أعرب المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الثلاثاء، عن شكوكه في أن تُؤدي المحادثات النووية مع الولايات المتحدة إلى "أي نتيجة"، مُجدّدًا التمسّك بحقّ بلاده في تخصيب اليورانيوم.
وجاء كلام خامنئي في وقت تُراجع فيه طهران اقتراحًا لعقد جولة خامسة من المفاوضات.
"دراسة مقترح بشأن جولة خامسة"
وقال خامنئي في كلمة متلفزة لمناسبة ذكرى وفاة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي: "لا أعتقد أنّ المحادثات النووية مع الولايات المتحدة ستؤدي إلى نتائج. لا أعلم".
وأضاف أنّ "المفاوضات غير المباشرة مع أميركا كانت قائمة أيضًا في زمن الشهيد (الرئيس السابق إبراهيم) رئيسي، تمامًا كما هي الآن، وبلا نتيجة طبعًا. لا نظنّ أنّها ستُفضي إلى نتيجة الآن أيضًا، لا ندري ما الذي سيحدث".
وفي السياق، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي اليوم الثلاثاء، أنّ طهران تدرس حاليًا مقترحًا تلقّته لعقد جولة خامسة من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي.
وقال غريب آبادي: "لقد تلقينا مقترحًا بشأن الجولة المقبلة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، وهو قيد المراجعة".
ولم يذكر المسؤول الإيراني تفاصيل إضافية بشأن توقيت أو مضمون المقترح، إلا أنّ هذه التصريحات تأتي بعد أيام من دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب طهران إلى "التحرّك بسرعة" في ملف المفاوضات.
وقال مسؤول إيراني لوكالة رويترز، إنّ الجولة المقبلة من المحادثات قد تُعقد في مطلع الأسبوع في روما، وإن كان ذلك لم يتأكد بعد.
خلاف حول تخصيب اليورانيوم
ومنذ 12 أبريل/ نيسان الماضي، أجرت واشنطن وطهران أربع جولات مباحثات بوساطة عُمانية، سعيًا إلى اتفاق جديد بشأن برنامج طهران النووي، يحلّ بدلًا من الاتفاق الدولي الذي أبرم قبل عقد وانسحب منه ترمب بشكل أحادي خلال ولايته الأولى.
وتشهد المحادثات بين إيران والولايات المتحدة خلافات بشأن مسألة تخصيب اليورانيوم.
ويُصرّ الجانب الأميركي على سياسة "صفر تخصيب"، بينما تؤكد طهران أنّ نشاط تخصيب اليورانيوم "غير قابل للتفاوض".
وأمس الإثنين، نقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، قوله إنّ المحادثات النووية مع الولايات المتحدة "لن تُفضي لأي نتيجة"، إذا أصرّت واشنطن على وقف طهران عمليات تخصيب اليورانيوم تمامًا.
في المقابل، اعتبر المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أنّ "تخصيب اليورانيوم خطًا أحمر"، مؤكدًا أنّ الولايات المتحدة "لا يُمكنها السماح حتى بنسبة 1% من قدرة التخصيب".
وألمح مسؤولون إيرانيون الى أنّ طهران ستكون منفتحة على فرض قيود موقتة على كمية اليورانيوم الذي يُمكنها تخصيبه والمستوى الذي تصل إليه.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني الماضي، أعاد الرئيس الأميركي العمل بسياسة "الضغوط القصوى" التي اعتمدها حيال إيران خلال ولايته الرئاسية الأولى.
ورغم دعمه للمفاوضات النووية، حذّر أيضًا من احتمال اللجوء إلى عمل عسكري إذا فشلت تلك الدبلوماسية.
لكنّ مسؤولين إيرانيين انتقدوا ما وصفوه بمواقف "متناقضة" من جانب المسؤولين الأميركيين، إلى جانب استمرار فرض العقوبات التي تستهدف قطاع النفط الإيراني والبرنامج النووي على الرغم من المحادثات.