الأربعاء 17 أبريل / أبريل 2024

"إيجابية للغاية".. مباحثات أميركية تركية حول انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو

"إيجابية للغاية".. مباحثات أميركية تركية حول انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو

Changed

"العربي" يناقش تداعيات انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الشمال الأطلسي (الصورة: الأناضول)
صرح وزير الخارجية التركي بأن بلينكن أكد أن الولايات المتحدة ستنقل الرسائل الضرورية لتبديد مخاوف تركيا، بشأن انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو.

في وقت تهدّد فيه أنقرة بمنع السويد وفنلندا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وصف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اجتماعه بنظيره الأميركي أنتوني بلينكن في نيويورك أمس الأربعاء بأنّه "إيجابي للغاية".

وبعد اجتماعه مع بلينكن، قال رئيس الدبلوماسية التركية للصحافيين: "أستطيع أن أقول إنّنا عقدنا اجتماعًا إيجابيًا للغاية".

وعُقد الاجتماع بين الوزيرين في إطار "الآلية الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وتركيا"، والرامية لتحسين العلاقات بين البلدين بعد التوترات الشديدة التي سادتها في السنوات الأخيرة.

وتطرّق الوزيران في محادثاتهما إلى ملف انضمام السويد وفنلندا إلى "الناتو"، والتهديدات التي أطلقتها أنقرة بمنع البلدين الإسكندينافيين من نيل عضوية التحالف العسكري الذي لا يمكن توسيعه إلا بإجماع أعضائه ومن بينهم تركيا.

وقال تشاوش أوغلو: إنّ "بلينكن أكد أنّ الولايات المتحدة ستنقل الرسائل الضرورية لتبديد مخاوف تركيا" بشأن هذا الموضوع.

وتتهم أنقرة كلًا من هلسنكي وستوكهولم بالتساهل مع المتمردين الأتراك الأكراد المنضوين في حزب العمال الكردستاني، التنظيم المصنّف إرهابيًا.

وشدد تشاوش أوغلو على أنه "من غير المقبول أن يدعم حلفاء، أو أولئك الذين يريدون الانضمام إلى التحالف، منظمات إرهابية تستهدفنا".

وأضاف: "من غير المقبول أيضًا أن يفرضوا قيودًا على بيع أسلحة لحليف".

وكان البيت الأبيض صرح الأربعاء أنّ الولايات المتحدة "واثقة من أنّ السويد وفنلندا ستحظيان بآلية فعالة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وبإمكانية الاستجابة لمخاوف تركيا".

كما أعرب رئيس الدبلوماسية التركية عن تفاؤله بشأن تقدّم ملف حصول بلاده على مقاتلات أميركية من طراز إف-16.

وقال: إنّ "المحادثات الفنية بين العسكريين تتقدم بشكل إيجابي للغاية، وهناك أيضًا رسائل إيجابية مصدرها الكونغرس"، السلطة المخوّلة المصادقة على تصدير مثل هذا العتاد العسكري إلى خارج الولايات المتحدة.

انضمام السويد وفنلندا إلى "الناتو"

وتقدمت فنلندا والسويد، أمس الأربعاء رسميًا بطلب العضوية إلى حلف شمال الأطلسي.

ويستغرق الانضمام إلى الناتو أشهرًا عدة، إذ يتطلب مصادقة برلمانية من أعضاء الحلف الثلاثين، فيما توقعت السويد أن تستغرق العملية عامًا كحد أقصى.

ومنذ بداية الحرب الأوكرانية، ارتفع في السويد وفنلندا عدد مؤيدي الانضمام إلى الحلف الأطلسي بشكل كبير، وقد قرر البلدان الالتحاق بالناتو لمواجهة قدرة روسيا على مهاجمة أحد جيرانها عسكريًا.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي هدد بعرقلة انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، حض الأربعاء دول الحلف على "احترام" مخاوف أنقرة إزاء انضمام هذين البلدين اللذين تتهمهما تركيا بتقديم ملاذ "لإرهابيي حزب العمال الكردستاني".

ومنذ الجمعة، عبر الرئيس التركي عن معارضته لتوسيع حلف شمال الاطلسي ليشمل هذين البلدين، ويكرر موقفه هذا رغم تصريحات مهدئة صدرت عن أوساطه.

تغير الوضع الجيو-إستراتيجي في أوروبا

وفي هذا الإطار، اعتبر الباحث في العلاقات الدولية أحمد عجاج أن خطوة انضمام السويد وفنلندا والترحيب السريع بهما مؤشر على تغير الوضع الجيو-إستراتيجي في أوروبا، حيث أصبح الواقع صعب بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن توحدت أوروبا لأول مرة بعد الحرب الباردة، واتفقت على إضعاف القوات الروسية، مما سيؤثر على وجودها في أوكرانيا.

وشدد في حديث لـ"العربي" من لندن، على أن انضمام البلدين هو مؤشر أيضًا ورسالة لموسكو أن الوضع اختلف عن السابق ولم يعد باستطاعة روسيا أن تهدد كما كانت في السابق، وأصبح لأي دولة أن تختار أي طريق تريده، ولا يمكن لموسكو أن تضع فيتو عليها بعد الآن.

وأوضح أن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو، سيوسع الحدود مع روسيا بحوالي 110 أميال، ولا يمكن لموسكو أن تغطيها بسرعة في أي مواجهة مع الاتحاد الأوروبي.

وحول الموقف التركي، لفت عجاج إلى أن تركيا أصبحت تلعب دور "المعرقل" بالنسبة للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حيث أصبح التعامل معها صعبًا لأن هناك ملفات متضاربة.

لكنه رجّح قبول تركيا انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الشمال الأطلسي، لأن عدم قبولها سيضعها في موقع مختلف تمامًا، مما سيعرضها لمواقف سلبية من الاتحاد الأوروبي وأميركا.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close