الحالي، كل شيء على ما يرام؛ فقد بلغ نهر غاتون أعلى مستوياته بفضل الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الشتاء الماضي، والتي وفّرت كميات كافية من المياه. ونتوقّع أن يستمر عبور السفن بشكل جيد".
ويمر عبر القناة نحو 15 ألف سفينة سنويًا، وتناقص عددها بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية، كما كانت حمولتها أقل بسبب القيود المفروضة على وزنها ما أدى إلى مشكلة بالنسبة للتجارة العالمية.
ولم يتسبّب نقص المياه في القناة بأزمة تجارية فحسب، بل أثّر أيضًا على سكان المنطقة، إذ توفّر هيئة قناة بنما مياه الشرب لنصف سكان البلاد.
"وجود صيني"
ومرت قناة بنما بمراحل متعددة منذ إنشائها وحتى اليوم لكن المرحلة الحالية تعد الأكثر حساسية على المستوى البيئي والسياسي، وهي مهددة بالجفاف وباستيلاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب عليها.
ويضع الأميركيون أعينهم على القناة منذ استلام ترمب السلطة، فهو يرى أن وجود مرفأين تابعين لشركات صينية على مدخلي القناة يهدد أمن واقتصاد الولايات المتحدة.
ويقول المحلل السياسي أدوين كاريرا: "الرئيس ترمب تختلط عليه الأمور، الحديث عن الموانئ شيء والحديث عن تسيير القناة شيء مختلف".
ويضيف: "يمكن أن تأتي سفن إلى هذا الميناء أو ذاك ولا تمر عبر القناة ويمكن أن تمر عبر القناة دون أن تتوقف في أي من الموانئ، والسؤال الذي نود نحن ويود العالم معرفته هو ما الذي يريده ترمب؟".
وكان للولايات المتحدة دورٌ أساسي في بناء قناة بنما الواقعة في أميركا الوسطى وإدارتها، حيث ظلت خاضعة للسيطرة الأميركية حتى تمّ تسليمها إلى البنميين عام 1999.