إهمال واكتظاظ.. ربع الفلسطينيين في سجون إسرائيل مصابون بالجرب
كشفت معطيات رسمية الإثنين النقاب عن إصابة رُبع الأسرى الفلسطينيين المعتقلين بالسجون الإسرائيلية بمرض الجرب الجلدي خلال الأشهر الأخيرة بسبب عدم اتخاذ إجراءات تمنع انتشاره.
وقالت صحيفة "هآرتس": "ردًا على التماس تقدمت به منظمات حقوق الإنسان، اعترفت مصلحة السجون الإسرائيلية بأن نحو رُبع السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية أصيبوا بالجرب في الأشهر الأخيرة".
وأوضحت أن من المقرر أن "تنظر المحكمة العليا الإسرائيلية في الالتماس الذي قدمته منظمات حقوقية إسرائيلية والذي يقول إن مصلحة السجون لم تتخذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار المرض".
وأشارت الصحيفة إلى أن "تفشي الجرب في السجون يأتي وسط شكاوى السجناء من الرعاية الطبية غير الكافية، والاكتظاظ غير العادي في السجون بسبب الحرب" على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأوضحت أن السجون الإسرائيلية تحتجز نحو 10 آلاف سجين فلسطيني.
الحجر الصحي ليس علاجًاوتابعت: "يزعم الملتمسون أن لقاءات السجناء المصابين بالجرب مع محاميهم ألغيت، وأن جلسات المحكمة تأجلت، رغم عدم وجود مبرر طبي لهذه الإجراءات، وأنها تشكل انتهاكًا لحقوق السجناء".
وذكرت أن المنظمات الحقوقية مقدمة الالتماس هي "جمعية أطباء لحقوق الإنسان – إسرائيل، وجمعية حقوق المواطن في إسرائيل، ومركز عدالة لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل، ومركز هموكيد للدفاع عن الفرد، واللجنة الشعبية لمناهضة التعذيب في إسرائيل".
وقالت: "قدمت المنظمات محاضر عشرات الجلسات في المحاكم العسكرية التي تم إلغاؤها لأن مصلحة السجون قالت إن المعتقلين مرضى ويجب عزلهم، رغم أن الرأي الطبي المرفق بالالتماس ينص على أن الحجر الصحي ليس علاجًا مقبولًا للجرب".
وأضافت: "ردّت مصلحة السجون على الالتماس بأنه لا توجد سياسة تمنع السجناء من مقابلة محاميهم، أو أمر بتأجيل جلسات المحكمة بسبب الجرب، لكن مصلحة السجون اعترفت بأنه في بعض الأيام تم تأجيل الاجتماعات مع المحامين في سجني نفحة ورامون وأن بعض جلسات المحكمة تم تأجيلها".
اكتظاظ وغياب مستلزمات النظافةوبحسب ما نقلت الصحيفة عن مصلحة السجون، فإن "نحو 1704 حالات نشطة من الجرب موجودة داخل بؤر تفشيه الرئيسية في سجون مجيدو وكتسيعوت، ومجمع السجن الذي يضم سجني نفحة ورامون".
وتابعت نقلًا عن ذات المصدر: "انخفض عدد مرضى الجرب في سجني نفحة ورامون، بعد أن قالت مصلحة السجون إنها وضعت إرشادات طبية للتعامل مع المرض بعد تفشيه الشديد في سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما كان عدد المرضى في السجون أربعة أضعاف العدد الحالي".
وبحسب مصلحة السجون، فإن السبب الرئيسي لانتشار المرض هو العدد الكبير من السجناء الجدد من غزة والضفة الذين أصيبوا بالمرض قبل وصولهم إلى السجون وتم إدخالهم قبل ظهور الأعراض، بحسب ما نقلت الصحيفة.
وأضافت الصحيفة: "كما استشهدت مصلحة السجون بالخطوات المتخذة لعلاج تفشي المرض، بما في ذلك قرار شراء الأدوية وغسل الملابس على درجة حرارة عالية".
واستدركت: "ومع ذلك، في تكذيبها لهذا الادعاء، ذكرت منظمة أطباء لحقوق الإنسان في إسرائيل في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أن السجناء أفادوا بأن الجناح ليس فيه غسّالات، وأن الملابس ومواد التنظيف غير كافية، وأن العديد من السجناء ليس لديهم إمكانية الوصول إلى طبيب الأمراض الجلدية".
وكانت إسرائيل صعّدت بشكل ملحوظ من عمليات الاعتقال في الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين أول 2023.
كما اعتقل الجيش الإسرائيلي أعدادًا غير محددة من الفلسطينيين في غزة منذ بدء الإبادة الجماعية التي خلفت نحو 149 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.