كشف مسؤول إيراني كبير أنّ طهران فتحت قناة مباشرة للتواصل مع فصائل في القيادة الجديدة في سوريا، بعد الإطاحة بحليفها رئيس النظام بشار الأسد.
وأضاف المسؤول لوكالة "رويترز" اليوم الإثنين، أنّ هذه الخطوة تُمثّل محاولة "لمنع مسار عدائي" بين البلدين.
"الشعب هو من يقرر مستقبل بلاده"
وأعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن أمله في انتهاء العنف قريبًا في سوريا والعودة إلى حياة سليمة دون مخاوف.
وأكد بزشكان خلال اجتماع للحكومة أمس الأحد، أنّ الشعب السوري هو من عليه أنّ يُقرّر مستقبل بلاده وشكل نظامها السياسي، مشدّدًا على ضرورة الحوار بين أطياف الشعب السوري كافة للتوصل إلى التفاهم المطلوب.
وشكّل سقوط الأسد انهيار معقل مهم مارست منه إيران وروسيا نفوذًّا في أنحاء العالم العربي.
لكنّ طهران توقّعت استمرار العلاقات مع دمشق على أساس "نهج حكيم وبعيد النظر"، داعية إلى تشكيل حكومة شاملة تُمثّل كل فئات المجتمع السوري.
ورغم أنّ إيران تشعر بالقلق من أن تؤثر طريقة تغيير السلطة في دمشق على نفوذها في سوريا، قال ثلاثة مسؤولين إيرانيين لوكالة رويترز، إنّ الأمر لا يدعو للذعر، مضيفين أنّ طهران ستتّبع السبل الدبلوماسية للتواصل مع أشخاص وصفهم أحد المسؤولين بأنّهم "داخل الجماعات الحاكمة الجديدة في سوريا الذين تقترب آراؤهم من وجهات نظر إيران".
"إيران منفتحة على التعامل مع القيادة السورية الجديدة"
وقال مسؤول إيراني ثان إنّ "القلق الرئيسي بالنسبة لإيران، هو ما إذا كان خليفة الأسد سيدفع سوريا للدوران بعيدًا عن فلك طهران، في سيناريو تحرص إيران على تجنّبه".
وذكر أحد المسؤولين الكبار أنّ حكام إيران منفتحون على التعامل مع القادة السوريين الجدد، معتبرًا أنّ هذا التواصل "مفتاح لاستقرار العلاقات وتجنّب مزيد من التوترات الإقليمية".
وأوضح أنّ إيران أقامت اتصالات مع جماعتين في القيادة الجديدة، وستُقيّم مستوى التفاعل في الأيام المقبلة بعد اجتماع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
وذكر مسؤولان إيرانيان أنّ طهران تخشى من أن يستغل الرئيس الأميركي المُنتخب دونالد ترمب لدى وصوله إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني المقبل، سقوط الأسد لزيادة الضغوط الاقتصادية والسياسية على إيران "إما لإجبارها على تقديم تنازلات أو لزعزعة استقرارها".
وفي هذا الإطار، اعتبر علي فايز من مجموعة الأزمات الدولية أنّه "لم يتبق لإيران الآن سوى خيارين، التراجع ورسم خط دفاعي في العراق أو السعي إلى التوصل لاتفاق مع ترمب".