الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

إيران "تحسم جدل" المسيّرات.. زيلينسكي: حتى في اعترافهم يكذبون

إيران "تحسم جدل" المسيّرات.. زيلينسكي: حتى في اعترافهم يكذبون

Changed

نافذة ضمن "الأخيرة" تناقش من زاوية تحليلية الاعتراف الإيراني بتزويد روسيا بعدد "محدود" من الطائرات المسيّرة (الصورة: رويترز)
قابلت كييف حديث وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان بتحذير طهران ممّا أسمتها "عواقب التواطؤ في عدوان روسيا" على أوكرانيا.

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّ إيران "تكذب" بشأن إرسال عدد محدود من الطائرات المسيّرة إلى روسيا، مؤكدًا أنّ قواته تُسقِط 10 منها على الأقلّ.

وجاءت التصريحات الأوكرانية بعد إقرار إيران للمرة الأولى بتزويد روسيا بعدد "محدود" من الطائرات المسيّرة، لكنّ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أصرّ أنّ ذلك حصل قبل بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.

وفيما أنهت إيران بهذا الإقرار، أشهرًا من الرسائل المربكة بشأن إرسال تلك الأسلحة إلى الساحة الأوكرانية، قال عبد اللهيان إنّه "إذا تأكد أنّ روسيا استخدمت المسيّرات الإيرانية في حرب أوكرانيا فسيكون لنا ردة فعل"، شرط أن تقدّم كييف ما بحوزتها من أدلة.

كيف قابلت كييف حديث عبد اللهيان؟

وقابلت كييف حديث وزير الخارجية الإيرانية بتحذير طهران ممّا أسمتها عواقب التواطؤ في عدوان روسيا على أوكرانيا، حيث قال زيلينسكي: "قرّروا الاعتراف بأنّهم قدّموا طائرات من دون طيّار للإرهاب الروسي، لكن حتى في هذا الاعتراف يكذبون".

وأضاف: "نحن نُسقِط ما لا يقلّ عن 10 طائرات من دون طيّار إيرانية كلّ يوم".

وكان وزير الخارجية الأوكراني استبق تصريحات طهران ليعرض خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة السبع أجزاء من حطام مسيّرة إيرانية قال إنّها استهدفت كييف أخيرًا.

ومنذ أسابيع، تؤكد كييف على لسان مسؤوليها أنّ الهجمات الروسية في تصاعد، باستخدام طائرات مسيّرة انتحارية من نوع شاهد 136، إيرانية الصنع، والتي تستهدف بنيتها التحتية المدنية، ولا سيما محطات الطاقة والسدود، وهو ما نفته روسيا.

وتقول كييف إنّ نحو 400 مسيّرة إيرانية استُخدِمت ضد مدنيين في البلاد، وإن موسكو طلبت من طهران نحو 2000 طائرة أخرى.

ولا تزال المسيّرات الإيرانية تثير الجدل وتعرّض طهران للمزيد من العقوبات، خصوصًا بعدما أقرّ الاتحاد الأوروبي عقوبات عليها الشهر الماضي، مثلما فرضت بريطانيا عقوبات على ثلاث شخصيات عسكرية إيرانية وشركة دفاعية.

إيران تريد "حسم الجدل" حول مسيّراتها

يرى الصحافي الإيراني محمد الغروي أنّ الإشكال هو ما إذا كانت إيران سلّمت روسيا الطائرات الانتحارية أثناء الحرب على أوكرانيا، أو أنّها سلمتها قبل الحرب، أو أنّ إيران نقلت هذه التقنية لروسيا بشكل كامل، بحيث باتت روسيا هي التي تصنع هذه الطائرات.

ويعتبر في حديث إلى "العربي"، من بيروت، أنه "حينما يقول الإيراني إنّ طهران باعت هذه الطائرات لروسيا قبل الحرب على إيران، فهذا يعني أنه يريد أن يحسم هذا الجدل في هذا الإطار، لكي يقول نحن بائعون للتكنولوجيا والسلاح، وهذا حقنا بموجب الاتفاق النووي".

ويوضح أنّ "إيران لا تستطيع أن تفرض على الروس أن يستخدموا هذا السلاح هنا أو هناك، فالدولة التي تشتري هي التي تقرّر أين تستخدم هذا السلاح".

ويشدّد على أنّ "الإيراني يصنّع بعض الأسلحة كي يبيعها وهو باعها للروسي كما باعها لأكثر من 22 دولة في العالم ولا ضير في ذلك على الإطلاق".

إيران "اضطرت" للاعتراف ببيع المسيّرات لروسيا

في المقابل، يعتبر الكاتب الصحافي وليد عباس أنّ الدولة التي تبيع السلاح لدولة أخرى في حالة حرب تتحمّل بطبيعة الحال جزءًا من المسؤولية عمّا يحدث في هذه الحرب.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من باريس، إلى أنه "لا ينبغي الخلط بين بيع التقنية وبيع السلاح"، قارئًا في ذلك "محاولة لدفع المسؤولية عن إيران في هذا الجانب واستخفافًا بعقول الناس".

ويشدّد على أنّ "إيران تتعاون عسكريًا مع روسيا وهذا قد يكون من حقها لكن لا ينبغي التغطية بهذا الشكل". ويضيف أنّ إيران اضطرت للاعتراف لأن هناك طائرات سقطت وثبت أنها إيرانية وبالتالي لا يمكن الإنكار، علمًا أنّ طهران حافظت على الصمت لفترة طويلة.

وفيما لا يشكّك بوجود وضع سياسي خاص لإيران في العالم عالميًا يتعلق أساسًا بمفاوضات الاتفاق النووي، يشير إلى أنّ إيران ربما لا تريد التوصل إلى هذا الاتفاق حاليًا، خصوصًا بعد وصول رئيس جمهورية أقرب إلى المرشد من الرئيس السابق في توجّهاته.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close